الإثنين 7 يوليو 2014 / 16:33

رسالة الشيخ محمد بن زايد والوعي الإماراتي المطلوب



وضعت رسالة الشيخ محمد بن زايد إلى الإماراتيين أمس حول استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والحرص على عدم الوقوع في فخّ الشائعات، الإصبع على مشكلة معقدة بات من الملحّ والضروري التصدّي لها وبكل جدية وحرص لئلا تزداد تفاقماً إلى الحدّ الذي يصبح من المستحيل التعامل معها مستقبلاً.

ففي الوقت الذي تتوافر فيه القوانين والتشريعات الناظمة لفضاء التواصل الاجتماعي والإنترنت عموماً، يبقى من الصعب السيطرة أو حتى رصد كلّ ما يتمّ تداوله على التواصل، وبعضه ولاسيما الشائعات لا يكون في أغلب الأحيان بريئاً أو عفوياً، بل لا يكون مصدره الإمارات حتى، إلا أن الكثير من الشباب الإماراتي يقع في فخه، ويتداوله دون تدقيق في مصادره أو مضامينه وما وراء تلك المضامين مما لا يظهر بسهولة في بعض الأحيان. ومن هنا فإن الدور الأكبر لمواجهة ما قد ينجم عن مثل تلك الشائعات، أو الحملات المغرضة، يبقى على كاهل الشباب الإماراتي أنفسهم، فهم مطالبون مع وقبل وبعد أيّ إجراءات أو قوانين رادعة، بالتسلح بالوعي الكافي، حتى لا يجدوا أنفسهم، دون أن يدروا، يعملون في خدمة أجندات ومشاريع مغرضة معروفة الأهداف والنوايا، وليس أوضح مثالاً على ذلك من الشائعة التي طاولت رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، علماً أنها ليست المرة الأولى، ولا نظن أنها ستكون الأخيرة التي يتمّ إطلاق مثل هذه الشائعات المريضة والهادفة إلى التشويش على إنجازات الإمارات وحضورها المتميز في مختلف المجالات، بما في ذلك نهجها السياسي الحكيم الذي تثبت الوقائع والأيام مدى تبصره واستشعاره للقضايا التي تهم الإمارات والخليج والمنطقة العربية بصورة عامة.

الوعي إذن هو "الخيط والمخيط"، كما نقول بلهجتنا العامية، ذلك أن ما قد يبدو للبعض أمراً عادياً أو مجرد تغريدة عابرة على تويتر أو تعليق "خفيف" على فيس بوك، قد ينتج عنه مضار ومخاطر أكبر من ذلك بكثير، خاصة حين يتجاوز الأمر الخاص إلى العام، والشخصي إلى الوطني، وخاصة حين نرى رؤوس الفتنة تحاول التسلل من هنا وهناك، بل ولا يخفى على أحد أن هذه الرؤوس تزداد شراسة وميلاً إلى الافتراء والفبركة، كلما أحبطت مشاريعها وفضحت نواياها وتمت تعرية خلفياتها وأهدافها، ولنا في أبواق الفتنة الآتية من بلد قريب أمثلة لا تنتهي على تعمد الإساءة وتشويه السمعة وبثّ الشائعات الناجمة كلها عن شدة الإحباط والعزلة اللذين يشعر بهما القابعون في الغرف المظلمة في ذلك البلد القريب جغرافياً، والبعيد مسافات فلكية (في وضعه الحالي واصطفافه الغريب مع الإخوان) عربياً وخليجياً وإنسانياً، وإذا كنا في الإمارات ندرك أن الوقوف في وجه سدنة معبد الفتنة في العالم العربي، وعلى رأسهم شيخ الفتنة القرضاوي، والتصدي لمشروع الإخوان التدميري، لن يكون سهلاً، إلا أن نجاحنا الكبير في إحباط هذا المشروع، زاد أصحابه شراسة وتوحشاً، وأفقدهم حتى ورقة التوت الأخلاقية التي كانوا يتسترون بها، ولم يعد من سلاح لا يمكن استخدامه في هذه المعركة.

لقد وقفت الإمارات، بكل فخر، وبكل شجاعة في وجه مشروع الإخوان، وكل المشاريع الظلامية الهادفة إلى إعادة المنطقة وشعوبها مئات السنين إلى الوراء، ومن هنا نجد الحملات الإعلامية وعبر التواصل الاجتماعي تكاد لا تهدأ يوماً، فنحن في مواجهة تنظيم دولي لديه من الأدوات والإمكانيات ما لا يجب الاستهانة به، وإذا كان للإمارات أن تستمرّ في صدّ هذه الحملات، وفي الوقت نفسه مواصلة مسيرتها التنموية الباهرة، وتعزيز مكانتها المتميزة في المنطقة والعالم، فإن الشعب الإماراتي، وخاصة الشباب، مطالب بمزيد من التنبّه والحرص والوعي والتكاتف مع القيادة الحكيمة، وعدم الوقوع في فخّ الابتذال واللغة السفلية التي باتت ماركة مسجلة باسم الإخوان و"البلد القريب/ البعيد"، وأن نسمع ونعي جميعاً كلمات الشيخ محمد بن زايد بالأمس: "علينا توخي الحيطة والتثبت في نقل المعلومات والأنباء، ليكون استخدامنا للتقنية الحديثة وأدواتها لكل ما فيه خير مجتمعنا ووطننا".