الخميس 17 يوليو 2014 / 10:44

طالبان.. الإمارة الإسلامية في أفغانستان

24 ـ رامة الخضراء

خرج أمير الإمارة الإسلامية في أفغانستان "الخليفة" الملا عمر، برؤيا قصها على مساعديه يقول فيها إنه "رأى في المنام أنه يتولى المسؤولية في قندهار، ويقاتل طالما بقي على قيد الحياة"، ما يعني أن الملا عمر سيعرض حياة الآلاف من البشر للموت، مهما كانت النتائج مأسوية على فقراء أفغانستان.

ففي عصر "الخليفة" الملا عمر، تمنع الطبيبات المحترفات من علاج بنات أفغانستان، لأنه لا يحق لامرأة أن تخرج من دارها، وتمنع الفتيات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن الثماني سنوات من دخول المدارس بنفس الحجة، وتغلق محطة التلفزيون والسينما، ويمنع بيع أشرطة الغنائية، وكل يغلف بحجة رؤيا رآها شخص يرفض نشر صورة له، بحجة أن التصوير حرام.

ونتناول في هذا الجزء من ملف "الخلافة.. وهم أم حقيقة؟" ممارسات حركة طالبان وسياساتها وعقيدتها من تأسيسها على يد الملا عمر إلى سقوطها خلال الحرب الأمريكية على أفغانستان.

ظهور الملا عمر
بعد سقوط الجمهورية الديمقراطية الأفغانية المدعومة من قبل الاتحاد السوفييتي عام 1992، تردت الأوضاع في أفغانستان وشاع قانون الغاب بين القوى الأفغانية المتناحرة.

وفي ربيع عام 1994، شاع خبر اختطاف واغتصاب فتاتين عند إحدى نقاط السيطرة التابعة لأحد الفئات الأفغانية المتناحرة في قرية سانج هيسار قرب مدينة قندهار، فشكل الملا محمد عمر قوة من 30 رجل، لتخليص الفتاتين، ليقوم بتعليق قائد عملية الخطف والاغتصاب على المشنقة.

وفرّ الملا عمر بعد هذه الحادثة إلى بلوشستان الواقعة في باكستان، وعاود الظهور مرة أخرى في أفغانستان بالخريف، إلا أنه هذه المرة كان مدججاً بـ1500 من الرجال المسلحين، لتوفير الحماية لقوافل التجار الباكستانيين لعبور الأراضي الأفغانية مرورا إلى تركمانستان، إلا أن التقارير كانت تفيد أن هذه القوافل لم تكن إلا مقاتلين باكستانيين متخفين كقوات طالبان.

وبهذا، تكون طالبان قد تلقت دعماً مادياً، والتدريب اللازم من الباكستانيين.

سقوط كابول
وفي 26 سبتمبر من عام 1996، وقعت العاصمة كابول في يد طالبان التي تسلمت مقاليد الأمور، وأنشأت "إمارة أفغانستان الإسلامية".

واعترفت باكستان بحركة طالبان كحكومة شرعية في أفغانستان، وكانت طالبان تتحكم بالسواد الأعظم من أفغانستان، باستثناء الجزء الشمالي الشرقي الذي فرضت قوات "التحالف الشمالي" سيطرتها عليه.

تلقت الحركة دعماً لوجيستياً وإنسانياَ من السعودية في فترة نشأتها، وما بعد تمكن الحركة من الإمساك بزمام الأمور، وكانت السعودية وعبر لجانها الخيرية تبعث مليوني دولار سنوياً لتمويل جامعتين، 6 مراكز طبية، ورعاية 4000 من الأيتام.

وفي 22 سبتمبر 2001، سحبت كل من المملكة العربية السعودية اعترافها بحكومة طالبان، بعد تزايد مظاهر التشدد والعنف فيها، مما ترك باكستان الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة طالبان.

وفي أكتوبر من العام 2001، قامت الولايات المتحدة مدعومة من قبل بلدان أخرى بغزو أفغانستان، لرفض حركة طالبان تسليم أسامة بن لادن، كما خاضت قوات تحالف الشمال المعارك البرية، وتم استبعاد حركة طالبان من دفة الحكم.

