مصافحة هولاند لروحاني تعد الأولى بين رئيسين فرنسي وإيراني منذ 8 أعوام، نيويورك (وكالات)
مصافحة هولاند لروحاني تعد الأولى بين رئيسين فرنسي وإيراني منذ 8 أعوام، نيويورك (وكالات)
الأربعاء 25 سبتمبر 2013 / 09:25

روحاني مغازلاً "الشيطان الأكبر": محرقة اليهود جريمة مدانة

في خطابه الذي ألقاه من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، عمد الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى رسم خط سياسي مختلف عن سلفه المحافظ، محمود أحمدي نجاد، وذلك بالتأكيد على أن إيران "لا تشكل تهديداً للعالم أو للمنطقة" داعياً الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتجاهل "دعوات الحروب وإعطاء أولوية للدبلوماسية".

إيران ملّت من سماع عبارة الخيار العسكري موجود على الطاولة

لأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى لا مكان لها في عقيدة الدفاع الإيرانية وتتنافى مع قناعاتنا الدينية والأخلاقية

الجليد بدأ ينكسر بين واشنطن وطهران لأن المناخ تغير بسبب رغبة الشعب الإيراني في إقامة علاقات جديدة

كل جريمة ضد الإنسانية بما في ذلك الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود هي ذميمة ومدانة

وأضاف "إيران ملّت من سماع عبارة الخيار العسكري موجود على الطاولة"، معلناً سعي بلاده لعقد جولات تفاوضية بناءة وإيجابية مع الدول الأخرى.

كما ندد روحاني في كلمته التي أعقبت بساعات خطاب الرئيس الأمريكي أوباما، بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاد جراء برنامجها النووي المثير للجدل، مشدداً على أن بلاده تسعى لامتلاك تقنية نووية "لأغراض سلمية فقط".

وتابع "الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى لا مكان لها في عقيدة الدفاع الإيرانية وتتنافى مع قناعاتنا الدينية والأخلاقية".

الهمّ السوري
وفي إطار خطابه، جدد الرئيس الإيراني دعوته لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية المستعرة منذ أكثر من عامين والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص وتشريد الملايين بين لاجئ ونازح.

وتحدث روحاني عن "جهات دولية أسهمت في عسكرة الأزمة السورية"، مشدداً على ضرورة توازي عملية نزع النظام السوري لسلاحه الكيماوي مع "اجتثاث المجموعات الإرهابية المنتشرة في سوريا" بحسب وصفه.

وتابع الرئيس الإيراني "على الأسرة الدولية العمل لوقف نزيف الدماء في سوريا، والاقتناع بأنه لا يوجد أي حل عسكري للأزمة في سوريا"، محذراً من الاستمرار بسياسية "العسكرة وتغذية العنف" ستحول سوريا إلى "دولة فاشلة".

ظلال خاتمي
وعلى هامش قمة الجمعية العامة، التقى روحاني، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وبحث معه عدداً من الملفات على رأسها النووي الإيراني والأزمة السورية وتداعياتها على لبنان.

وتحلقت كاميرات التصوير لتخليد "المصافحة التاريخية" بين هولاند وروحاني التي تعد الأولى من نوعها منذ عام 2005 عندما التقى الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك نظيره الأسبق، محمد خاتمي، المنتمي للتيار الإصلاحي الذي دفع روحاني لسُدة الرئاسة.
كما حضر هذا اللقاء الاستثنائي وزير خارجية البلدين، لوران فابيوس وأحمد جواد ظريف.

مغازلة الشيطان الأكبر
وعلى الرغم من عدم عقد لقاء بين الرئيس الأمريكي ونظيره الإيراني، إلا أن روحاني أكد في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن سبب إلغاء هذا اللقاء التاريخي يعود إلى "غياب التنسيق المسبق"، وتعد هذه التصريحات تطوراً لافتاً في اللهجة الإيرانية المعادية للولايات المتحدة، إذ اعتاد  الشارع الإيراني والمجتمع الدولي توصيف طهران لواشنطن بـ"الشيطان الأكبر" منذ انقطاع العلاقات بينهما على إثر ثورة 1979.

وأضاف الرئيس روحاني "الجليد بدأ ينكسر بين واشنطن وطهران، وذلك لأن المناخ تغير بسبب رغبة الشعب الإيراني في إقامة علاقات جديدة".
كما رفع روحاني من سقف جرأته وذلك عندما أدان "المجزرة التي ارتكبها النازيون بحق اليهود"، مخالفاً بذلك سلفه المتشدد الذي شكك بالمحرقة من أساسها مما أثار حفيظة الرأي العام العالمي والغربي تحديداً.

وتابع "كل جريمة ضد الإنسانية بما في ذلك الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود هي ذميمة ومدانة"، منوهاً إلى "قتل الإنسان أمر حقير ومدان، ولا فرق عند إذا كان مسيحياً أو يهودياً أو مسلماً".

لكنه استدرك قائلاً: "هذا الأمر لا يعني أنه بسبب ارتكاب النازيين جرائم ضد مجموعة أن تقوم هذه المجموعة بمصادرة أرض مجموعة أخرى وتحتلها" في إشارة إلى احتلال إسرائيل لفلسطين عام 1948.