الشيخ تميم (أرشيف)
الشيخ تميم (أرشيف)
الجمعة 18 أبريل 2014 / 17:15

مركز أمريكي: قطر تغير سياستها الخارجية بعد فشلها تجاه مصر وسوريا

القاهرة - محمد فرج

نقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية "وكالة أنباء الشرق الأوسط" عن مركز "كارنيجي" للسلام في واشنطن، قوله إن الانتكاسات التي شهدتها سياسة دولة قطر الخارجية الأخيرة، خاصة تجاه مصر وسوريا وحماس، جعلت الدوحة تدرك أنها لن تستطيع بناء أجندة دبلوماسية إقليمية بمفردها.

وبحسب ما أكده محلل شؤون الشرق الأوسط بالمركز سيجور نيوباور، فإن قطر لن تستطيع تحمل تداعيات خصومتها مع المملكة العربية السعودية، ولم يبقَ أمام أمير قطر من خيار سوى التوصّل إلى تفاهم مع الرياض عبر التنسيق معها حول أولويات السياسة الخارجية في المستقبل، وبالتالي سعت قطر إلى التوصّل إلى توافق مع مجلس التعاون الخليجي حول إستراتيجية إقليمية.

وأضاف "إن دولة قطر واجهت هزيمة جيو-سياسية في مصر منذ إعلان ثورة 30 يونيو إذ ظلت قناة  الجزيرة الإخبارية الفضائية القطرية تؤيد جماعة الإخوان المسلمين، من خلال تغطيتها الإخبارية، بينما أصبحت قطر الممول الخليجي الوحيد لحكومة الإخوان المسلمين وهو ما جعل صورة قطر في مصر تتلقى ضربة قوية".

وبحسب "نيوباور" فإنه من ناحية أخرى، لم يكن أمام تميم من خيار سوى التراجع عن دعم والده الشيخ حمد للمقاتلين الإسلاميين في سوريا بعد أن أصبح للمعارضة السورية المعتدلة مكان الصدارة وكان عليه أن يتراجع عن الخصومة التي كانت سائدة في البداية بين السعودية وقطر، والتي تسبّبت بانقسام داخل الائتلاف الوطني السوري، وخوفاً من أن يؤدّى الدعم القطري للثوّار الإسلاميين إلى رد فعل مناوئ من الولايات المتحدة والسعودية، تبنّت قطر فعلياً موقف الرياض عبر الدعوة إلى توحيد الصفوف في مجلس التعاون الخليجي حول المسألة السورية.

وذكر أنه كان على قطر أن تنأى بنفسها أيضاً عن مبادرات أخرى عزيزة على قلبها، منها دعمها لحركة حماس، فقد توقّف تميم عن دعم حماس على عكس والده حمد، لأنه أصبح ذلك من شانه أن يزيد من خلافات قطر مع حلفائها في مجلس التعاون الخليجي ومع السعودية على وجه التحديد مما جعله يتجنّب التورّط في الشئون الفلسطينية حتى الآن.

واختتم "نيوباور" قوله بإن الانتكاسات التي شهدتها سياسة قطر الخارجية خلال العام الماضي دفعتها إلى السعي؛ لتحقيق المصالحة مع دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية".

واشنطن والدوحة
وتعليقاً على ذلك، قال مؤسس تنظيم الجهاد السابق بمصر نبيل نعيم في تصريحات خاصة لـ24، إن السياسة الخارجية لدولة قطر "مخادعة" فقد تُبدي من جانبها وبصورة ظاهرية نية للتراجع عن دعمها للإخوان المسلمين، ومُحاولة إرضاء الأنظمة الخليجية الرافضة للدور الذي تُمارسه الدوحة، لكنها تواصل في الوقت نفسه دعم العناصر الإرهابية الإخوانية والمسلحين في سوريا كذلك، حتى لو كان ذلك من "أسفل المنضدة" أو في الخفاء.

واستطرد قائلاً: "إن السياسة القطرية محكومة بخط سير مُحدد رسمته الولايات المُتحدة الأمريكية لها، وعليه فإنها تسير على نفس نهج المناورات الأمريكية، وتُحاول أن تكسب جميع الأطراف؛ لأنها في الأول والأخير المنفذ الرئيسي الذي ترتكز عليه أمريكا في المنطقة الآن؛ لتنفيذ أجندتها، وبالتالي فلا يجب أن يأمن أحد لما قد يصدر من الدوحة من مراجعات، هي في الأصل سوف تكون ناتجة عن محاولاتها لتدارك الأزمة التي تشهدها الآن".