أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر د.أحمد محمود كريمة
أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر د.أحمد محمود كريمة
الثلاثاء 22 أكتوبر 2013 / 20:22

علماء دين وأزهريون لـ24: القول بتدنيس"ريهانا" لجامع الشيخ زايد "جهل وعدم معرفة بأحكام الشرع"

القاهرة- إيمان محمد ومحمد سعد

اتهم علماء دين ومفكرون إسلاميون، جماعة الإخوان المسلمين باستغلال واقعة زيارة المُطربة الأمريكية ريهانا، لجامع الشيخ زايد الكبير، وتوظيف هذه الحادثة في اتجاه الهجوم على دولة الإمارات وإدارة المسجد، بالادعاء كذبًا أنها سمحت للمطربة الأمريكية بتدنيس الجامع.

هناك عدد كبير من الجوامع التي تفتح أبوابها للسياح من غير المسلمين، وهو الأمر الذي يتم على مرأى ومسمع من كبار العلماء، بما يؤكد عدم تحريمه

أنصار جماعة الإخوان المسلمين يحاولون بكل السُبل التشويش على من لا يساندهم بمختلف الأساليب، حتى وإن كان ذلك لا يتوافق مع الدين

وقالوا لـ"24" إن تناول بعض المواقع لخبر زيارة المطربة للجامع، بنوعٍ من الاستهزاء والسخرية، دليل على الجهل وعدم معرفة أحكام الشرع الحنيف؛ لأنه يعد تحريماً لما أحله الله تعالى في كتابه وفي سنن رسوله الكريم.

الحكم بالمنطق
وعلق أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر د.أحمد محمود كريمة، على هذه الحادثة بقوله: "إن الأمور لا يجب أن تؤخذ بهذه الحالة من الحساسية؛ لأنه لابد من إعمال العقل والحكم بالمنطق".

وأشار في تصريحات خاصة لـ"24" إلى أن هناك مجموعة من المبادئ الفقهية التي يجب الأخذ بها عند التعامل مع هذه الحادثة، وأولها مدى جواز دخول غير المسلمين إلى الجوامع، موضحاً أنه من غير الممنوع أن يدخل غير المسلمين إلى الجوامع؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- استضاف نصارى نجران في المسجد، حينما جاءوا ليسمعوا الدعوة الإسلامية الجديدة، كما عرف عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يُقابل النصارى واليهود داخل المساجد، حتى أن بعضهم كان يمكر ويقول له "عليك السام" أي "عليك الموت".

ظواهر الأمور
وتابع كريمة مؤكداً أن هناك عدداً كبيراً من المساجد التي تفتح أبوابها للسياح من غير المسلمين، وهو الأمر الذي يتم على مرأى ومسمع من العلماء، بما يؤكد على عدم تحريمه؛ لأن الأصل في الأمر هو أن يدخل الزائر إلى المسجد محتشماً، وبما أن المطربة الأمريكية دخلت الجامع محجبة فلا مانع من ذلك.

واختتم أستاذ الشريعة الاسلامية حديثه، بالتعليق علي حملات التشويه التي نالت دولة الإمارات بسبب هذا الأمر، حيث قال إن المسلم يجب عليه ألا يحكم بظواهر الأمور ويأخذ الأمور بحساسية، مشيراً إلى أن العقلانية تؤكد أن هناك مساجد يبنيها ويُشرف على تشغيلها غير المسلمين، وبالتالي فلا داعي لاستخدام لفظ تدنيس المساجد إذا ما زارتها إحدى المطربات الأجنبيات.

استغلال الاخوان للدين

من جانبه، أكد أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر د.عبدالفتاح إدريس، أن تناول بعض المواقع الاخوانية لخبر زيارة المطربة ريهانا لجامع الشيخ زايد الكبير، بنوعٍ من الاستهزاء والسخرية، دليل على الجهل وعدم معرفة بأحكام الشرع الحنيف؛ لأنه يعد تحريماً لما أحله الله تعالى في كتابه الكريم، وفي سنن رسوله الكريم.

وأشار إلى أن أنصار جماعة الإخوان المسلمين، يحاولون بكل السُبل التشويش على من لا يساندهم، حتى وإن كان ذلك لا يتوافق مع الدين.

وأضاف لـ"24" أن الدين الإسلامي شرع دخول المرأة للمسجد، ومن الأدلة الشرعية قول الرسول: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، ولكن ليخرجن وهن تفلات" صدق رسول الله عليه وسلم، والمقصود بـ"التفلات"، أي: عدم دخولهن المساجد متطيبات أو متزينات.

وأشار إلى أن مسجد الرسول الكريم، كان به مكان مخصص للنساء، وكان نساؤه يعتكفن بالمسجد لأداء الصلاة والفروض.

بيان صارم
وأصدرت إدارة جامع الشيخ زايد الكبير بياناً عقب الزيارة، أوضحت فيه أنها طلبت من المغنية مغادرة المكان؛ بسبب التقاطها بعض الصور التي لا تتوافق مع الشروط والضوابط التي تضعها إدارة المركز لتنظيم الزيارات؛ مراعاةً لمكانة الجامع وحرمته.

وأكد البيان أن زيارة المطربة كانت "شخصية"، حيث إنها قامت بها دون أي تنسيق مسبق مع إدارة المركز أو التعريف بنفسها، كما أنها لم تدخل من المداخل المخصصة للزوار، وإنما تم توجيهها من قبل القائمين على خدمات الزوار.