الخميس 17 أبريل 2014 / 09:37

شائعات

ابن الديرة - الخليج

لا يراد له أن يكون الكلام المعاد المكرور، لكن واقع الحال، في الحالتين المحلية والعربية، يحتم ذلك، فلا مفر من الإعادة والتكرار إزاء ظاهرة استبسال البعض في ترويج الشائعات، كأنما هو يمارس هوايته المفضلة.

هنالك، والشاهد القريب فيروس كورونا، أخبار موثوقة عن المرض، ولها مصادرها المعلومة المتمثلة في وزارة الصحة وفي الهيئات والدوائر الصحية المحلية، فلماذا يعمد البعض إلى هذا النوع البغيض من ترويج شائعات باطلة، تسهم، للأسف، في خلق البلبلة والارتباك، وأبعد من ذلك في ترويع الناس بالأخبار والمعلومات والأرقام الملفقة؟

أولئك قطعاً ملومون ومساءلون، لكن الجمهور الذي ينزع، من دون مبررات موضوعية، إلى متابعتهم وتصديقهم، ملوم، في التقدير الصحيح والتفكير السوي، بدرجة أكبر، خصوصاً حين نكون في مجتمع الوعي، وفي دولة تضع العلم والثقافة في أولوياتها المطلقة.

يزداد الطين بلة كما يقال، حين يستغل البعض، ضمن ملف الشائعات ومروجيها، العلم ووسائله في خدمة الجهل . ذلك البعض المشبوه بقصد أو من دون قصد، يشوش على الرأي العام عبر تأليف ونشر الشائعات، من دون أن يتساءل عن مصادرها أو يشكك في صحتها.

إذا تمثل الشاهد الصارخ القريب في "كورونا"، فإن المرء لن يعدم الأمثلة المتعددة، وكلها دال، بالغ الدلالة على القصد، حتى على مستوى المناخ وأخبار الطقس، وقد سمعنا من قبل عن أعاصير وصل بعضها إلى درجة "التسونامي"، فلم نجد في الواقع شيئاً مذكوراً، وفي مراحل متقدمة سمعنا عن نهاية العالم، وتم تحديد اليوم والساعة، فلم يحدد المحددون إلا علامات وبراهين جهلهم ودجلهم المريب.

لا بد من انتباه جمهور الإمارات: التنبؤات الجوية في الإمارات من مركز متقدم وحديث هو المركز الوطني للأرصاد والزلازل الذي يعمل طبقاً لأفضل الممارسات العالمية، ويقدم خدماته بجودة عالية، وأخبار الصحة تؤخذ من الجهات الصحية في الدولة، وكل خبر يخص قطاعاً معيناً إنما يؤخذ من ذلك القطاع في مرحلة ازدهار إدارات الاتصال الحكومي على نحو غير مسبوق.

لقد حذرت وزارة الداخلية ودوائر الشرطة والأمن مراراً وتكراراً من خطر تداول الشائعات، ما يدل على أن العنوان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمسألة أمن واستقرار المجتمع، والمطلوب اليوم ملاحقة المتورطين مع إقرار تشريع بتشديد العقوبة ومضاعفتها في حالة العود.