الجمعة 25 أبريل 2014 / 11:56

"نو" لندن

فضيلة المعيني - البيان

نعتقد أنه أصبح لزاماً على الحكومة البريطانية لو أرادت الاحتفاظ بالسياحة الخليجية، أن تعيد النظر في نظامها الأمني، وأن تبدي شيئاً من الاهتمام للحوادث التي يتعرض لها الخليجيون، وخصوصاً الإماراتيون، فهي لم تعد حوادث سرقة ونشل مثل التي كانت منتشرة في التسعينات وتقيد في النهاية ضد مجهول وتضيع المسروقات ولا يملك السائحون سوى اللجوء للسفارات والقنصليات لتمكينهم من العودة إلى بلدانهم.

البعض عاف المكان إثر ما تعرض له من مثل هذه الحوادث واختار بدائل أخرى في أوروبا والولايات الأميركية ودول شرق آسيا، وأصبحت بالنسبة له الوجهة المفضلة والآمنة، فيما لايزال الكثير من الخليجيين يعتبرون لندن العاصمة الأكثر تفضيلاً، إن لم يزوروها عدة مرات في السنة لا تكتمل لديهم بهجة السفر وتظل سياحتهم ناقصة.

حتى أصبحت أكبر الصحف تحمل عناوين مثل «السائح الخليجي يفرض نفسه بقوة على أي حملة لجذب السياح إلى العاصمة البريطانية لندن»، «يعقد البريطانيون آمالاً كبيرة على إنفاق السياح الخليجيين الذي ارتفع بنسبة 30% منذ عام 2011»، «السياح الخليجيون تفوقوا بالإنفاق على نظرائهم من مختلف أنحاء العالم»، «تأمل السلطات السياحية البريطانية في أن ترفع عدد الزائرين من دول الخليج ليبلغ نحو مليون زائر في عام 2020»، «شكل السائح الخليجي جزءاً كبيراً في نمو القطاع السياحي الذي يدر ملايين الجنيهات على اقتصاد المملكة المتحدة»، «الإماراتيون والسعوديون شكلوا أكثر السياح القادمين من الشرق الأوسط إلى بريطانيا»، «الخليجيون الأكثر إنفاقاً ومكوثاً في لندن».

عناوين قد تصبح من الماضي، وأزمة تكتسح اقتصاد بريطانيا لو بقيت السلطات الأمنية تتجاهل مطالبهم الأمنية وتتقاعس في تأمين الحماية الكافية لهم، فما الذي يجبرهم أن يذهبوا بأقدامهم وأموالهم إلى دولة تفشل في حماية من يزورها، وتصبح غرف فنادقها مشرعة أمام اللصوص وأبواب شققها تقلع وكأنها من ورق، وتصبح حياة الآمنين وأموالهم في خطر.

ما حدث للأسر الإماراتية ينبغي أن يجعل الجميع أكثر حرصاً على طلب الحماية، وأن يكون طلبهم بمثابة أداة ضغط، فإما أن تكون الأسر في مأمن من أطماع اللصوص والعصابات المجرمة، وإما نقولها ومن غير أسف «باي باي لندن» ولا عزاء للسفر والسياحة.