السبت 19 أبريل 2014 / 18:14

مصر: رسائل بين مرسي وقيادات الإخوان في السجن

القاهرة – محمد عبد الرحمن

ذكرت تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر، اليوم السبت، أن أجهزة الأمن والسجون رصدت اتصالات ورسائل بين الرئيس المعزول محمد مرسي، وعدد من قيادات جماعة الإخوان بالسجون، على رأسهم نائب المرشد العام للجماعة خيرت الشاطر، ورئيس مجلس الشعب السابق محمد سعد الكتاتني، فضلاً عن المرشد العام محمد بديع.

رسائل مرسي للشاطر جاءت متناقضة ومرتبكة إذ بدا في بعضها حريصاً على الظهور في صورة الصامد المتمسك بموقفه وفي بعضها الآخر ضعيفاً مرتبكاً يسأل عن مدى نجاح التظاهرات في الخارج

ولم تنف المصادر وجود رسائل، لكنها نفت أن تكون هذه الرسائل مكتوبة، مؤكدة أن أجهزة الأمن التقطت تفاصيل بعض هذه الرسائل، من مصادرها داخل السجون، وفي المحاكم، وهي رسائل تم توجيهها عبر وسطاء، وأيضاً عن طريق بعض المحامين المشتركين للجماعة.

وذكرت صحيفة "اليوم السابع" أن الرئيس المعزول محمد مرسي، حاول إرسال خطابات بخط يده 3 مرات، لكنه فشل واضطر لإرسال رسائل شفوية عبر وسطاء، وأن أجهزة الأمن التقطت، تفاصيل الرسائل التي وجهها مرسي للشاطر وقيادات الجماعة في السجون، لإرسالها إلى قيادات التنظيم الدولي.

كما تم رصد تفاصيل رسائل وحوارات بين قيادات الإخوان، وذلك ضمن محاولة فهم كيفية تفكير الجماعة.

تناقض
وكشفت الصحيفة أن رسائل مرسي للشاطر، جاءت متناقضة ومرتبكة ومترددة، إذ أن مرسي بدا في بعضها حريصاً على الظهور بصورة الصامد المتمسك بموقفه، وفي بعضها الآخر ضعيفاً مرتبكاً يسأل عن مدى نجاح التظاهرات في الخارج.

وأكدت أن مرسي كان يبدأ رسائله بالصمود، ويختمها بأسئلة عن جدوى التظاهرات، وإمكانية التفاوض، وأن إحدى الرسائل قال فيها إنه سيواصل رفض المحاكمة، وفي الجزء الثاني تحدث عن تخفيف حدة الموقف والبحث عن موقف تفاوضي.

اعتراف
وكشفت المصادر، أن مرسي اعترف في إحدى الرسائل بقوة الموقف الرسمي والشعبي، مقابل ضعف التظاهرات التي ينظمها شباب الجماعة، وتساءل عن مدى قوة الدعم الذي يحظى به الجيش من القطاعات الشعبية، وقال إنه يسمع من خلال الحوارات أن الجيش مدعوم بقطاعات شعبية، وأن هذا يدفعه للتفكير أن هناك أمراً واقعاً جديداً يستدعي البحث عن مخرج، قبل صدور أحكام قضائية تزيد من تعقيد المشهد.

وذكر مرسي، أن متابعته للتلفزيون تكشف له عن تراجع التظاهرات التي تنظمها الجماعة، وتركزها في بعض المناطق، وغيابها وتراجعها في المحافظات، كما أشار إلى أن خروج عدد من قيادات الجماعة لقطر وتركيا أضعف من قوة التنظيم، وأن الموقف الأوروبي الذي تغير تجاه الجماعة يجعل من الصعب الاستمرار.

المواقف الخليجية
وذكرت الصحيفة أن قيادات الجماعة تداولت الرسائل الشفهية، وناقشوا فكرة التفاوض كما طرحها مرسي، وأن محمد سعد الكتاتني كان مؤيداً للتفاوض، وأنه اقترح أيضاً البحث عن فرص للتفاوض قبل صدور أحكام، وأن الكتاتني قال لهم إن الموقف الخليجي الداعم لمصر أضعف من موقف قطر الداعم للجماعة، وعندما طرح أحد قيادات الجماعة فكرة الجيش الحر في ليبيا رد عليه الكتاتني، أن الحديث عن جيش حر مستحيل بالنسبة لحالة مصر، وأن الفكرة نفسها توحد المصريين أكثر ضد الجماعة، مثلما تفعل التفجيرات التي تزيد من الغضب الشعبي ضد الجماعة.

السمع والطاعة
وتعليقاً على ذلك، قال القيادي الإخواني المنشق خالد الزعفراني: "إن جماعة الإخوان قائمة على مبدأ السمع والطاعة، ومرسي كان ينفذ تعليمات من مكتب الإرشاد، وكان يأخذ أوامر من نائب المرشد العام المهندس خيرت الشاطر عندما كان رئيساً للجمهورية".

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ24، أنه لا يستبعد حدوث اتصال بين المعزول وقيادات الإخوان، وتلقي المعزول تعليمات جديدة من خيرت الشاطر في السجن، مشيراً إلى أن السياسة الاستراتيجية لجماعة الإخوان المسلمين تعتمد على الضغط ثم التصالح، للحصول على أكبر قدر من المكاسب، مؤكداً على وجود مؤشرات لمفاوضات حالية بين الجماعة والسلطات الحالية.