الخميس 17 أبريل 2014 / 08:42

الجزائر تنتخب رئيسها السابع وسط تهديدات بالمقاطعة

يتوجّه أكثر من 20 مليون جزائري من المسجلين على اللائحة الانتخابية، صباح اليوم الخميس، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب سابع رئيس لهم، في ظلّ أجواء مشحونة واستقطاب حاد.

وتفتح في الثامنة من صباح اليوم، الخميس، مكاتب الاقتراع التي بلغ عددها الخمسين ألفا، أبوابها من أجل انتخاب سابع رئيس للجمهورية.

ويخوض الانتخابات الرئاسية التي تجري اليوم، ستة مرشحين، على رأسهم، مرشح السلطة، عبدالعزيز بوتفليقة، الأوفر حظا للفوز بالدورة الرابعة، رغم عدم ظهوره خلال الحملة الانتخابية. ويشكل المرشح المستقل، رئيس الحكومة السابق، علي بن فليس، أقوى المنافسين لبوتفليقة، علاوة على كلّ من زعيمة حزب العمال اليساري، لويزة حنون، وموسى تواتي، رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، وفوزي رباعين، رئيس حزب عهد 54، وعبدالعزيز بلعيد، رئيس جبهة المستقبل.

ويرى مراقبون أنّ كل المؤشرات توحي بأن الرئيس المنتهية ولايته سيخلف نفسه في قصر المرادية رغم متاعبه الصحية، ولن يبقى لخصمه، علي بن فليس، إلا منطق “المعجزة الإلهية”، لكي يتمكن من قلب الطاولة على الجميع.

وبحسب، صحيفة العرب الدولية، أبدى عدد من سكان المناطق الحدودية الجنوبية الواقعة بين الجزائر ودولتي مالي والنيجر، استياءهم من عدم إدراج أسمائهم في قوائم الانتخابات، رغم أنّهم جزائريون أباً عن جدّ، وحرمانهم بالتالي من أحد حقوقهم.

ولا يولي المرشحون كما الأحزاب، أهمية لما يعرف بالصناديق المتنقلة المُسَخرة لانتخاب البدو الرّحل، بسبب محدوديتها وصعوبة متابعتها أو مراقبتها، ممّا يجعلها دائما تصبّ في مصلحة السلطة، بسبب التزوير.

واتهمت هيئة أركان المرشح بن فليس، بعض الدوائر القنصلية في كلّ من بريطانيا وفرنسا هولندا، بتعمّد عدم استصدار بطاقات الناخبين لفئة الشباب، لعلمها المسبق بأنّهم حسموا أمرهم في خيارين؛ إمّا المقاطعة أو التصويت لمرشّح آخر غير بوتفليقة.

ويخيم شبح المقاطعة على الانتخابات الرئاسيّة الجزائرية، بسبب سلوك العزوف الذي يتميز به غالبية الشباب من بين الطلبة والعاطلين عن العمل، منذ استحقاقات سابقة، بسبب ما يسمونه بـ “الوعود الجوفاء” للطبقة السياسية التي فقدت مصداقيتها ولم يعد خطابها يجدي نفعا في استمالة الناخبين.

وتعززت "الأغلبية الصامتة"، وهي الطبقة المقاطعة للانتخابات، بموجة انخراط جزء من الطبقة السياسية والفعاليات المدنية لخيار مقاطعة الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يرشحها لأن تكون الهاجس الأول لشرعية الرئيس القادم، الذي سيجد نفسه مطوّقا بشرعية مهزوزة وأزمة ثقة عميقة.