الملا عمر
عام 1944 بايع طلاب المدارس الدينية في أفغانستان، الملا محمد عمر، أميراً لهم، بعد دعوته للقضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة جو الأمن والاستقرار على البلاد.

يعتبر الكثير من خبراء الشؤون الأفغانية الملا عمر أكثر الزعماء في العالم غموضاً، وولد الملا محمد عمر عام 1959 في قرية نوده في قندهار، وينحدر من أسرة فقيرة جداً ليس لها حتى الآن قطعة أرض ولا بيت سكني، كان أجداده من المولوية الذين كانوا يشتغلون بالإمامة في المساجد، ويعيشون على مساعدات ضئيلة تقدم لهم من أهل القرية.

وعندما دخلت القوات السوفيتية إلى أفغانستان كان الملا عمر حوالي 19 عاماً، ترك الدراسة والتحق بالمقاومة الشعبية الجهادية التي اندلعت فور دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان.

وعمل على تجنيد طلاب المدارس القرآنية والشباب من مخيمات اللاجئين في محاولة لحفظ الأمن، وكانت هذه هي بداية حركة طالبان.

وفقد ملا عمر أحد عينيه في أحد المعارك، ولم يتمتع بالظهور الإعلامي في فترة ترأسه لأفغانستان، إذ كان يمنع المصورين من تصويره بالفيديو لأنه يعتقد أن هذا الشيء "حرام".

وبعد انسحاب مقاتلي طالبان من العاصمة كابول، ظل مصير "ملا" محمد عمر مشابهاً لمصير أسامة بن لادن، بفارق ظهور أسامة بن لادن بين الفينة والأخرى على وسائل الأعلام العالمية بأشرطة فيديو ورسائل صوتية، إلا أن ملا عمر ما يزال متواري عن الأنظار بصمت، ومن غير المعروف مكان ملا عمر أو كونه على قيد الحياة.

فكر الحركة
ينتمي معظم أفراد حركة طالبان إلى القومية البشتونية، التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد، ويمثلون حوالي 48% من تعداد الأفغان البالغ قرابة 27 مليون نسمة.

وهي حركة عقائدية تقوم على الأخذ بمبادئ متشددة في تفسير الدين الإسلامي، وتحليل النص كما في السلفية الجهادية القريبة من منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

وتعتبر الحكم الشرعي في مذهبها حكماً واحداً لا يحتمل الأخذ والرد حوله، ومن ثم يصبح تنفيذ الأحكام الشرعية لدى طالبان حتى وإن كانت هناك مذاهب أو آراء أخرى تخالفها، واجباً دينياً لا مفر من تنفيذه.

وتعلم أفراد الحركة في المدارس الدينية الديوبندية، نسبة إلى قرية ديوبند في الهند، وتأثروا بالمناهج الدراسية لهذه المدارس الأمر الذي انعكس على أسلوبهم في الحكم، إذ ركزت تلك المدارس على العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والسيرة إضافة إلى بعض العلوم العصرية التي تدرس بطريقة تقليدية قديمة.

يتدرج الطالب في هذه المدارس من مرحلة إلى أخرى، حيث يبدأ بالمرحلة الابتدائية ثم المتوسطة فالعليا والتكميلية، وأخيراً يقضي الطالب عاماً يتخصص فيه في دراسة علوم الحديث، وتسمى "دورة الحديث"، وأثناء دراسة الطالب تتغير مرتبته العلمية من مرحلة إلى أخرى، فيطلق عليه لفظ "طالب" الذي يجمع في لغة البشتو على "طالبان"، وهو كل من يدخل المدرسة ويبدأ في التحصيل العلمي، ثم "ملا" وهو الذي قطع شوطاً في المنهج ولم يتخرج بعد، وأخيرا "مولوي" وهو الذي أكمل المنهج وتخرج من دورة الحديث ووضعت على رأسه العمامة، وحصل على إجازة في التدريس.

عوامل الانتشار
ساعد على سرعة انتشار الحركة وإقبال الأفغان عليها عوامل داخلية وخارجية منها اغتيال أحمد شاه مسعود قائد تحالف الشمال المناوئ لطالبان، على أيدي عناصر يشتبه في انتمائها إلى الحركة.

