الثلاثاء 10 ديسمبر 2013 / 10:17

السلطة الفلسطينية: كيري يسترضي إسرائيل على حسابنا

قال مسؤول فلسطيني رفيع أمس الاثنين، إن الولايات المتحدة تطلب من الفلسطينيين تقديم تنازلات أمنية في محادثات السلام مع إسرائيل، من أجل إسكات الانتقادات الإسرائيلية للمسار الدبلوماسي الذي تتبعه القوى العالمية في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني.

أبو ردينة: لا تسوية دون إطلاق سراح الأسرى

وتسببت هذه الاتهامات التي جاءت على أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، في تقليص آمال التوصل لاتفاق بحلول الموعد المحدد له في شهر أبريل (نيسان)، وانضم عبد ربه إلى الرئيس الفلسطيني في اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأسبوع الماضي.

وكان كيري الذي سيعود إلى اسرائيل والأراضي الفلسطينية هذا الأسبوع، طرح على الجانبين يوم الخميس اقتراحات بخصوص كيفية تصدي إسرائيل لأي تهديدات من الممكن أن تشكلها الدولة الفلسطينية في المستقبل.

في السياق نفسه، تطالب إسرائيل منذ وقت طويل أن يشتمل أي اتفاق نهائي على احتفاظها بمنطقة الأغوار في الضفة الغربية، إلى جانب السيطرة العسكرية على غور الأردن.

وقال عبد ربه لإذاعة صوت فلسطين: "هذه الأزمة منشأها أن وزير الخارجية الأمريكي يريد إرضاء إسرائيل من خلال تلبية مطالبها التوسعية في الأغوار بحجة الأمن، ومطامعها التوسعية المتجلية عبر النشاطات الاستيطانية في القدس وفي أرجاء الضفة الغربية".

وأضاف "كل ذلك يريده ثمناً لإسكات الإسرائيليين عن الصفقة مع إيران، ولتحقيق نجاح وهمي حول المسار الفلسطيني الإسرائيلي على حسابنا بالكامل" في إشارة إلى الاتفاق المؤقت الذي جرى التوصل إليه في جنيف بين القوى العالمية وإيران.

وقال: "الحديث يدور عما يسمى اتفاق إطار، وهذا يعني في حقيقة الأمر اتفاقاً غامضاً للغاية، واتفاقاً عاماً للغاية يتناول الحقوق الفلسطينية بشكل عمومي ومفتوح وغير محدد بعناوين، ذات طابع إنشائي أكثر منها سياسي".

وأوضح عبد ربه أن أي اتفاق مرحلي سيؤدي "إلى التفاوض لاحقاً بشأن هذه الحقوق وليس من أجل تلبيتها، بينما المطالب الإسرائيلية يتم التعامل معها في هذه الحالة بشكل محدد من أجل الالتزام بها وتطبيقها بشكل فوري".

واستأنف المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون محادثات السلام بوساطة أمريكية في 29 من يوليو (تموز)، بعد توقف استمر نحو 3 سنوات.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمنتدى معهد بروكنجز في واشنطن يوم السبت: "أعتقد أنه من الممكن خلال الأشهر المقبلة التوصل لإطار عمل لا يعالج كل التفاصيل، ولكن يجعلنا نصل لنقطة يدرك فيها الجميع أن التحرك للأمام أفضل من الرجوع للخلف".

وأوضح أوباما في تصريحاته أنه إذا تم التوصل لاتفاق إطار في العام المقبل، سيظل هناك عمل كثير يتعين القيام به.

وذكر أن الخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل واضحة، وترك الباب مفتوحاً أمام التوصل لاتفاق يستبعد قطاع غزة، الذي تحكمه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المعارضة لتحركات السلام التي يقوم بها عباس.

وتساءل عبد ربه: "من قال إننا نريد اتفاق إطار يحدد مبادئ الحل والتسوية مرة أخرى خارج إطار الشرعية الدولية وخارج إطار القوانين والقرارات الدولية، هذا سيقود جهود وزير الخارجية الأمريكي إلى طريق مسدود وإلى فشل كامل".

واتهم عبد ربه وزير الخارجية الأمريكي بالتعامل "مع قضايانا ومواضيعنا بطريقة فيها درجة عالية من الاستهانة، بينما يريد أن يكسب الموقف الإسرائيلي".

وقال إن الحديث عن حلول انتقالية "يناقض كلياً ما وعد به وزير الخارجية الأمريكي في بداية العملية السياسة، وخاصة ما يتصل بالابتعاد عن أي حلول انتقالية أو جزئية، والتركيز على حل نهائي شامل ومتوازن وقابل للتنفيذ لكل قضايا الوضع النهائي".

وأضاف "وفي المقدمة القدس واللاجئين والاستيطان وضمان حدود الدولة الفلسطينية على أساس خط الرابع من يونيو (حزيران) عام 67 بعاصمتها القدس".

وتابع "هذا جوهر الخلاف والتناقض الدائر الآن المراد إخفاؤه عن الرأي العام بوسائل عديدة، بينها الحديث عن سرية المفاوضات التي تكفل تمرير أفكار واقتراحات من هذا النوع".

ويرى عبد ربه أن "الرأي العام هو الضمانة عندنا، وفي كل مكان وعلى المستوى العالم العربي والدولي، لحماية هذه الحقوق من أي تعامل سلبي معها على الطريقة التي جرت في الأيام السابقة."

ودعا عبد ربه الولايات المتحدة إلى إرضاء إسرائيل على حساب مصالحها وليس مصالح الشعب الفلسطيني.

وقال السفير الأمريكي لدى إسرائيل دان شابيرو أمس الإثنين، إنه لا توجد أي مقايضات بين المحادثات الإيرانية والفلسطينية.

وقال شابيرو لراديو الجيش الإسرائيلي: "هاتان القضيتان تتعلقان بأمن إسرائيل وأمننا ومصالح الشرق الأوسط بأسره، لتنعم المنطقة بمزيد من الهدوء والاستقرار، ولكننا لا نرى أي صلة (بين القضيتين) إذ نسعى لدعم قضية على حساب الأخرى".

ولم تعلق إسرائيل على الاقتراحات الأمريكية، ولكن الوزير بالحكومة الإسرائيلية ياكوف بيري قال يوم الأحد، إن الحكومة لم توافق عليها بعد.
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة قوله: "لن يكون هناك أي اتفاق بدون الأسرى والقدس وكافة قضايا الحل النهائي".

ويرفض الفلسطينيون تأجيل إطلاق سراح الدفعة الثالثة من الأسرى التي اتفق عليها، مقابل عدم الانضمام إلى المنظمات الدولية لتسعة أشهر.
وقال أبو ردينة: "لن نقبل تأجيل إطلاق سراح الأسرى، كما لن يكون هناك سلام دون القدس".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن كيري سيغادر واشنطن يوم الأربعاء في رحلة تستغرق أسبوعاً، يعود خلالها إلى القدس ورام الله.

ووسط تشاؤم فلسطيني من احتمالات التوصل لاتفاق يتساءل كثير من الإسرائيليين، إذا كان عباس سيتمكن من إقناع حكومة حماس بالاتفاق في نهاية المطاف.

وقال شابيرو: "يجب أن تتغير حكومة غزة حتى تتسنى إقامة دولة فلسطينية".

وأضاف "نتحدث عن دولتين لشعبين، ستشمل الدولة الفلسطينية أيضاً غزة، لكن يجب أن يحدث تغيير للنظام هناك".