الأحد 24 نوفمبر 2013 / 15:44

رئيس الشورى السعودي: النوم سيجافي المنطقة بعد الاتفاق الإيراني

قال رئيس مجلس الشورى السعودي، اليوم الأحد، إن النوم سيجافي سكان منطقة الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي الذي أبرم بين القوى العالمية وإيران، في إشارة إلى حالة عدم الارتياح الشديد التي تسود دول الخليج بسبب التقارب بين الغرب وطهران.

سكان المنطقة يعرفون السياسات والطموحات الإيرانية. يعلمون أن إيران ستتدخل في سياسة الكثير من دول المنطقة

وفي الوقت الذي تحدث فيه عبد الله العسكر لم يصدر رد فعل رسمي من السعودية على نبأ الاتفاق الذي ستخفف الدول الغربية بموجبه العقوبات مقابل الحد من أنشطة برنامج إيران النووي. وتكررت دعوات الرياض لواشنطن للالتزام بموقف صارم من طهران.

وقال رئيس مجلس الشورى السعودي المعين وهو شبه برلمان يقدم المشورة فيما يتصل بسياسات الحكومة إنه ليس لديه علم برد حكومة بلاده الرسمي لكنه يشعر بالقلق شخصياً.

وأضاف: "أخشى أن تكون ايران ستتخلى عن شيء (في برنامجها النووي) لتحصل على شيء آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية. أشعر بالقلق بشأن إتاحة مساحة أكبر لإيران أو إطلاق يدها اكثر في المنطقة". 

وقال العسكر: "أثبتت حكومة إيران الشهر تلو الشهر أن لديها أجندة قبيحة في المنطقة، وفي هذا الصدد لن ينام أحد في المنطقة ويفترض أن الأمور تسير بسلاسة". 

وفي الساعات السابقة لإتمام اتفاق الأحد اجتمع العاهل السعودي الملك عبد الله وأميرا قطر والكويت في وقت متأخر أمس السبت لبحث القضايا ذات الاهتمام للدول الثلاث.

قلق جيوسياسي
ولا يشعر حكام دول الخليج بارتياح تجاه إيران التي تساند الرئيس السوري بشار الاسد في صراع تدعم فيه دول خليجية مقاتلي المعارضة. واتهموا طهران بإذكاء الاضطرابات في عدد من الدول منها اليمن والبحرين ولبنان والعراق. وتنفي إيران هذا التدخل.

وقال العسكر "سكان المنطقة يعرفون السياسات والطموحات الإيرانية. يعلمون أن إيران ستتدخل في سياسة الكثير من دول المنطقة". 

وفي الأشهر القليلة الماضية زاد توتر السعودية بسبب الاستعداد الذي أبدته واشنطن للتعامل مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني وشكت من تردد أوباما في القيام بتحرك أقوى على صعيد الصراع السوري.

وقال سفير الولايات المتحدة السابق في الرياض روبرت جوردان إن السعوديين قد يكونون قلقين إزاء اكتساب ايران نفوذاً في المنطقة أكثر من قلقهم على امتلاكها قنبلة ذرية.

وأضاف جوردان الذي كان سفيراً في الرياض بين عامي 2001 و2003 "الاتفاق قد يريح السعوديين من القلق بشأن اضطرارهم لمواجهة تهديد نووي من إيران، لكن هذا لا يبدد مخاوفهم الجيوسياسية التي ربما تكون أكثر عمقاً". 

وأضاف "لا يتناول هذا الاتفاق سلوك إيران فيما يتعلق بالشرق الأوسط، وبالتالي قد يشير إلى استعداد للوصول إلى مواءمات أوسع مع إيران يعتبر السعوديون أنها ليست في مصلحتهم".

وفي وقت سابق من الشهر الحالي زار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الرياض وقال إنه قدم تطمينات للملك عبد الله وآخرين بشأن المحادثات الأمريكية مع إيران وتعهد بإطلاع الرياض على التطورات "حتى لا تكون هناك مفاجآت".

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل آنذاك إن السعودية تقبل تطمينات كيري بأن الولايات المتحدة لن تسمح بتطوير أسلحة نووية في إيران.

وقال العسكر إنه إذا لم ينجح الاتفاق في منع إيران من تصنيع قنبلة نووية فإن السعودية ودولاَ أخرى ستسعى لامتلاك واحدة على الأرجح.
وأضاف "أعتقد أن السعودية ستمضى قدماَ إذا مضت إيران قدماَ (وامتلكت سلاحاً نووياً). أعتقد أن مصر وربما تركيا والسعودية وربما الإمارات ستمضي قدماً وتحصل على نفس التكنولوجيا. هذا سيفتح الباب على مصراعيه للتسلح".