كما كان للحروب الأهلية الطاحنة التي نشبت بين فصائل المعارضة الأفغانية بسبب الصراع على السلطة، والتي أوقعت نحو 40 ألف قتيل، دور مهم في إقبال قطاعات كبيرة من الأفغان على حركة طالبان، التي رؤوا فيها وسيلة لتخليص أفغانستان من ويلات تلك الحروب، وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.

واستشرى الفساد نتيجة لرواسب الحقبة الشيوعية التي عاشتها أفغانستان وتحكم القائد الشيوعي رشيد دوستم في بعض الولايات والفوضى الإدارية التي جعلت من الصعوبة على جهة معينة محاربة الرذائل التي انتشرت في المجتمع الأفغاني المحافظ بطبيعته، وهو ما جعل من حركة طالبان والتي أخذت على عاتقها محاربة مثل هذه المظاهر تلقى صدى طيباً في نفوس الأفغان..

أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد تقاطعت مصالحها مع مصالح طالبان، فلم تمانع من ظهورها في بداية الأمر، ثم سرعان ما اختلفت المصالح بعد ذلك فانقلب الوضع وأصبحت من ألد أعدائها.

ففي البداية رغبت الولايات المتحدة في ضرب الأصولية الأفغانية بأصولية أشد منها تستطيع تطويعها في فلك السياسة الأمريكية بعد ذلك، ورغبت واشنطن كذلك في تشديد الحصار على النفوذ الإيراني ومنعه من التوغل تجاه الشرق.

أهداف الحركة
أعلنت طالبان على لسان الناطق الرسمي باسمها الملا عبد المنان نيازي عام 1994، بعد أن استولوا على مديرية سبين بولدك، أن هدف حركتهم هو استعادة الأمن والاستقرار وجمع الأسلحة من جميع الأطراف، إضافة إلى إزالة مراكز جمع الإتاوات من الطرق العامة التي سلبت الناس أموالهم وانتهكت أعراضهم.

لكن بعد أن استولت الحركة على عدد من الولايات، ولقيت قبولاً مبدئياً لدى قطاعات عريضة من الشعب الأفغاني الذي أنهكته الحرب الأهلية، طورت الحركة من أهدافها ليصبح هدفها هو إقامة حكومة إسلامية، كما صرح بذلك الملا محمد عمر في كلمته التي ألقاها أمام العلماء في قندهار 1996.

وحددت الحركة أهدافها بإقامة الحكومة الإسلامية بحيث يكون قانون الدولة مستمد من الشريعة الإسلامية، مع اختيار العلماء والملتزمين بالإسلام للمناصب المهمة في الحكومة، والتركيز على الحجاب الشرعي للمرأة وإلزامها به في جميع المجالات، وتعيين هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وراء طالبان
كثرت التحليلات التي تناولت الجهات الخارجية التي كانت وراء إنشاء حركة طالبان وبروزها على مسرح الأحداث، بعضها ينسبها إلى المخابرات الباكستانية والبعض الآخر ينسبها إلى المخابرات الأمريكية إبان الحرب الأفغانية السوفياتية، وهي تنفي عن نفسها كل ذلك وتحكي على لسان مؤسسها الملا محمد عمر كيف نشأت وتطورت.

أما الملا محمد عمر مؤسس الحركة فيقول إن الفكرة نبعت في ذهنه بعد أن فكر بمحاربة الفساد في ولاية قندهار.

التنظيم والقيادة
لا تتمتع حركة طالبان بتنظيم قوي، فليس عندها هيكل إداري واضح ولا لوائح تنظم شؤونها الداخلية وبرامجها، ولا برامج لتربية أعضائها، ولا حتى بطاقات عضوية توزع على الأعضاء لتسجيلهم.

ويقول طالبان إنهم ليسوا حزباً مثل الأحزاب الأخرى، فلا يهتمون بالنظام الإداري التنظيمي، بل يريدون أن يخدموا الشعب كله عن طريق تفعيل الدوائر الحكومية، ومع ذلك فإن لهم هيكلا شبه تنظيمي يتمثل في أمير المؤمنين، وهو الملا محمد عمر ويتمتع بصلاحيات واسعة، وله حقوق شرعية فلا تجوز مخالفة أمره، كما لا يجوز عزله إلا إذا خالف التعليمات الدينية، أو عجز عن القيام بمسؤولياته، ويبقى في منصبه حتى الموت.

