الثلاثاء 15 أبريل 2014 / 00:18

زياد القاضي يصنع أفلاماً عن قهر المرأة السورية في السلم والحرب

يرصد المخرج السوري الشاب زياد القاضي فيلميه القصيرين الجديدين "ماذا عني؟"، و"عبور"، للحديث عن قهر المرأة، تارةً في السلم، وأخرى في الحرب، من خلال حكايتين تأخذان طابعاً تعبيرياً، يعتمد على الإيماءات والإشارات والرموز والدلالات، من خلال تمثيل صامت، يترك للموسيقى والمؤثرات الصوتية دورها المتناغم مع الصورة، تماماً كما يستخدم التحريك والمؤثرات البصرية بطريقة مبدعة.

زياد القاضي، المولود في اللاذقية، عام 1983، يأتي إلى السينما من خلال المسرح (له: إشارة استفهام، ضمائر منفصلة، كلو ميديا، المهرج، فيتو)، ومن لوحات درامية تلفزيونية، ليصل إلى تحقيق أفلام قصيرة، تمزج ما بين الفيديو آرت والمشهدية السينمائي، تنمّ جميعها عن الرغبة في أن تكون أفلامه، نبرة شخصية خاصة به، تتحدّث باسمه، وتطرح أفكاره، ولكنها في الوقت نفسه تبعث رسائلها بعيداً، إلى الجميع، بدءاً من النُخب التي تتصدّر واجهة المشهد، وحتى أقصى زوايا المجتمع، وأكثر نقاطها إظلاماً، في محاولة للدفاع عن المرأة التي وجدت نفسها ضحية، في حال السلم والحرب معاً.

عن سبب اختياره قهر المرأة موضوعاً لفيلميه، يقول زياد القاضي لـ24: "المرأه مُكوّن أساس في أيّ مجتمع، منذ البدء الأول، لذلك فإن أيّ خلل أو نقص في هذا المُكوّن، الذي هو أم وأخت وزوجة وابنة، سينعكس على المجتمع، إن كان من خلال النتائج النفسية، أو ردّات فعلها"، مُوضحاً غايته من صُنع أفلامه، بالقول: "ربما نبدأ حالياً بطرح المشكلة، ولا نختبئ وراء أصبعنا، فالمرأة مُغيّبة بشكل مُتفاوت، وأعتقد أن أيّ شخص يتعرّض لسلبية ما، لن يُعطي بشكل كامل. المرأة اختصار للطبيعة، فلماذا نلوّث هذه الطبيعة بمفاهيم خاطئة، وكيف لنا بعد ذاك أن نطالبها بالعطاء؟".

وفي وقت يعمل زياد القاضي على فيلم جديد بعنوان "وتر"، سيكون من "إنتاج المؤسسة العامة للسينما" في سوريا، يجدر التنويه بالتميّز الذي حققه القاضي في فيلميه "ماذا عني؟"، و"عبور"، المُنتظر عروضهما الأولى من خلال مُشاركات مهرجاناتية في كلّ من سوريا والمغرب، خاصة وأن القاضي يأخذ نهجاً يميل إلى الرمزية والتجريب والتكثيف العميق، والقدرة على القول البصري النافذ، دونما أدنى كلمة أو تعليق، خلال دقائق معدودات، تكشف عن مخيلة خصبة، ومهارة.