الأحد 28 يوليو 2013 / 00:21

بالفيديو: القرضاوي فقد عقله

في حال من الانهيار التام، الأقرب إلى الهستيريا منه إلى أيّ شيء آخر، جاءت تصريحات يوسف القرضاوي الأخيرة لتسقط ورقة التوت الأخيرة عن خطابه المقنع بقناع "الشيخ" و"رجل الدين"، وليعلن نفسه من خلاله قائداً أعلى، أو مرشداً حقيقياً لجماعة الإخوان المسلمين، إذ بدا فاقداً أعصابه تماماً في خطابه المتلفز الذي اتهم فيه عدداً من الزعماء العرب، ولاسيما منهم ملك السعودية ورئيس الإمارات وأمير الكويت، بأنهم مسؤولون عما أسماه "قتل المصريين".

وقال القرضاوي في خطابه الملتفز هذا: "هل أعطيتم المليارات لتقتلوا المصريين. المصريون الآن يقتلون أمامكم. يا من شاركتم بالمليارات في هذه المسيرة الظالمة ارجعوا إلى الله. المسلمون يقتلون بملياراتكم. ملياراتكم لم تذهب لتطعم الجائع أو تؤمن الخائف".

لكنّ القرضاوي لم يشرح كيف لهذه المساعدات التي جاءت لتنقذ مصر في أشدّ أوقات أزمتها الاقتصادية، وفي الوقت الذي تمتنع فيه جهات دولية عن إقراض مصر، أن تساهم في "قتل" المصريين، خاصة وأن القرضاوي هو أخبر الناس بالأموال التي تذهب بهدف التسليح والقتل وبثّ الفتن، وليست حالتا سوريا وليبيا من قبلها إلا أمثلة ساطعة على "مال الدم" الذي لم ينبس القرضاوي بكلمة ضدّه، بل كان شريكاً أساسياً فيه.

فات القرضاوي في لحظة انهياره هذه أنه أحد عرابي "جهاد الفتن" في العالم العربي والإسلامي، وأنه بفتاويه "القاتلة" يقف وراء معظم التنظيمات الإرهابية والتكفيرية، وأنه أحد أبرز المسؤولين عن تدفق "الجهاديين" إلى سوريا، بل أحد أبرز الممولين والوسطاء لمثل هذه التنظيمات.

ولعل أكثر ما فات القرضاوي هو مشهد ملايين المصريين الذين خرجوا بالأمس، وفي 30 يونيو قبل ذلك، هاتفين بمطلب واحد: رحيل الإخوان والاستيقاظ من الكابوس المزعج الذي عاشوه طوال عام كامل من حكم مرسي وزبانيته. فإذا به يتحول وهو "المايسترو" الذي يقود "الجزيرة" ودعايتها السياسية المفضوحة لصالح الإخوان، إلى بوق إضافي يائس، يكشف حجم الصدمة التي يعيشها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بعد أن لفظتهم مصر، وبدأت جميع البلدان العربية تلفظهم تباعاً، ومعهم مشروعهم الباطني الدموي الذي استمر طوال ثمانين عاماً.