كما يتألف الهيكل التنظيمي من المجلس الحاكم المؤقت، ومجلس الشورى المركزي للحركة، ومجلس الشورى العالي لحركة طالبان، ومجلس الوزراء، ودار الإفتاء المركزي، ومجالس الشورى في الولايات، حيث منح الملا محمد عمر صلاحيات واسعة للولاة، وشكل كل وال مجلس شورى له تناقش فيه الأمور المتعلقة بإدارة حكومة الولاية وحركة طالبان، والقيادات العسكرية.

طريقة اتخاذ القرار
بالرغم من مجالس الشورى الكثيرة التي أنشأتها الحركة إلا أنها تؤمن بأن الشورى معلمة وليست ملزمة، فالقرارات المهمة يتخذها الملا محمد عمر، وله الحرية الكاملة في الأخذ بآراء مجلس الشورى أو رفضه.

عوامل التماسك الداخلي
ليس لحركة طالبان لائحة داخلية تنظم شؤونها، ولا يوجد لديها نظام للعضوية ومع ذلك فهي حركة متماسكة من الداخل، ويرجع ذلك إلى الخلفية الفكرية الموحدة لعناصرها، إذ إن معظمهم تخرج في مدارس دينية واحدة تنتمي إلى المدارس الديوبندية التي تعارض التيارات الفكرية التجديدية.

ويتمتع أمير الحركة بنوع من السيطرة الروحية على الأفراد الذين يعتبرون مخالفته معصية شرعية.

الفكر السياسي
ترفض طالبان استعمال لفظ الديمقراطية لأن الديمقراطية تمنح حق التشريع للشعب وليس لله.

ولا ترى الحركة أهمية لوضع دستور أو لائحة لتنظيم شؤون الدولة وترى أن القرآن والسنة هما دستور الدولة الإسلامية.

وتعتبر الحركة أمير المؤمنين بمثابة الخليفة ينتخبه أهل الحل والعقد، ولا توجد مدة محددة لتولى منصب أمير المؤمنين، ويتم عزله فقط في حالة العجز أو الموت أو إذا أتي ما يخالف الدين.

والشورى كما تؤمن بها الحركة معلمة فقط وليست ملزمة، وتهتم الحركة اهتماماً كبيراً بالمظهر الإسلامي كما تتصوره، فتأمر الرجال بإطلاق اللحى ولبس العمامة وتمنع إطالة الشعر وتحرم الموسيقى والغناء والصور وتمنع عمل المرأة خارج بيتها ويشرف على تنفيذ ذلك هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولا تسمح الحركة بتشكيل أحزاب سياسية جديدة ولا تقبل الأحزاب الموجودة، ويقول زعيم الحركة في ذلك إنه رفضها لأنها تقوم على أسس عرقية وقبلية ولغوية، وهي نوع من العصبيات الجاهلية الأمر الذي تسبب في مشاكل وعداء وفرقة بين الناس.

الموقف من الدول المجاورة
يتفاوت موقف حركة طالبان من الدول المجاورة، فبالنسبة لإيران تميزت العلاقة بينهما بالتوتر الشديد، فالحركة تتهم إيران بالعمل على تصدير المذهب الشيعي إلى أفغانستان ودعم أحزاب المعارضة، بينما تتهمها إيران باضطهاد الأقلية الشيعية الموجودة هناك.

أما بالنسبة للموقف من الهند وروسيا وبعض دول آسيا الوسطى فإن هذه الدول لا تخفي قلقها تجاه طالبان وتعمل على دعم المعارضة، فالهند ترى أن طالبان تشكل عمقا إستراتيجيا لباكستان وتفتح أمامها أسواق آسيا الوسطى، بينما تخاف روسيا وحلفاؤها في آسيا الوسطى من نفوذ حركة طالبان والإسلام المتشدد، وطالبان بدورها لا تخفي عداءها لهذه الدول.

