الأربعاء 23 يوليو 2014 / 09:32

الإمارات.. والفضاء

الاتحاد- علي العمودي



في الثاني عشر من فبراير(شباط) من العام 1976 اجتمع القائد المؤسس المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بثلاثة من رواد الفضاء الأميركيين وهم توماس ستافورد وفانس براندو ودونالد ساتيون رواد بعثة أبولو لاستكشاف القمر والفضاء الخارجي، وخلال اللقاء أكد -رحمه الله- استعداده لدعم مشروع قمر صناعي لدراسة الصحراء.

استعدت تلك النظرة المبكرة للاستفادة من علوم الفضاء لصالح تنمية الإنسان والبشرية قاطبة، بينما كنا نتابع مساء أمس الأول في المجلس العامر للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحضور سموه محاضرة لرائد الفضاء الكندي العقيد كريس هادفيلد بعنوان "الرحلات الفضائية البشرية".

بين ذلك اللقاء والمحاضرة أكثر من38عاما، قطعت الإمارات معها شوطاً بعيدا، وبلغت عصراً جديداً يمثل علامة فارقة في مسيرة العلم على أرضها بعد الإعلان التاريخي لقائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن تأسيس وكالة الإمارات للفضاء ومشروع إرسال أول مسبار لدولة عربية وإسلامية إلي المريخ بحلول العام 2017 بالتزامن مع أحتفالات الدولة باليوبيل الذهبي لتأسيسها.

لقد كانت تلك الرؤية الطموح محور انطلاق للمحاضر الذي أنبهر بها، وبما أثمرته وهو يشاهد الكوادر الإماراتية والتجهيزات التقنية المتطورة في مشروع "الياه سات"، وإطلاق قمرين صناعيين إماراتيين.

وتوسع في الحديث عن تجربته الشخصية للالتحاق بالعمل كرائد فضاء، أتيح له خلالها ارتياد الفضاء عدة مرات تارة مع مكوكي "اتلانتس" و"انديفور" وأُخر مع سفينة الفضاء الروسية "سيوز" والمحطة الفضائية الدولية، إلا أنه ركز على دور تلك الاستكشافات في رفد البشرية بأبحاث علمية قيمة لما فيه صالح الإنسانية جمعاء.حيث شهدت المحطة الفضائية الدولية أكثر من مائتي تجربة علمية، والمحطة تعد صورة من صور التعاون بين دول العالم لأجل استفادة الجميع.

الرجل الذي يُعرف بأنه أشهر رائد فضاء في العالم بعد نيل ارمسترونج أول أنسان وطأ سطح القمر عام1969، والتي استمدها لتعدد مواهبه ونشاطاته وحرصه على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الاهتمام بالعلوم، حيث يوجد لديه أكثر من مليون متابع على “تويتر”، نوه بجهود ومبادرات الإمارات في بناء كوادرها المواطنة المتخصصة في هذا المجال وفق رؤية واضحة المعالم والأهداف، بإرادة وعزيمة قوية لبلوغ هذه الغاية العلمية لصالح الإنسان على أرضها والإنسانية قاطبة. تلك الرؤية التي تعتمد العلم والمعرفة طريقاً للارتقاء بالإنسان وتحقيق الحياة الرغيدة الكريمة له.

تلك الرؤية التي غيرت القول المأثور عن "طلب العلم ولو في الصين"، عندما وجدت إلى جانبي في المجلس العامر لسمو ولي عهد أبوظبي طالبا صينيا عرفت منه أنه يُحضر لنيل درجة الدكتوراه من معهد “مصدر” الذي يعد بدوره أنموذجا للمبادرات العلمية الإماراتية لصالح الإنسانية ودعم جهود العالم نحو الطاقة البديلة والنظيفة حفاظاً على الكوكب الذي نعيش عليه. رؤية تترجم رسالة حب إماراتية للكون الفسيح.