مرسي خلف القضبان (أرشيف)
مرسي خلف القضبان (أرشيف)
الأربعاء 6 نوفمبر 2013 / 09:14

تفاصيل الليلة الأولى لمرسي في السجن

لم يصدق الرئيس المصري السابق محمد مرسي أنه سيذهب إلى السجن، بعد مغادرته أكاديمية الشرطة، ظناً منه أن الطائرة ستعود به إلى مكان احتجازه الأول في إحدى المناطق العسكرية، التي كان يتمتع فيها بكل وسائل الراحة والأمان، وهو ما جعله يصاب بحالة هستيرية.

ورصدت صحيفة التحرير المصرية، الليلة الأولى لمرسي في السجن، مؤكدة أن المفاجأة أذهلته، خصوصاً عندما هبطت الطائرة في مهبط سجن برج العرب، وطلب منه مرافقوه من الحراسة النزول، لكنه رفض تماماً على مدار ساعة كاملة، في مشهد يعيد إلى الذاكرة ما فعله مبارك، عندما رفض الذهاب إلى سجن طرة بعد قرار حبسه، وتمسك بالذهاب إلى المركز الطبي العالمي الذى كان يقيم فيه منذ وضعه تحت الإقامة الجبرية.

وقال مرسي لضباط الشرطة ومأمور السجن: "أنتم فاكرين يوم 26 يناير 2011 لما جت الشرطة خدتنى من البيت، أنا قلت لهم هوريكم وورتكم وأصبحت رئيساً للجمهورية في خلال سنة ونصف، وأنا دلوقتى هوريكم وهاطلع من السجن لأنني رئيس الجمهورية الشرعي، واللى بيحصل ده هينتهى قريباً".

وبعد تلك المحادثة، بحسب الصحيفة، استجاب مرسى ودخل السجن، وعندما تم إبلاغه باستلام الملابس البيضاء دخل أيضاً للمرة الثانية في حوار حاد رافضاً ارتداءها، وقال: "أنا رئيس الجمهورية ولا يجوز ارتداء ملابس السجن"، ثم عاد وطلب الملابس وخلع الجاكيت الذى كان يرتديه أثناء المحاكمة، ودخل الزنزانة بالقميص والبنطلون، وقامت إدارة السجن بتوفير جهاز تليفزيون بحجرته، وهو شيء متبع في كل الغرف ومع كل المساجين، إلا أن مرسى ظل طوال الليل يعبر عن سخطه وتأففه من الزنزانة، ورفضه المكوث فيها وطلب المزيد من الكماليات غير المسموح بها للسجناء إلا أن إدارة السجن رفضت طلبه ثم أخذ يهذى ببعض الكلمات غير المفهومة، ما دعا إدارة السجن إلى استدعاء طبيب للكشف عليه، الذى أمر بنقله إلى المستشفى.

صحته جيدة
وطبقاً لما أكده مصدر أمنى بمصلحة السجون، فإن مرسى يتمتع بصحة جيدة، ولا يعانى من أي شيء، لكنه دخل مستشفى السجن طبقاً للوائح والقوانين الخاصة بمصلحة السجون، التي تنص على أنه يجوز لأى سجين فور دخوله السجن لأول مرة أن يتم حجزه في المستشفى لمدة 10 أيام، يتم خلالها الكشف عليه وإجراء جميع الفحوصات الطبية الكاملة له، وكتابة تقرير طبى شامل يكون ملازماً له طوال فترة وجوده في محبسه، وتم تجهيز غرفته بالمستشفى المنفصلة تماماً عن باقي الغرف، وعزله عن باقي المساجين حرصاً على حياته، وفرض إجراءات أمنية مشددة على كل تحركاته ومواعيد خروجه للتنزه، التي بالضرورة ستكون مختلفة عن مواعيد باقي المساجين منعاً للاحتكاك به.

مصدر أمنى آخر، من داخل سجون برج العرب، قال للصحيفة إن المعزول قضى ليلته الأولى داخل غرفة محبسه، وتم تلبية جميع طلباته وتم إحضار تليفزيون له، بينما تم منعه من استخدام الهاتف المحمول، ورفض طلبه بمقابلة بعض الإخوان، وتم الاكتفاء بالتأكيد له على أن عدداً من القيادات موجودون داخل السجن من بينهم صبحى صالح وحسن البرنس، اللذان حرصا على توجيه طلبات باستقبال المعزول ورفعا إشارات رابعة، وتم منعهما من رؤيته وقت نزوله. مرسى رفض التوقيع على إقرار بملازمة غرفته مدة 10 أيام، حسب القانون، وفق المصدر ذاته، الذى أكد أنه لن يوافق على ملازمة غرفته لهذه المدة حتى تم إقناعه بالتوقيع.

وأكد المصدر أن مرسى، مع حلول الظلام ظل يشكو من حالة مرضية ولوحظ عليه ارتفاع ضغط الدم خلال خضوعه للكشف الطبي، وأنه طالب حارس غرفة محبسه أكثر من مرة للاستفسار منه عن مواقيت الخروج والدخول وأداء الصلاة، وغيرها من المعلومات الاسترشادية حتى دخل في نوم مع الساعة الحادية عشرة واستيقظ قبل أذان الفجر بنحو نصف الساعة.

يطلب وجبة "بط"
وقال المصدر إن اليوم الثاني من حياة المعزول داخل السجن كان استكمالاً لإجراءات مثوله بسجون برج العرب، وحرص على تناول عقار خفض ضغط الدم المرتفع، وتناول عصير الجوافة وكميات كبيرة من الماء والسوائل، بينما حرص على تأكيد أن ما يحدث اقتربت نهايته، ووعد العديد من الحراس والضباط بأنه لن يتخذ ضدهم أي موقف عدائي حال خروجه، لأنهم ينفذون تعليمات وأوامر، وينفذون لوائح وقوانين، وأشار المصدر إلى أن من طلبات المعزول الغريبة طلبه تناول وجبة بط خلال ثاني أيام محبسه، بالتزامن مع مناسبة رأس السنة الهجرية، قائلاً لمن سألوه: هل لك أي مطالب على الغداء، إن وجبة البط هي الوجبة المفضلة لديه وهى عادة في المواسم الدينية.

يصيح في الضباط: أنا رئيسكم
المصدر الأمني قال إن مرسى صاح في ضباط السجن "أنا رئيسكم.. لماذا لا تخاطبوني بصفتي الرئيس؟". وأشار إلى أنه من حق المعزول استحضار ما يلزمه من الطعام من خارج السجن أو شرائه من السجن بالثمن المحدد له يومياً، وإن لم يرغب في ذلك فمن حقه صرف الغذاء المقرر له كباقي النزلاء، طبقاً للمواد الخاصة بالمحبوسين احتياطيّاً، إضافة إلى إتاحة الفرصة له لمشاهدة القنوات الأرضية التابعة للتليفزيون المصري، وممارسة حقه في التريض ومطالعة الصحف.