الخميس 24 أبريل 2014 / 00:05

الديمقراطية في زمن "الكوليرا"!!



المنظر لم يكن مألوفاً، كان مبكياً ومضحكاً في آن معاً، "زعيم" أو هكذا يحلو له أن يُنادى ، عمره "77 " عاماً، عاجز تماماً عن فعل أي شيء ولربما حتى التفكير أو قضاء حاجته، يدخل قاعة الاقتراع لإعادة انتخاب ذاته لولاية رابعة بعد حكم مستمر باسم الديمقراطية عمره 15 عاماً ابتدأ من عام 1999، ولكن هذه المرة على كرسي متحرك يجره شقيقه الكبير ويدخله غرفة الكواليس ليكتب اسمه طبعاً، وبعد ذلك يجره أمام كاميرات التلفزة وفي بث حي ومباشر ليضع ورقته التي كتب اسمه عليها أخوه الأكبر وليس هو، لأنه بات عاجزاً حتى عن وضع ورقته في صندوق الاقتراع، وبعد أقل من 12 ساعة تخرجُ النتائج بفوز الكرسي المتحرك بنسبة 81.53 % من عدد أصوات الناخبين المسجلين والبالغ عددهم أحد عشر مليونا ونصف المليون ناخب الذين أدلوا بأصواتهم .

فمن يا ترى يصدق أن الشعب الجزائري العظيم الذي خاض أعظم الثورات وقدم رقماً غير مسبوق في عدد الشهداء "بلد المليون والنصف مليون شهيد" يقبل أن يقوده "الكرسي المتحرك"، عفواً الزعيم عبد العزيز بو تفليقة لولاية رابعة من المفترض أن تستمر حتى عام 2019 ، وهو عاجز حتى عن أن يقول للذين انتخبوه شكراً على الهواء مباشرة ؟
فهل هذا مشهد من فيلم عربي أم هندي أم من فيلم أمريكي طويل؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بكل صلف وقدرة على التبلد والانفصام الوجداني والحسي والسياسي عن الواقع يخرج صانع "مبيد البشر" ليعلن عن ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة التي ستجرى في بداية يونيو (حزيران) القادم، يعلن ذلك بدم بارد وكأنه يدير بلداً مستقراً لا يعاني من حرب داخلية هو من صنعها أجهزت تماماً على الدولة السورية ومقدراتها، وهجرت الملايين من عموم القرى والمدن السورية التي تحول بعضها إلى مدن أشباح ، وبعضها الآخر إلى مقابر جماعية ، أما بسبب القتل الممنهج الذي يشرف عليه "الزعيم" بنفسه من البراميل المتفجرة إلى الغازات السامة والكيماوي ، أو بسبب الجوع الذي يرسم خططه صبيان الزعيم من الشبيحة والقتلة وشواذ الآفاق.

"الزعيم" لا يعنيه كل هذا ، ما يعنيه الكرسي ، فقط الكرسي وسلطته "الفولكلورية " ودوام الاستحواذ على آلة القتل، ويعتقد بما يعاني من "شيزوفرنيا سياسية" أنه قادر على تغطية جرائمه هذه كلها بشعار انتخابي "غبي" من نوعية "هيا من أجل مستقبل أفضل، أو يداً بيد لإعادة بناء الوطن، أو سوريا للجميع"، وهو واثق أن من سينافسه بالانتخابات هو مجرد "خيال مآتة" سيدخل السباق من أجل تزيين صورة الديمقراطية وتبرير فوز الزعيم بـ 99,9 % في زمن "الكوليرا " زمن بشار الأسد وديمقراطيته الدموية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بفائض كبير من الغرور وبثقة عالية بإيران وقدراتها على صناعة "الزعماء" في العراق مهما كانوا "عجزة ومغمورين وغير مؤهلين"، يسعى نوري المالكي الحاكم "بأمر خامنئي" إلى خوض الانتخابات التشريعية العراقية في نهاية هذا الشهر من خلال حزب الدعوة وائتلاف ما يسمى "دولة القانون" وهو بالمناسبة اسم على غير مسمى، من أجل الحصول على ولاية ثالثة، بعد أن نجح نجاحاً باهراً ومنقطع النظير في اغتيال دولة بحجم العراق، حيث يحسب له أنه حول العراق إلى بلد فاشل وعاجز يعيش في ظروف ما قبل اكتشاف البترول.

المالكي يهدف وبحسب ما أعلن مراراً أنه يريد ومن ضمن أهدافه إن عاد لولاية ثالثة ، إعادة إعمار العراق، والقضاء على الإرهاب، وتخليص البلاد من الطائفية البغيضة.

والسؤال ... ماذا كان يفعل منذ عام 2006 إلى الآن؟

لقد نجح "نوري" في إنجاز مشروعه المشترك مع طهران في تدمير العراق ودعم الإرهاب وصناعة الفوضى الأمنية، ونشر الثقافة المذهبية والطائفية، فالمالكي صنع القنابل وفجرها والان وفي لحظة "استغفال للعقل العراقي" يريد أن يُخلص الشعب العراقي منها.

المالكي "ديمقراطي" بدرجة ، "ديكتاتور"، يحكم بالصندوق وأوراق الاقتراع وتحت ظلال خيمة "الولي الفقيه"، وأمنيته أن يكون "الزعيم" وأن يردد من يحبوه "ماكو زعيم إلا نوري" بدلاً من الشعار الشهير في العراق "ماكو زعيم إلا كريم" والمقصود هنا عبد الكريم قاسم.
إنها ديمقراطية الزمن "الكسيح"، "زمن الكوليرا" والمرض.