السبت 19 يوليو 2014 / 01:50

حماس تستغل حرب غزة للحصول على تمويل

لسنوات ظلت الأزمة المالية تكبل حكومة حماس في غزة، لكن القدرات العسكرية للجناح العسكري للحركة توسعت، ويمكن أن تكون سبباً في أن تدر عليها تبرعات، في وقت تواجه فيه إسرائيل بميدان القتال.

كابدت حماس الصعاب لسبع سنوات لإدارة قطاع غزة الفقير والمحاصر، لكن يبدو الآن أن تمويل كتائب الشهيد عز الدين القسام ظل ثابتاً، بدليل أن صواريخها المحلية الصنع وأسلحتها الأخرى تحسنت.

دماء جديدة
وقال الأستاذ في جامعة الأمة في غزة عدنان أبو عامر: "من الواضح أن هذه الأزمة المالية لم تؤثر كثيراً على الجناح العسكري لحركة حماس، ولربما تستعيد الحركة بعضاً من العافية المالية كنتيجة لهذه الحرب".

وأضاف "الأداء القوي الذي أظهره الجناح العسكري لحماس في القتال ضد إسرائيل قد يضخ دماء جديدة في بعض علاقات حماس الإقليمية، وبخاصة مع إيران".

وتوترت العلاقات مع إيران، لرفض حماس عام 2011 تأييد حليف طهران الرئيس السوري بشار الأسد، في حربه ضد مقاتلي المعارضة الذين يغلب عليهم الإسلاميون.

وباعتبارهم مسلمين سنة كان تحالف حماس مع إيران الشيعية خارجاً على المألوف في تحالفات إيران مع الشيعة في المنطقة من لبنان إلى العراق.

وقالت مصادر دبلوماسية لرويترز إن الجمهورية الإسلامية اعتادت في السابق تقديم دعم مالي لحماس بلغ 250 مليون دولار سنوياً.

لكن رغم أن الخلافات حول سوريا أضرت بالعلاقات بشدة ظلت طهران تقدم بعض المال، وفي نفس الوقت ساعدت انتفاضة عام 2011 في مصر التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك حماس.

نقص التمويل لم يضر بالقسام
وتبين هذا الشهر أن المواد اللازمة لصناعة المتفجرات ووقود الصواريخ وأجزائها استمرت في التدفق إلى القطاع عبر الأنفاق، ضربت صواريخ حماس وحلفائها عمق إسرائيل بطرز جديدة من الصواريخ محلية الصنع.

وحلقت طائرة دون طيار تابعة لحماس فوق إسرائيل، وتسللت عناصرها المدربة الى أراضي العدو عن طريق السباحة إلى شواطئها وحفر الأنفاق.

ومع ذلك فإن صواريخ حماس لم تحدث أضراراً كبيرة، وأسقطت القبة الحديدية الإسرائيلية كثيراً من هذه الصواريخ، ودمر صاروخ الطائرة دون طيار، كما قتل من تسللوا إلى إسرائيل سريعاً.

وفي عام 2014 بلغ العجز في الميزانية 500 مليون دولار بينما الميزانية نفسها 800 مليون دولار بحسب الاقتصادي ماهر الطباع.

وفي أوائل العام الحالي تحدثت حماس عن الأزمة المالية عندما أعلنت أنها ستدفع فقط نصف رواتب العاملين في القطاع العام.

تبرعات على حساب معاناة غزة
وفي وقت تواجه فيه حماس الحصار الإسرائيلي، بنت الحركة استراتيجيتها الاقتصادية طويلة الأجل على الاستثمار في الزراعة والتجارة، للحصول على مزيد من العائدات محلياً، بحسب المحلل السياسي المقيم في غزة هاني حبيب.

وقال حبيب "الحركة تمتلك عقلية اقتصادية طموحة، إنهم تجار ماهرون"، مضيفاً "أنا لا أعتقد أن حماس تعاني معاناة دائمة، قدرتهم على جلب الأموال تتقلص أحياناً، وأحياناً أخرى تتطلب جهداً أكبر ولكنها لا تنعدم".

ويرفض المسؤولون في الحركة الحديث عن تمويلها، ويصرون على أن أغلب التمويل يأتي من أفراد في العالم العربي والإسلامي وليس من حكومات.

وفي حين أن العلاقات مع الحكومات قد تتعرض لانتكاسات، فإن معاناة الفلسطينيين تظل محركاً للمتبرعين الأمر الذي يضمن تمويلاً مطرداً للجناح العسكري لحماس.

وقال قائد كبير في حماس: "التبرعات تأتي من جيوب الناس العاديين، الناس تتبرع حتى ينتهي الاحتلال، والناس تدفع لكي لا تمر جرائم الاحتلال دون عقاب".