حبيب الصايغ
حبيب الصايغ
الأحد 22 ديسمبر 2013 / 09:46

منظمة الكرامة ولا كرامة

حبيب الصايغ - الخليج

أن يكون المرء ناشطاً حقوقياً أو منادياً بحقوق الإنسان، فهذه مهمة نبيلة ومحترمة سواء قام بها فرد أو مؤسسة، لكن معضلة الزمن الأخير الذي اختلط فيه حابل الحق بنابل الباطل، أن البعض اتخذ غطاء حقوق الإنسان مسوغاً أو قناعاً لتمرير أجندات من الأحقاد والشر، ومن أفكار وأيديولوجيات تيارات ظلامية وتكفيرية تريد تدمير المنطقة وترتيب أولوياتها ترتيباً جديداً، نحو الوصول إلى غاياته البغيضة، ولكن هيهات.

ها هم يتكشفون واحداً بعد الآخر، ويفضحون منظماتهم الحقوقية المزعومة، ومنظمات تقف من ورائها، وفي مقدمها سيئة الذكر، ذات التاريخ الحافل بالفضائح والأكاذيب "هيومان رايتس ووتش" التي تصنف، للأسف، تابعة للأمم المتحدة.

منظمة "الكرامة" القطرية المدعومة، كما يبدو من قطر، تدخل في الفضيحة المدوية من أوسع أبوابها، وتضع وزارة الخزانة الأمريكية رئيسها المدعو عبد الرحمن بن عمير النعيمي في قائمة الإرهاب، بصفته واحداً من ممولي "القاعدة" الأساسيين.

منظمة الكرامة ولا كرامة طالما أصدرت تقارير الظلام والافتراءات ضد دولة الإمارات، وضد حقها المشروع في المحافظة على أمنها واستقرارها ومقدراتها ومكتسباتها بيقظة أجهزتها الأمنية، وبنزاهة مؤسساتها العدلية.

منظمة الكرامة ولا كرامة كانت تستشهد بها "هيومان رايتس ووتش" وغيرها من المنظمات المشبوهة، كما كان يستدل بتقاريرها الباطلة بعض الناشطين الحقوقيين الإماراتيين بين قوسين، ممن لا يمتلكون إلا أطنان حجج وأسباب الفتنة، وأطنان ثقل الدم.

يترأس منظمة الكرامة ولا كرامة الدكتور النعيمي سالف الذكر، ومن المفارقات أنه أستاذ تاريخ في جامعة قطر، كما يترأس المركز العربي للدراسات والأبحاث . كل ذلك وهو يمول "القاعدة" في اليمن وغيرها، ويمارس نشاطه المشبوه تحت ستار حقوق الإنسان، كل ذلك والسادة الأجلاء في "هيومان رايتس ووتش" يعتبرونه إماماً، ويعتبرون كلمته مقدسة، كل ذلك وأنصار "الشيخ" كانوا وما زالوا ينظرون إليه باعتباره داعية وناشطاً إسلامياً.

مرحلة المفارقات الصارخة، لكنها، في الوقت نفسه، مرحلة الفرز، كل الأقنعة تتساقط اليوم عن كل الوجوه، وتتجسد الأفكار والآراء والسياسات والفلسفات على الأرض، كما هي، وكما ولدتها أمها.

لقد سقطت ورقة التوت الأخيرة عن منظمة الكرامة ولا كرامة، والدور على البقية مؤسسات وأفراداً، فهل ينتبه المغرر بهم، ضحايا تيارات التخلف والتكفير منذ الآن، بعد كل فضيحة مدوية، وقبل كل فضيحة مقبلة بسواد الوجه والقلب.