الإثنين 21 أبريل 2014 / 16:50

خاص 24: خلافات "الأب" و"الابن" في قطر وراء دعاية "الانتصار الدبلوماسي"

توقف مراقبون عدة للشأن الخليجي، أمام حال الارتباك التي تعيشها الدوحة، منذ الإعلان الخميس الماضي عن التوقيع على اتفاقية المصالحة الخليجية، في الرياض، بين أطراف تسعى إلى ضرب مفاعيل هذا الاتفاق، والحيلولة دون تنفيذ قطر تعهداتها الواردة فيه، وبين أطراف أخرى تعارض هذا الاتجاه وتحاول إرسال رسائل إيجابية لدول الجوار، لاسيما تلك المعنية مباشرة بالاتفاق، تفيد بأن قطر سوف تلتزم بالفعل بتطبيق ما تم إقراره ضمن الفترة الزمنية المتفق عليها، وهي شهران ابتداء من التوقيع يوم الخميس الماضي.

قطر بالفعل وقّعت على بنود عدة تفصيلية – وليست عامة على الإطلاق – تضمن التزامها ببنود اتفاق الرياض، أما البيان الذي صدر فهو بيان مختصر وعام أريد منه الحفاظ على أجواء التهدئة ومنح الدوحة فرصة لتنفيذ ما التزمت به

بقايا النظام السابق في قطر، والتي كانت في الأصل تمانع التوصل إلى أيّ تفاهم خليجي خليجي، على اعتبار أن ذلك سيلحق الضرر الفادح بحليف أساسي لقطر، وهو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وسوف يفقد قطر أوراق أساسية تستطيع المساومة عليها في أيّ وقت، هي التي بدأت تروج مثل هذه الشائعات

من جهة يحاول القرضاوي تخفيف العبء عن أمير قطر الجديد، وطمأنته إلى أنه لن يقوم بالإساءة بعد اليوم للإمارات والسعودية، وذلك بعد تأكده من عزم القيادة الحالية الطلب منه مغادرة البلاد

القرضاوي هو من قدّم قائمة بأسماء عدد من القيادات الإخوانية المقيمة في الدوحة، والمرشحة للرحيل قريباً إلى دولة أخرى لم تحدد بعد

وفي هذا السياق يقول مصدر خليجي مطلع لـ 24 إن ما يجري في الدوحة هذه الأيام "لا يعدو عن كونه صراعاً بين أجنحة متعددة، لاسيما بين فريق أمير قطر السابق، متمثلاً بوزير الخارجية السابق حمد بن جاسم، وبين فريق أمير قطر الحالي تميم بن حمد، متمثلاً في وزير الخارجية الحالي خالد العطية". وأكد المصدر أن "قطر بالفعل وقّعت على بنود عدة تفصيلية – وليست عامة على الإطلاق – تضمن التزامها ببنود اتفاق الرياض، أما البيان الذي صدر فهو بيان مختصر وعام أريد منه الحفاظ على أجواء التهدئة ومنح الدوحة فرصة لتنفيذ ما التزمت به، من بنود تفصيلية وقعت عليها على أعلى مستوى، وهذا البيان لا يتضمن بنود الاتفاقية".

ولم يستغرب المصدر الرفيع مساعي بعض وسائل الإعلام والأطراف القطرية أو الإخوانية المرتبطة بقطر تصوير ما جرى على أنه "انتصار دبلوماسي لقطر"، ذلك أن "بقايا النظام السابق في قطر، والتي كانت في الأصل تمانع التوصل إلى أيّ تفاهم خليجي خليجي، على اعتبار أن ذلك سيلحق الضرر الفادح بحليف أساسي لقطر، وهو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وسوف يفقد قطر أوراق أساسية تستطيع المساومة عليها في أيّ وقت، هي التي بدأت تروج مثل هذه الشائعات، التي لا تهدف إلى الردّ على أيّ طرف خليجي آخر، بقدر ما تحاول تغيير قواعد اللعبة، وإحراج أمير قطر الحالي الشيخ تميم بن حمد، حتى يتراجع عن الالتزامات التي سبق له الموافقة عليها".

وأضاف المصدر المطلع "إن ما نراه اليوم من تخبط إعلامي، نابع في المقام الأول من الخلاف العميق بين الاتجاهين الأساسيين في قطر، اتجاه الأمير السابق، واتجاه الأمير الحالي، ليس حول ملف المصالحة الخليجية فحسب، بل حول ملفات كبرى أخرى منها مصر وسوريا وليبيا والبحرين، حيث يرى فريق الأمير السابق أن قطر ستعاني من عزلة حقيقية في حال تراجعت عن أدوارها في هذه الملفات، ولو كان ذلك يعني خروجها عن الصف الخليجي، في حين يبدي الفريق الثاني – أي فريق أمير قطر الحالي – قلقاً حقيقياً من نتائج المغامرة القطرية هذه على مستقبل البلاد، لاسيما بعد أن تسربت أنباء عن احتمال محاسبة قطر أمام الجنائية الدولية، واعتبارها طرفاً أساسياً في أحداث العنف والقتل الجماعي التي تشهدها العديد من الساحات".

وفي السياق نفسه رأى مراقبون في تصريحات "شيخ الفتنة" يوسف القرضاوي الأخيرة التي قال فيها إنه "لن يغادر قطر"، وفي الوقت نفسه قال إنه "يحب السعودية والإمارات" وإن تصريحاته المسيئة السابقة إنما هي من باب "النصيحة"، محاولة للتوفيق بين التيارين المتصارعين. فمن جهة يحاول القرضاوي تخفيف العبء عن أمير قطر الجديد، وطمأنته إلى أنه لن يقوم بالإساءة بعد اليوم للإمارات والسعودية، وذلك بعد تأكده من عزم القيادة الحالية الطلب منه مغادرة البلاد، ومن جهة أخرى يسعى إلى شدّ عصب "الصقور" في الإدارة "الخفية" في قطر (حاكم قطر السابق ومجموعته) ووضع نفسه في محور الصراع، إدراكاً منه أن خروجه الفعلي من الدوحة تحت أيّ مسوّغ من المسوغات، سيكون ضربة قاصمة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. 

وتفيد مصادر 24 في هذا الخصوص بأن القرضاوي هو من قدّم قائمة بأسماء عدد من القيادات الإخوانية المقيمة في الدوحة، والمرشحة للرحيل قريباً إلى دولة أخرى لم تحدد بعد، على أن تضمن له القيادة القطرية عدم المساس بمؤسساته ومشاريعه التجارية، وإعادة برنامجه على قناة "الجزيرة"، في تسوية ما زالت تدرس في أروقة الحكم الحالي في الدوحة.