الإثنين 21 يوليو 2014 / 15:28

مصدر لـ 24: معلومات موثوقة عن تورط "دولة قريبة" بمحاولات زعزعة استقرار الكويت

تشهد دولة الكويت حراكاً سياسياً وأمنياً محموماً منذ أيام، بعد معلومات وصفها مصدر كويتي لـ 24 بـ "الموثوقة" تفيد بتورط "دولة خليجية" بأعمال الشغب الأخيرة التي شهدتها الدولة، إضافة إلى "توارد معلومات وأدلة ملموسة لدى الجهات المختصة بأن تلك الدولة نفسها، بدأت تحرك مجموعات تابعة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين لزعزعة الوضع الأمني في الكويت"، بحسب المصدر نفسه.

وقال هذا المصدر الذي فضّل عدم الإفصاح عن اسمه إن "ملفاً استخباراتياً كاملاً تمّ وضعه على طاولة أعلى المسؤولين في الدولة، يكشف علاقات وثيقة، تصل إلى المستوى التنظيمي، والتخابر السريّ، بين مجموعات إخوانية معروفة في الكويت، وبين تلك الدولة الخليجية"، وفي حين رفض المصدر تأكيد ما إذا كانت الدولة المقصودة هي قطر، المعروفة بعلاقاتها الوثيقة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، اكتفى المصدر الكويتي بالقول: "أدع التقدير في ذلك لفطنة المتابعين والمراقبين.. وإن كانت الأمور واضحة وضوح الشمس، وأعتقد أن الأيام المقبلة ستشهد وضوحاً أعلى في هذه المسألة، في حال تأكدت القيادة الكويتية من عدم رغبة تلك الدولة بالكفّ عن التدخل في شؤونها الداخلية".

تفاصيل
وحول تفاصيل هذا التدخل قال المصدر الكويتي لـ 24: "ليس سراً ما بدأت تتخذه دولة الكويت من إجراءات حاسمة ورادعة تجاه بعض الأطراف التي تعمل على زعزعة استقرار البلاد بحجج وذرائع واهية، وقد كانت أعمال الشغب التي شهدتها الدولة قبل أيام بمثابة الشعرة التي كسرت ظهر البعير، إذ جاءت بعد معلومات موثوقة وموثّقة عن تنسيق كامل يجري بين بعض الجهات المسؤولة عن أعمال الشغب تلك، وبين جهات خارجية" وصفها المصدر بـ "القريبة"، مضيفاً أن "هناك طابوراً خامساً يعمل في الخفاء، وبعض منه في العلن، لمصلحة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وفي حين فضّلت الدولة أن تسلك في البداية طريق الحوار، ومحاولة تجنيب البلاد مثل هذه الخضّات غير الضرورية في هذه المرحلة الحساسة التي تمرّ بها المنطقة، فقد بدا ملحوظاً أن هناك تسريعاً في عمل الخلايا الإخوانية الداخلية، في محاولة لتوظيف ذلك سياسياً والضغط على قيادة الكويت، في استحقاقات أخرى تشهدها المنطقة".

وقال المصدر الكويتي إن مستوى المعلومات التي وصلت إلى صناع القرار في الكويت "لا يستهان بها، وما أستطيع قوله في الوقت الحالي إنها تتعلق بملفات استخباراتية ومحاولات اختراق لأجهزة أمنية وعسكرية، إضافة إلى شبكات مالية وتمويل خارجي لبعض الأطراف داخل الكويت".

مخالفات الإصلاح
وأضاف المصدر أن جانباً مهماً من الاجتماعات التي عقدها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد مع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وعدد كبير من النواب، إضافة إلى الاجتماعات الحكومية النيابية التي شهدها مجلس النواب الكويتي، تتناول هذه التطورات، بالإضافة إلى التحديات التي يطرحها وجود تنظيم داعش الإرهابي في العراق.

وكانت صحيفة "السياسة" الكويتية أشارت في هذا الصدد إلى أن "مجلس الوزراء سيبحث في جلسته اليوم الإثنين مخالفات جمعية الإصلاح الاجتماعي (الإخوانية)، وتعديل قانون الإعلام المرئي والمسموع وقانون الجرائم الإلكترونية ومنع التجمعات أمام الهيئات الحكومية والقضائية".

ملف غزة
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أعلنت فيه الكويت بوضوح، عبر لقاء جمع بين أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، قبيل توجّه هذا الأخير إلى قطر، عن تمسكها بالمبادرة المصرية للتهدئة في مصر، وذلك بعد إعلان مشابه يوم أمس الأحد صدر عن وزارة الخارجية الكويتية، وهو ما اعتبره مراقبون رسالة واضحة إلى الدوحة بأن الكويت لا تقبل بمحاولة عقد الصفقات السياسية على حساب الدم الفلسطيني، كما أنه يعدّ ضمنياً رسالة إلى أمير قطر بأن هناك حدوداً لا يمكن تجاوزها فيما يتعلق بالعلاقات الخليجية الخليجية.

وكانت الكويت تحاول لعب دور الوسيط بين قطر والإمارات والسعودية والبحرين، التي سحبت سفراءها من قطر، احتجاجاً على تدخل هذه الأخيرة بالشؤون الداخلية لدول الخليج ودعمها للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وغيره من التنظيمات الإرهابية في المنطقة، إلا أن جهود الوساطة تلك لم تفض إلى أية نتيجة بسبب ما وصفه المصدر الكويتي المطلع بـ "التعنت القطري المستمر، ومحاولاته كسب الوقت، وعدم التزامه ببنود وثيقة الرياض". ورأى المصدر أن صانع القرار الكويتي "شعر بالحرج نتيجة عدم الالتزام هذا، وقرر أخيراً رفع يده عن الجانب القطري"، ولم يستبعد المصدر أن يكون للتطورات الأخيرة التي شهدتها دولة الكويت، وعلاقة جمعية الإصلاح الكويتية بأعمال الشغب الأخيرة، "علاقة بهذا الموقف الكويتي الحاسم"، وختم المصدر بالقول إن "صبر الكويت بدأ ينفد حقاً، وفي حال لم ير الطرف الكويتي جهوداً ملموسة وواضحة للكف عن التدخل بشؤون البلاد الداخلية، فلا أعتقد أن هذا الصبر سيستمر إلى الأبد".