الخميس 16 يناير 2014 / 14:50

حياة بطعم الكابتشينو

كيف هو صباحك اليوم؟ وكيف هي الحياة معك؟ سواء أكنت وضعت صورة للكابتشينو أو القهوة العربية أو الشكولاته الساخنة في الانستغرام أم كانت تحيتك الصباحية على تويتر، أم شربت القهوة أو الشاي مع من تحب فأتمنى أن تكون مستمتعاً بيومك بأي طعم أو لون تحبه؛ لأن هناك من يعيش هذه الحياة بلا طعم، وهناك من يحدثك عن الملل!

أمر غريب أن تكون سيدة مدللة عند زوجها، ويلبي طلباتها كلها، وتقضي أوقاتها في التنقل بين بلدها وأوروبا ثم تحدثك عن الملل. أو أن تحدث رجلاً ناجحاً، ولديه وظيفة مرموقة، ومكانة اجتماعية عالية، وزوجة محبة وأطفال رائعون. ثم يقول بعد ذلك "ماذا يعني هذا؟"، لأنه لم يدرس التخصص الذي أحبه، ولم يتزوج من أحب. رغم كل ما لديه، لكنه يحن إلى ما لم يحصل عليه، ويفضل أن يعيش دور الضحية ليكسب شفقة الآخرين بدلاً من التكيف مع واقعه رغم أنه ناجح وسعيد في حياته.

من جديد كيف هو صباحك اليوم؟ وهل إدراك الجمال لديك في هذه الحياة يتجاوز الكلمات والصور التي تنشرها في مواقع التواصل الاجتماعي؟ هل أنت راضٍ عن نفسك ولو بنسبة معقولة؟ وهل أنت قانع؟ أم غاضب؟ إن ذلك الذي ينعم بوظيفة مرموقة نسي ملايين الشباب حول العالم الذي لا يجدون أية وظيفة. وتلك غير الراضية بحياتها نسيت الآلاف النساء في العالم اللواتي يطمحن للسفر خارج بلادهن ولو مرة واحدة في حياتهن، علاوة على أن هناك نساء وأطفالاً ينامون على الأرصفة وبالقرب من محطات القطار. إنه سخط وغضب سلبي وفي غير محله؛ لأنه يفقد الحياة طعمها ولونها. ويحيلها إلى اللون الباهت والطعم المر. هو غضب ينكر الخير الذي ينعم به المرء، ويجعل نفسه تواقة دائماً إلى ما تفتقده حتى لو كان مستحيلاً أو بسيطاً. ويتجاهل المرء الخير الذي بين يديه، وهو خير يطمح إليه الآخرون ممن هم حوله.

في أحد الأيام نظرت سيدة ثرية وشابة لعامل آسيوي، كان نائماً تحت ظلال نخلة، وعلى شفتيه ابتسامة، وفي نومه راحة واطمئنان. وحين سألت عنه، قيل لها إنه عامل محب لعمله وأصدقائه، ويعمل من أجل توفير حياة طيبة لزوجته وابنه في بلده. لقد أدركت سر سعادته، ففي قلبه نبتت وردة بيضاء، يسقيها بماء قلبه، إنه يحيا على الأمل والعمل.

أما أولئك الذين فقدوا طعم الحياة فإنهم غاضبون ومتذمرون من كل شيء، ويقلبون المزايا والإيجابيات إلى عيوب وسلبيات، ومهما حصلوا على خيرات فإنهم ينظرون إلى ما يعكر أمزجتهم، و بعض الناس تنهشهم الغيرة من شخص ما، فيسعون إلى تقليده في كل شيء، حتى في اختيار أماكن التسوق والتنزه، وما يشترون، دون إدراك بأن حياتهم تضيع بالمقارنات التي لامعنى لها، وبأنهم ينسون أنهم يعيشون الحياة على مقياس من يقلدون ورغباته ناسين أنفسهم.

أيها الغاضبون كفى غضباً وتذمراً، وأنعموا بالحياة الجميلة التي بين أيديكم؛ لأن ما يعطي هذه الحياة طعماً ليس كثرة ما نملك أو قلة ما نجد، لكن نظرتنا إلى ما بين أيدينا، وأهمها الشعور بالرضا، والاستمتاع بما نملك، والشكر على النعم. وهناك أشياء صغيرة يمكن أن نضيفها ليومنا فتجدد مشاعرنا، وتبهج يومنا، فمكالمة صديق عزيز تنعش الروح، أو تناول عشاء مع عزيز،أو قراءة كتاب، وأو جلسة استرخاء. أو المشي على البحر أو في الحديقة. أشياء صغيرة وبسيطة تعطي للحياة طعماً مختلفاً.