نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر الدكتور ياسر برهامي (أرشيف)
نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر الدكتور ياسر برهامي (أرشيف)
الخميس 17 أبريل 2014 / 01:46

الدعوة السلفية تغلق الباب أمام المصالحة مع الإخوان

القاهرة- محمد فتحي يونس

أكد تقرير صادر في القاهرة مساء الأربعاء أن قرار الدعوة السلفية بالتصويت في الانتخابات الرئاسية، يعكس العديد من الدلالات أبرزها "غلق الباب نهائياً أمام محاولات التصالح مع تنظيم الإخوان في القريب العاجل".

خطوة مشاركة الدعوة السلفية في انتخابات الرئاسة سيزيد من حدة الضغوط المفروضة على جماعة الإخوان المسلمين من ناحية ويشعل حرباً فكرية بين تيارات الدعوة السفلية المظلة السلفية من ناحية أخرى

ودعت الدعوة السلفية وذراعها السياسي حزب النور السلفي إلى التصويت في انتخابات الرئاسة المقبلة في مصر، وبرر نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية ياسر برهامي، هذه الخطوة بأنها من أجل "استقرار البلاد" لافتا إلى أن "دستور ثورة 30 يونيو ليس فيه كفر كما يدعي البعض".

وقال التقرير الصادر عن المركز الإقليمي للدراسات: "خطوة مشاركة الدعوة السلفية في انتخابات الرئاسة سيزيد من حدة الضغوط المفروضة على جماعة الإخوان المسلمين من ناحية، ويشعل حرباً فكرية بين تيارات الدعوة السفلية المظلة السلفية من ناحية أخرى".

نفوذ سلفي
وحمل التقرير دلالات عديدة لقرار مشاركة الدعوة السلفية في الانتخابات من بينها، امتلاكها لنفوذ في الشارع من حيث الحشد بخلاف ما تزعمه بعض التيارات السلفية المعارضة لها، وهو ما دفع الأخيرة إلى شن هجوم حاد عليها وتوجيه اتهامات لاذعة إلى قادتها وكوادرها.

ومن بين الدلالات الأخرى بحسب التقرير، تعايش سياسي محدود: امتلاك الدعوة السلفية لمساحة من التعايش مع معطيات المشهد السياسي في البلاد، بشكل دفع اتجاهات عديدة إلى تأكيد أنها تغلبها لاعتبارات السياسة على الثوابت الأيدويولوجية.

وقال التقرير: "قرار المشاركة يكشف حرص الدعوة السلفية على التواجد في الحياة السياسية، رغم شراسة الصراع الذي تخوضه على أكثر من جبهة، سواء مع الإخوان أو بعض التيارات السلفية المؤدية للجماعة، كما أنها من ناحية أخرى، تتعرض لهجوم حاد من قبل بعض الفصائل السلفية التي لا تعترف أساساً بالعملية السياسية، وتعتبر المشاركة فيها بأي صورة من الصور محرمةً شرعاً، وترى أنها السبب الرئيسي في الانشقاقات السلفية.

تداعيات مستقبلية
ورصد التقرير عدداً من التداعيات المستقبلية لقرار المشاركة بالتصويت في الانتخابات الرئاسية، منها اتجاه قطاع عريض من أصوات الكتلة المتدينة "السائلة" إلى المشاركة بالتصويت في الانتخابات، خاصة أن تلك الكتلة تميل بشكل واضح إلى أراء مشايخ التيار السلفي، دون النظر إلى التنوعات السلفية المعقدة. فضلاً عن أن المكانة العليمة والدعوية البارزة التي يحظى بها مشايخ، الدعوة السفلية في أوساط الحركة الإسلامية بصفة عامة، ربما تساهم في جذب عدد كبير من الإسلاميين والمتعاطفين معهم للتصويت في الانتخابات.

وتنبأ التقرير بتصعيد حدة الخلافات بشكل غير مسبوق بين جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية، وغلق الباب أمام أية جهود للالتقاء في المستقبل القريب، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها ياسر برهامي، وقال فيها: "لن تكون هناك مصالحة مع جماعة الإخوان إلا بعد إجراء مراجعات من جانب الجماعة للتراجع عن مواقفها".

ويدل ذلك على أن مرحلة جديدة من العداء غير التقليدي سوف تفرض نفسها على العلاقات بين الجماعة والدعوة السلفية، خاصة أن الأولي بدأت تتبنى هذا الاتجاه، من خلال اعتداء أنصارها على بعض المساجد التابعة للدعوة السلفية وكتابة عبارات مسيئة داخل المساجد مثل "مساجد الضرار" أو "مساجد المنافقين"، ومهاجمة بعض رموز الدعوة السلفية.