وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان
وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان
السبت 19 يوليو 2014 / 17:59

تقرير الجزيرة ضدّ الإمارات: كاذب ولا أرجل له ولا عقل

24 - معتز أحمد إبراهيم

أثار تقرير "الجزيرة" أمس الجمعة، الذي يزج بإسم الإمارات في دعم عملية "الجرف الصمد" العسكرية الإسرائيلية، الكثير من التساؤلات في أوساط الخبراء والمطلعين على الصحافة الإسرائيلية، ممن لم يجدوا أي أثر لادعاءات "الجزيرة" سواء في القناة الإسرائيلية الثانية أو غيرها.

أثارت هذه الإتهامات استغراب الكثير من هذه الدوائر، خصوصاً وأن طبيعة الاتهامات الموجهة إلى الإمارات تصاعدت من اتهامها بالتحريض على ضرب غزة في البداية ومن ثم اتهام وزير خارجيتها بالاجتماع سراً مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في باريس لدعم العدوان على غزة، وصولاً إلى اتهام الإمارات بدعم إسرائيل مادياً للقيام بهذه الحملة. 

ومن خلال قراءة بعض المعطيات التي جاءت في هذا الخبر، يمكن تبيان طبيعته المفبركة: 

- أولاً، إن ليبرمان لم يتحرك من إسرائيل ولم يغادرها خلال الفترة الماضية، بشكل خاص مع اندلاع الخلاف بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي كاد أن يترك منصبه قبل أن تأتي الحرب على غزة لتجمد هذه الأزمة بشكل مؤقت ويعقد ليبرمان الكثير من الاجتماعات داخل إسرائيل.

- ثانياً، حتى لو كان ليبرمان سافر إلى أيّ بلد في الخارج، فالطبيعة القانونية في إسرائيل لا تتيح لوزير الخارجية التدخل في الأمور العسكرية أو الاستراتيجية للدولة، خصوصاً أن هناك جهات معينة داخل البلاد يناط بها فقط العمل على هذا الموضوع، على سبيل المثال لا الحصر وزارة الدفاع، وأجهزة المخابرات سواء كانت الموساد أو الشاباك أو غيرها من الأجهزة الأمنية المخولة بالحديث عن الدعم العسكري والتنسيق والتباحث مع الأطراف الإقليمية أو الدولية عن العمليات العسكرية.

- ثالثاً، من قام بترويج هذه الفبركات لم يشر إلى أي دليل على ذكر التلفزيون الإسرائيلي الإمارات، أو أية تفاصيل تناولتها هذه الاتهامات الملفقة. 

- رابعاً، إن موقع التلفزيون الإسرائيلي لا يقوم بإعداد تقارير منفصلة، بمعنى آخر، هو ليس موقعاً إخبارياً مستقلاً يعرض تقارير وحوارات، بل أن هدفه الرئيسي عرض ما جاء على الشاشة في صورة تقارير صحافية بالموقع.

وعلى الرغم من الدلائل الكثيرة التي تشير إلى عدم وجود مثل هذا التقرير، وبحثنا الدؤوب عنه أو عن ما يشبهه في الإعلام الإسرائيلي، دون جدوى، فإن الآلة الإعلامية القطرية التي نشرت التقرير باتت هي المطالبة الآن بإثبات مصداقيتها بأيّ وثيقة كانت سواء صورة ضوئية عن التقرير أو مادة مسجلة له، علماً أن وجود التقرير من عدمه، أمر هامشي أمام انكشاف النوايا القطرية واستعدادها إلى تسخير إعلامها، ولو بالكذب والتلفيق، في محاولة تشويه الإمارات وصورتها العربية والدولية الناصعة.