صلاح العاروري(أرشيف)
صلاح العاروري(أرشيف)
السبت 12 يوليو 2014 / 14:04

فورين أفيرز: "العاروري" سلاح حماس غير السري

24 -إعداد. ميسون جحا

تناولت مجلة فورين أفيرز الأمريكية، أمس الجمعة، في مقال لها، شخصية عضو منظمة حماس صلاح العاروري، المقيم في تركيا، والذي تتهمه إسرائيل بكونه الموجه والمشرف على عمليات المنظمة في الضفة الغربية.

من خلال ملفات قضائية يتبين أن وزارة العدل الأمريكية وصفت العاروري بأنه قائد عسكري رفيع المستوى في حماس وذلك بفضل دوره القديم في تزعم خلية طلابية في جامعة الخليل في بداية التسعينيات عندما انضم لحماس

لم تكد تمضي دقائق على اختطاف 3 مراهقين إسرائيليين شهر يونيو(حزيران) الماضي، حتى سرب مسؤولون إسرائيليون إلى الصحافة اسم قائد العمليات في حماس صلاح العاروري، والذي يُعتقد أنه خطط لعدة عمليات خطف في الضفة الغربية.

متابعة حثيثة
وتقول فورين أفيرز إنه منذ مقتل المراهقين الثلاثة، تسعى أجهزة الأمن الإسرائيلية لإلقاء القبض على عضوين من منظمة حماس، مقيمين في مدينة الخليل، يعتقد أنهما نفذا عملية اختطاف وقتل الفتية الثلاثة، لكن المراقبين والخبراء الأمنيين الإسرائيليين واثقون من أنهم سيعودون مرة أخرى للتركيز على العاروري المقيم في تركيا.

بداية قديمة
تمضي المجلة في مراجعة ماضي العاروري، والذي وصفته منظمة العفو الدولية في عام 2012 بأنه "أحد المؤسسين للجناح العسكري في حماس".

ومن خلال ملفات قضائية، يتبين أن وزارة العدل الأمريكية وصفت الرجل أيضاً بأنه "قائد عسكري رفيع المستوى في حماس"، وذلك بفضل دوره القديم في تزعم خلية طلابية في جامعة الخليل في بداية التسعينيات، عندما انضم لحماس.

كتل جامعية
وتفيد المجلة بأن نشاط العاروري في جامعة الخليل موثّق، منذ أن بدأ عام 1985 في دراسة القانون، حيث انتخب في العام التالي رئيساً للفصيل الإسلامي في الجامعة.

وتعد تلك الكتل الإسلامية، التي تشكلت من طلاب الجامعات، المكون الرئيسي للبنية الاجتماعية والسياسية التابعة لحماس في الجامعات الفلسطينية.

ومن خلال تلك الكتل، التقى العاروري زعيم أعضاء المنظمة في جامعة بير زيت، والعضو في حماس، معين شبيب.
ومن خلال التنسيق مع شبيب، وضع العاروري عدة خطط هجومية، لكن اعتقاله المبكر في عام 1990 منع تنفيذ عدد كبير من خططه في الضفة.

وفي أبريل (نيسان) من عام 1991، أطلق سراح العاروري ليستأنف نشاطه في التخطيط لعمليات هجومية.

تلقي أموال
وتشير المجلة إلى اعتراف العاروري، في وقت لاحق من اعتقاله، بتلقيه في قرابة 96000 ألف دولار في أغسطس(آب) 1992، من أجل الحصول على أسلحة من القيادي في حماس أبو أحمد صلاح، ولتسليم 45 ألف دولار إلى موسى محمد صلاح الدين( العضو في حماس أيضاً)، من أجل شراء أسلحة لشن هجمات.

وبالإضافة لنقله أموال من شخص لآخر من حماس، اعترف العاروري بإيوائه مطلوبين من قبل إسرائيل، فضلاً عن تهريبهم خارج الضفة الغربية.

كما لعب العاروري، بمساعدة محمد صلاح الدين، دوراً أساسياً في إحياء ألوية القسام، برعاية حماس، قبل أن يلقى القبض عليه في عام 1992.

لقاءات داخل السجن
وتلفت المجلة إلى أنه، في ذلك الوقت، كان معظم قادة حماس قد رحّلوا خارج الضفة، فاستغل العاروري سجنه لتجنيد أعضاء جدد في المنظمة، وإنشاء خلايا هجومية، ووضع خطط عسكرية.

لكن العاروري لم يكن يدري، عند اعتقاله لأول مرة، أنه سيمضي السنوات الـ 15 سنة اللاحقة داخل أسوار السجن الإسرائيلي، فقد اعترف خلال فترة اعتقاله إدارياً بأعماله خلال السنوات الأخيرة.

وعندما حل موعد إطلاق سراحه في عام 2007، جددت السلطات الإسرائيلية حبسه لمدة أخرى، نتيجة ممارسة نشاط محظور داخل السجن.

أمر بالرحيل
وعندما أطلق سراح العاروري، في 2010، حذرته السلطات الإسرائيلية من الاعتقال مجدداً إذا قرر البقاء في الضفة.

وبالفعل غادر العاروري إلى الأردن، دون أن يسمح له بالإقامة هناك، فاتجه إلى سوريا، حيث كانت تقيم قيادة حماس السياسية.

إلا أن اندلاع الثورة السورية، واتخاذ قيادة حماس في دمشق موقفاً مؤيداً للثوار، إلى جانب انتقاد النظام السوري، جعل من الاستحالة على العاروري وزملائه البقاء في دمشق.

عندها، كان لابد من الرحيل من جديد، وكانت الوجهة الجديدة إسطنبول.

ومن هناك، عاود العاروري نشاطه القديم في التخطيط لهجمات ضد الإسرائيليين، وكان آخرها اختطاف المراهقين الثلاث وقتلهم، وفق تأكيدات إسرائيلية.