من أحد شواطئ العري في ألمانيا (أرشيف)
من أحد شواطئ العري في ألمانيا (أرشيف)
الثلاثاء 22 أبريل 2014 / 23:45

التطور الألماني الجميل: من نازيين إلى عراة

24 - طارق عليان

نشرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية مقالاً للكاتبة الصحفية بريندا ستروماير، تناولت فيه التغطيات الإعلامية الإنجليزية والبريطانية التي تعيد صياغة صورة نمطية للألمان بتحولهم من الشغف بالنازية العسكرية إلى الشغف بالتعري، حيث ترى بريندا أن الأمر لا يرتبط بالجانب المبتذل من التكشف بقدر ما يعنيه من التعبير عن الذات في العطلات وأثناء الفراغ في عالم لم يعد بحاجة للزي العسكري في ظل الحروب غير المتماثلة.

وقالت الكاتبة يبدو أن البريطانيين والأمريكيين اكتشفوا شيئاً عن الألمان يتعلق بثقافة العراة، لكن الأمور ليست دائماً على ما تبدو عليه، مشيرةً إلى أن البريطانيين والأمريكيين اعتادوا وصف الألمان بأنهم مهووسون بالزي النازي، ولكنهم باتوا الآن مهووسين بالعُري الذي يحتل معظم أوقاتهم.

على سبيل المثال، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز في الآونة الأخيرة، كتب أمريكي يصف نفسه بالمحتشم بأنه حشد ما لديه من شجاعة وذهب إلى أحد المسابح العامة في برلين. كان يرغب في التعرف على الألمان المحبين للعري من الناحية الثقافية. قام هو وزوجته وصديقتها بلف شراشف حول نصفهم السفلي لقطع المسافة من غرف تغيير الملابس إلى المسبح الدافئ.

وبينما خلع الثلاثة الشراشف وانزلقوا في الماء المالح الدافئ، لاحظوا أن جميع الناس الآخرين في المسبح كانوا يرتدون لباس البحر الخاص بهم.

في هذه الأيام، غالباً ما تقوم التغطيات الصحفية الإنجليزية بوصف حمامات البخار والحدائق الألمانية على أنها مجمعات جمالية للعراة. وحتى وقت قصير نسبيّاً، كان يتم رسم صورة نمطية مختلفة للألمان تتمثل في ميلهم لارتداء الزي العسكري. لم يكن في الأمر أي مديح، ولكن كانت تلك الكتابات أكثر احتراماً من الموجة الحالية.

وتتساءل الكاتبة: هل تتذكرو رحلة عمدة لندن بوريس جونسون إلى برلين في الصيف الماضي؟ كتب جونسون عموداً صحفياً نشرته صحيفة "التلغراف"، تحدث فيه بنغمة من الثناء والانبهار عن "الاسترخاء العظيم" في برلين. وقال إن "المشكلة الأكثر خطورة على النظام العام في هذه اللحظة هو انجذاب أهل برلين نحو ثقافة العراة الخاصة بهم عن طريق ممارسة الحب في العديد من الحدائق الرائعة".

كان جدُّه قد حذره من الألمان وعطشهم الذي لا يرتوي من التفوق، والذي عززته الوحدة الألمانية، لكن جونسون الحفيد يرى أن توحيد ألمانيا قد أفادها وخلق لها عالماً جيّداً، وليس هناك ما يدعوا للخوف من الألمان على الإطلاق الآن.

هنا الحقيقة
تقول الكاتبة إن بوريس جونسون لم يكن يرى الأمور في نصابها الصحيح. وتضيف: "إننا نحن العراة الألمان نتواصل بطرق أكثر رقةً وتهذيباً من مجموعة الاحتجاج النسوية "فيمن". فجدول أعمالنا مكتوب على صدورنا بحبر غير مرئي. وإذا كنت تعرف كيف تقرأه، فستعرف أشياءً مثل معايير الثياب الجديدة لجميع مناطق العطلات في الاتحاد الأوروبي: التعري الإلزامي للفرد وللجميع!"

وتتسائل الكاتبة هل يعرف البريطانيون ما كانت تفعله المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل يوم سقط جدار برلين؟ لقد كانت تسترخي في الـ"ساونا".

لقد حان الوقت الذي ينبغي أن يسيطر فيه الخوف على البريطانيين والشعوب الأخرى في الاتحاد الأوروبي. لقد خلع الألمان زيهم العسكري؛ حيث لا حاجة لنا للزي العسكري في وقت الحرب غير المتماثلة asymmetrical war.

صراع الاتحاد الأوروبي القادم؟ إرهاب العراة
وتمضي الكاتبة قائلة: "يسير الأطفال على الطريق الصحيح. لي صديق كان يقود سيارته مؤخراً في منطقة مهجورة بمدينة براندنبيرج مع أطفاله الأربعة حيث وقعت أعينهم على شيء غير محتمل ووصفه الأطفال لأبيهم في تسلسل كما يلي: الطفل 1: "رأينا رجلاً". الطفل 2: "على دراجة". الطفل 3: "وكان". الطفل 4: "عارياً". ورأى الأطفال أن ركوب الدراجة وأنت عارٍ فكرة رائعة".

وتكشف الكاتبة أنها تدربت مؤخراً على إسقاط الاتحاد الأوروبي من خلال التعري في غرفة ساونا بفندق مَجَريّ. "أخبرني موظف الاستقبال أن علي ارتداء ملابس السباحة، ولكن عندما وجدت نفسي وحيدةً في الساونا، تعرّيت مثل أي ألمانية صالحة. لا شك في أن نظرة واحدة لأسلحتي السريّة كفيلة بإعادة تعريف مصطلح "القنبلة الجنسية".