الجمعة 25 أبريل 2014 / 11:54

الأمن قبل السياحة

عائشة سلطان - الاتحاد

إلى متى سيظل الناس يسافرون إلى أوروبا عندكم؟ سألتني سيدة عربية، تعليقاً على الحوادث الأخيرة التي بدأت أخبارها تتولى علينا قادمة من عاصمة الضباب هذه المرة، قلت لها بتلقائية وربما دون تفكير: السفر حق إنساني مكفول ومتاح للجميع متى توافرت ظروفه واشتراطاته، لا شيء يمكن أن يمنع الإنسان من السفر، إن واحداً من حقوق الإنسان الواردة في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان هو حقه في التحرك دون قيود، فلماذا السؤال عن السفر بالنسبة لنا نحن الإماراتيين تحديداً؟ أجابتني كما توقعت "الحوادث المرعبة التي نسمعها هذه الأي

أما بالنسبة للسفر، فلا يمكن المطالبة بمنعه أو تقنينه أو الحد منه، إنه واحد من أجمل وأعظم الحقوق الإنسانية التي اجتهد العلم واجتهدت التقنية وتطورت وسائل الاتصال والنقل لتخدمه، ولتجعله اكثر سهولة وأمانا ومتعة، وحين تتطور الإنسانية بهذا الشكل الذي نراه ونتابعه فإنه من المستحيل ومن غير المعقول أن نطالبها بالعودة للوراء، المطلوب ليس التوقف عن السفر، ولكن الارتقاء بثقافة السفر، والارتقاء بمستوى الخدمات الأمنية في بلدان السياحة، وهذه مهمة تلك البلدان التي تحولت الى وجهات سفر وسياحة أو طرحت نفسها كذلك، وليست مهمة السائح حتما، تطور مستوى الأمن وهي واحدة من أكثر المطالب إلحاحاً اليوم، وهذا ما يتوجب على بلدان السياحة أن تلتفت اليه بجدية تامة وإلا فالنتيجة معروفة!

من حق السائح الذي يذهب للسياحة أو للعلاج أو طلب العلم أوالتجارة لبلدان طرحت برامجها وفرصها وأسماءها كوجهات ممتازة ومثيرة وآمنة للسفر والاقامة أن تلتزم بمعايير عالية من الشروط التي تتطلبها السياحة، ما يعني أن ارتكاب جرائم مروعة في غرف فنادق ذات أسماء كبيرة ومن فئة الخمس والسبع نجوم أمر معيب جدا، وأمر يدعو للتشكك في مدى التهاون والتساهل وفي مدى التسهيلات اللوجستية التي قد يقدمها بعض العاملين في الفنادق للصوص، وإلا فكيف تتم عملية سرقة كاملة على كاونتر الاستقبال في واحد من الفنادق الفخمة في أوروبا وفي غمضة عين لسائحة إماراتية، طالبت بإغلاق منافذ الفندق وبشريط الكاميرا للتثبت من الطريقة التي حصلت بها السرقة دون أن يلتفت لها أحد! ذلك حدث لسيدة أعرفها منذ مدة، وقد ذهبت للشرطة وقامت بما يجب دون نتيجة، ضاعت النقود وفقدت أوراقها وجواز سفرها ومصوغاتها وهي تملأ ورقة معلوماتها الشخصية.

الأمان واحد من معايير الجودة والسمعة، وعلينا قبل أن نبحث عن أماكن الترفيه والحدائق والمراكز التجارية والمطاعم التي تقدم أطعمة عربية في البلدان الأوروبية أو الشرقية التي سنسافر اليها وسنصرف على أراضيها آلاف الدولارات أن نتقصى شروط الأمن والأمان، وعلى أجهزتنا الأمنية أن تقدم تقارير مفصلة لهذه المسألة لأهلنا المقبلين على السفر قريباً، وذلك على هيئة تقارير عن مستوى الأمان والجرائم وعمليات السطو والجراءات الوقائية و... لنتعلم اتخاذ القرار بناء على العامل الأمني وليصبح هذا العامل حاسما في اختيار وجهاتنا، فهذا الأمن الذي نتمتع به ونقدمه لشعوب الأرض يجب ان يجعلنا أكثر فهماً ووعياً لأهمية وضرورة هذا العامل، وإلا فالمكوث في الإمارات أسلم وأوفر.