أوباما يواجه معضلة إقناع الأمريكيين بضربة سوريا (أ ف ب)
أوباما يواجه معضلة إقناع الأمريكيين بضربة سوريا (أ ف ب)
الإثنين 9 سبتمبر 2013 / 10:14

أوباما يبدأ معركة حشد الرأي العام الأمريكي لضرب سوريا

يواجه الرئيس الاميركي باراك اوباما مهمة بالغة الصعوبة الإثنين تقضي بقلب رأي الكونغرس والرأي العام المشككين في الخيار العسكري حيال سوريا في وقت نفى الرئيس السوري بشار الأسد أي مسؤولية له في الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 أغسطس (آب).

مقربون من الرئيس: على أوباما إقناع الأمريكيين بأن قضية ضرب سوريا هي قضية أمن قومي أمريكي

ومع انتهاء عطلة الكونغرس الإثنين وعودته إلى الانعقاد في واشنطن اعتباراً من الساعة 18,00 تغ، يطلق أوباما حملة في جميع الاتجاهات لإقناع الجمهوريين والديموقراطيين فيه بالمبررات التي يستند اليها للقيام بتدخل عسكري جديد في الشرق الأوسط يهدف الى معاقبة نظام الأسد، وهو يدرك أن مصداقيته ومصداقية الولايات المتحدة على المحك.

وسيسجل أوباما ما لا يقل عن ست مقابلات مع شبكات تلفزيونية تبث مساء الإثنين قبل أن يتوجه مباشرة إلى الأمريكيين مساء الثلاثاء من مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض.


الأسد ينفي
وبالتزامن مع مقابلات أوباما، يبث التلفزيون مساء الإثنين مقابلة كاملة أجريت مع الرئيس السوري وينفي فيها أن يكون أصدر أمراً باستخدام أسلحة كيماوية.

وقال تشارلي روز الصحافي في شبكة سي بي اس الذي قابل الأسد إن الرئيس السوري "نفى أي صلة له بهذا الهجوم". وأضاف الصحافي الأمريكي أن "أهم ما قاله هو أنه (ليس هناك دليل على أنني استخدمت أسلحة كيماوية ضد شعبي)".

ورداً على سؤال حول هذه التصريحات المنسوبة إلى الأسد، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي ينهي الإثنين في لندن حملة دبلوماسية مكثفة في أوروبا لإقناع شركاء واشنطن بصوابية الهجوم العسكري "إن الأدلة تعبر بشكل واف".

وتتجه الانظار جميعها الإثنين إلى الكونغرس الأمريكي حيث تخيم شكوك متزايدة حول نتيجة التصويت الذي طالب به الرئيس أوباما حول اللجوء إلى القوة ضد سوريا.

جهود مضاعفة
وضاعف كبار مسؤولي إدارة أوباما الدعوات إلى أعضاء الكونغرس لإقناعهم بضرورة توجيه ضربات إلى نظام دمشق وسيتوجهون مجدداً الإثنين إلى مبنى الكابيتول لعقد اجتماعات يعرضون فيها مجدداً دوافع أوباما مستعينين باشرطة فيديو لضحايا الهجوم تبثها الشبكات التلفزيونية الأمريكية بشكل متواصل.

وتوجه أوباما مساء الأحد إلى مقر نائب الرئيس جو بايدن للتباحث مع أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، بحسب ما أفاد البيت الأبيض.
وبدأ الجدول الزمني يتضح.

ففي مجلس الشيوخ، لن تبدأ مناقشة القرار الذي يجيز استخدام القوة والذي أقرته لجنة العلاقات الخارجية، سوى الثلاثاء مع احتمال أن تجري عملية تصويت أولى مهمة اعتباراً من الأربعاء.

وفي الوقت الحاضر ينص القرار على إجازة الضربات لمدة أقصاها 60 يوماً قابلة للتجديد ثلاثين يوماً إضافياً، ما يرفع المهلة القصوى الاجمالية إلى تسعين يوماً، مع منع نشر قوات على الأرض لخوض عمليات قتالية.

أما في مجلس النواب، فإن القادة الجمهوريين لم يعلنوا عن جدول زمني محدد واكتفوا بالكلام عن عملية تصويت "خلال أسبوعين".
ووظفت ادارة أوباما كامل طاقاتها في هذه المعركة سواء على الجبهة الداخلية أو على الصعيد الدولي.

والأحد أكد كبير موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونو ضرورة القيام برد محدود وقال "تحدثت إلى عشرات النواب هذا الأسبوع .. ولا ننوي أن نخسر التصويت" في الكونغرس.

لكن أحد أنصار أوباما الديموقراطي إيلايجا كامينز رأى أن على الرئيس أن "يثبت قبل أي شيء أن الأمر يتعلق بالأمن القومي للولايات المتحدة".