الأربعاء 23 أبريل 2014 / 18:19

شلل العصب الوجهي.. أعراضه وسبل علاجه

يعد شلل العصب الوجهي من أكثر أمراض الأعصاب شيوعاً، ويصيب هذا المرض المعروف أيضاً باسم "شلل العصب السابع" أي شخص دون سابق إنذار.

وصحيح أن هذا المرض، الذي تتشابه أعراضه مع أعراض السكتة الدماغية، ليس بالمرض القاتل، إلا أنه يستلزم الخضوع للعلاج فوراً، للتخلص من آثاره الخطيرة التي تعيق المريض عن التعبير بوجهه أو التحدث أو التذوق.

وقال طبيب الأعصاب الألماني غونتر تايسين، إن عصب الوجه هو العصب السابع بين مجموعة أعصاب المخ التي تبلغ 12 عصباً، لذا يُسمى هذا المرض أيضاً باسم (شلل العصب السابع)، مع العلم أنه المسؤول أيضاً عن القيام بإيماءات الوجه، كما يعمل على إمداد جزء من الغدد اللعابية والغدد الدمعية أيضاً وله الدور الأساسي في حاسة التذوق على المنطقة الأمامية من اللسان.

وأضاف تايسين أن كل هذه الوظائف أو جزء منها يتعطل في حال حدوث أية تلفيات بهذا العصب، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة أنواع لشلل العصب الوجهي، هي شلل العصب الوجهي المركزي، وشلل العصب الوجهي الطرفي، وشلل العصب الوجهي مجهول السبب.

وأشار تايسين إلى أن النوع الأخير هو الأكثر انتشاراً، إذ لا يتم التوصل إلى سبب الإصابة بشلل العصب الوجهي لدى ثلثي المرضى تقريباً، ويمكن أن تحدث الإصابة به لأي شخص وبشكل مفاجئ تماماً.

وأردف طبيب الأعصاب الألماني أن الإصابة بشلل العصب الوجهي المركزي تنتج عادة عن التعرض لإصابة بالمخ، والتي يمكن أن ترجع مثلاً إلى السكتة الدماغية أو إصابة الجمجمة نفسها وكذلك الإصابة بأورام والتهابات بالمخ، أما الشلل الطرفي فيصيب جزءاً من العصب فقط.

تشابه مع السكتة الدماغية
بدوره أوضح اختصاصي طب الأعصاب الألماني جوزيف هيكمان أن أعراض الإصابة بشلل العصب الوجهي تتشابه مع أعراض السكتة الدماغية، إذ غالباً ما يصاب المرضى بالشلل على ناحية واحدة من الوجه، كما يفقدون قدرتهم على القيام بأي إيماءات كالعبوس مثلاً، وكذلك لا يمكنهم تحريك جفنهم بالإضافة إلى تدلي زاوية الفم.

وتابع البروفيسور هيكمان قائلاً: "يشعر بعض المصابين أيضاً بتنميل في الوجنة، أو بضغط في الأذن على الناحية المصابة من الوجه، إلى جانب بعض الاضطرابات في حاسة التذوق وكذلك فرط التحسس تجاه الأصوات".

وهنا شددّ الطبيب الألماني تايسين على ضرورة استدعاء طبيب طوارئ على الفور، معللاً بقوله: "لا يمكن للشخص العادي غير المتخصص معرفة ما إذا كانت هذه الأعراض تُعزى للإصابة بسكتة دماغية أم شلل العصب الوجهي".

ولتشخيص الحالة أوضح تايسين أن الطبيب عادةً ما يقوم بإجراء فحوصات للحسم فيما إذا كان المريض مصاباً بسكتة دماغية أم لا، وفي حال التحقق من عدم الإصابة بالسكتة الدماغية، يحاول الطبيب بعد ذلك البحث عن سبب آخر، وذلك بإجراء أشعة الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي للمخ للتحقق من وجود إصابات أو أورام أو نزيف بالمخ. كما يتم فحص العضلات وإجراء تحليل دم واختبار مدى تهيج الأعصاب وفحص وجود أية اضطرابات بالأذن.

وشددّ طبيب الأعصاب الألماني هيكمان على ضرورة الخضوع لعلاج هذا النوع من الشلل، محذراً من أن فقدان القدرة على إغلاق الجفن يمكن أن يؤدي إلى جفاف قرنية العين، ما يؤدي إلى التهابها، لذا ينبغي على المرضى ترطيب أعينهم باستخدام مرهم بانثينول المخصص للعيون، إلى جانب حماية العين ليلاً باستعمال لاصقات العين الشفافة.

أقراص الكورتيزون
فضلاً عن ذلك يتعاطى المرضى أقراص كورتيزون، بمعدل مرتين يومياً على مدار 10 أيام تقريباً، بالإضافة إلى إجراء تدليك للوجه وتمارين للتدريب على الإيماءات بشكل مكمل.

وأردف اختصاصي طب الأعصاب الألماني هيكمان أنه يمكن أيضاً اللجوء إلى العلاج بالتصريف الليمفاوي، وكذلك إلى تدريب عضلات الوجه لمدة 10 دقائق يومياً، ويندرج من بين هذه التدريبات سحب الجبين لأعلى وإنزاله أو ضم الحاجبين أو إغلاق العينين أو تحريك جانبي الأنف لأعلى، أو تحريك الشفاه السفلى إلى الأمام أو نفخ الوجنات.

ويطمئن طبيب الأعصاب الألماني قائلاً: "عادة ما تتلاشى 80% من حالات الإصابة بشلل العصب الوجهي مجهول السبب في غضون بضعة أسابيع".

بينما تستمر مرحلة العلاج في حالات نادرة للغاية لمدة تصل إلى شهور وربما أعوام، وقد لا يتلاشى الشلل سوى بشكل جزئي، لذا من الضروري التفكير في الخضوع لإجراء جراحي، لاسيما لاستعادة القدرة على إغلاق جفن العين وتجنب إصابة القرنية.