وبالنسبة لباكستان فقد كانت الحركة تنظر إليها على أنها أقرب الدول إليها وأكثرها صداقة لها، حتى أعلنت إسلام آباد موافقتها على التعاون مع الولايات المتحدة في حربها ضد أفغانستان عقب تفجيرات نيويورك وواشنطن في 11/9/2001.

وسببت طالبان في عزل أفغانستان عن محيطها الخارجي، وذلك بسبب خوف العالم من فكرة الخلافة الإسلامية التي تتبناها.

وبناء الدولة بدائي لا يعترف بالدولة المدنية الحديثة القائم على التشييد المؤسسات قد يكون ذلك بسبب أن الدولة في مراحلها الأولى كما هو معتاد عبر التاريخ في كل الدول.

موقفها المتشدد تجاه المخالفين لمنهجها خصوصا الديني ونظرتها القاسية تجاه المرأة وحقوقها.

طالبان والحرب مع أمريكا
يعد يوم 11 سبتمبر (أيلول) 2001، يوماً فاصلاً في تاريخ حركة طالبان، إذ اعتبرت الولايات المتحدة أفغانستان وحركة طالبان هدفاً أولياً لانتقامها، بعد أن رفضت الحركة تسليم بن لادن لعدم تقديم الأدلة التي تثبت تورطه.

2009 شهدت القوات الأجنبية أشد فترة دمويه مند قدومها إلى أفغانستان والإطاحة بحركة طالبان، إذ تمكنت طالبان من السيطرة على عدد من المناطق الواسعة من أفغانستان، والهجوم على عدد من المراكز الحكومية منها وزارة العدل، والداخلية، والسجن المركزي، والمراكز الأمنية والعسكرية بشكل دوري، إذ أعلنت القوات الأجنبية مصرع (3000)جندي من جنودها تقريباً مند احتلال أفغانستان عام 2001.

النساء تحت حكم طالبان
حازت حركة طالبان حين كانت في السلطة في أفغانستان على سمعة دولية سيئة لمعاملتها للنساء، ولم يكن مسموحاً لهن بالعمل، أو التعلم بعد سن الثامنة، ولم يكن مسموحاً لهن بتعلم سوى قراءة القرآن.

فيما توجب على النساء اللائي يسعين لتلقي التعليم الدراسة سراً في مدارس غير علنية خفية عن أعين طالبان، حيث جازفن ومعلماتهن بالحكم بالإعدام إذا تم كشفهن من قبل الحركة.

لم يكن مسموحاً للنساء أن يتم معالجتهن من قبل أطباء ذكور، ما لم يكن لديهن مرافق ذكر (محرم)، ما تسبب في عدم تلقي الكثيرات العلاج، كما واجهن الجلد بالسياط علناً والإعدام العلني في حالة مخالفة قوانين طالبان.

كما سمحت طالبان بل وشجعت زواج الفتيات القاصرات تحت سن 16 سنة، وتذكر منظمة العفو الدولية أن 80% من الزيجات في أفغانستان كانت تتم قصراً.

ويمنع على النساء ارتداء أحذية ذات كعب عال، كما يمنع سماع الرجال خطواتهن "خشية الفتنة"، أو التحدث بصوت عال في العلن، إذ لا ينبغي أن يسمع رجل غريب صوتها.

عقوبات
العقوبات كانت تتم عادة في العلن وبالأخص في الملاعب الرياضية أو الساحات والميادين، وبحسب بعض المراقبين كانت المرأة التي تخرق القوانين تعامل وتعاقب بقسوة، وفي عام 1996 تم قطع أصبع امرأة لأنها كانت تضع طلاء الأظافر.

بعد سقوط الحركة
في السنوات الأخيرة تذكر التقارير أن حركة طالبان عادت لتطبيق قوانينها على المناطق التي تسيطر عليها في أفغانستان، من بينها إجراء محاكمات للأفراد في محاكم تابعة لها، بينها قطع أذني وأنف امرأة أفغانية شابة تبلغ من العمر 18 عاماً بتهمة الهروب من منزل زوجها بأمر من قاض محلي وهو قائد محلي من حركة طالبان.