احتفالات سابقة للمصريين في ذكرى ثورة 23 يوليو (أرشيف)
احتفالات سابقة للمصريين في ذكرى ثورة 23 يوليو (أرشيف)
الأربعاء 23 يوليو 2014 / 14:07

مصر تحيي ذكرى ثورة 52 وسط مخاوف من "فعاليات إخوانية"

24- القاهرة- سليمان خيري

يحتفل المصريون اليوم الأربعاء بالذكرى الـ62 لثورة 23 يوليو 1952، وسط مخاوف من اندساس أعضاء وعناصر تنظيم الإخوان المسلمين في الاحتفالات والفعاليات المرتقبة اليوم؛ لتعكير صفو فرحة المصريين بثورتهم؛ نظراً لمعاداة الإخوان للأنظمة التي تلت ثورة يوليو، ولفترة الستينات كلها.

خبير: جماعة الإخوان لن تجرؤ على التظاهر اليوم في ذكرى ثورة 23 يوليو لاسيما عقب حادث الفرافرة الإرهابي الذي يُثير حفيظة الشعب والأمن ضد الجماعة

وفي غضون ذلك، أكد خبراء في تصريحات لـ24، أن جماعة الإخوان كانت تربطها في البداية علاقات وطيدة بمجلس قيادة الثورة، إلا أن الصراع كان سيد الموقف بين الطرفين بعد ذلك.

فيما اختلف الخبراء حول مدى إمكانية أن تستغل الجماعة الذكرى الـ62 للثورة، لتنظيم فعاليات احتجاجية ضد السلطات المصرية الحالية من عدمه، لاسيما مع خروج بعض الدعوات من عناصر إخوانية من أجل استغلال تلك المناسبة؛ لمواصلة مناهضة السلطات المصرية القائمة وانتقادها.

ثورة شعبية
وبدوره، قال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان عبد الغفار شكر إن "ثورة 23 يوليو 1952 هي ثورة شعبية هائلة، انفتحت فيها مصر على العالم بشكل جديد، إذ تغير النظام الحاكم من الملكي بكل سلبياته إلى النظام الجمهوري بإيجابياته".

وأضاف شكر في تصريحات خاصة لـ24 "بعض الضباط الأحرار كانوا أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، وبعضهم كان على علاقة وطيدة معها منهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وكانت هناك أواصر مودة تربط الإخوان والضباط الأحرار، إلا أنه ما لبثت أن تدهورت العلاقات بعد قيام ثورة يوليو 1952، وظهور مخاطر الإخوان".

وأشار إلى أن الصراع بين الإخوان ومجلس قيادة الثورة، نشأ في أعقاب العام 1954، حيث قدم الإخوان طلباً للزعيم جمال عبد الناصر بإرجاع أي قرارات يتخذها مجلس قيادة الثورة لمكتب الإرشاد، الأمر الذي قوبل برفض من مجلس قيادة الثورة، واحتدم الصراع بين الطرفين بعد محاولات اغتيال جمال عبد الناصر، انتهت بصدور أحكام بالإعدام والسجن لأعضاء الإخوان، مما جعل فترة الستينات الأسوأ في تاريخ قيادات جماعة الإخوان.

وفي سياق آخر، استبعد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن يتظاهر الإخوان في ذكرى ثورة 23 يوليو، لافتاً إلى أن الجماعة لن تنزل الشارع اليوم، وأن نزولهم مخطط له في ذكرى اعتصامي رابعة والنهضة، اغسطس (آب) المقبل.

حقبة مختلفة
وبدورها، قالت عضو الأمانة العامة للجمعية الوطنية للتغيير كريمة الحفناوي إن "مصر عاشت حقبة تاريخية مختلفة عقب ثورة 23 يوليو، تغيرت فيها كل الحسابات لصالح المواطن المصري البسيط".

وأضافت الحفناوي في تصريحات خاصة لـ24 "علاقة الإخوان بالضباط الأحرار كانت طيبة، إلا أن الصراعات بدأت تأخذ مكانها إثر تعنت مكتب الإرشاد، وإصرار الجماعة على ضرورة مراجعة القرارات الصادرة من مجلس قيادة الثورة والتصديق عليها، ما أدى إلى خلافات واسعة انتهت بإيداعهم السجون بعد محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم جمال عبد الناصر".

وأشارت إلى أزمة مارس (آذار) 1954 (أزمة سياسية، وقعت بين الرئيس محمد نجيب من جانب ومجلس قيادة الثورة بقيادة جمال عبد الناصر من جانب آخر)، التي استغلتها جماعة الإخوان المسلمين آنذاك لتجميع الأحزاب السياسية للمطالبة بعودة الجيش لثكناته وعدم الاشتغال بالسياسة.

وفي سياق آخر، رجحت عضو الأمانة العامة للجمعية الوطنية للتغيير، أن الإخوان لن ينزلوا في تظاهرات في ذكرى ثورة 23 يوليو، وفعالياتهم وإذا نزلوا ستكون فعالياتهم محدودة وضعيفة وستفشل كسابقتيها.

ثأر
ومن جانبه، قال أمين الحزب الناصري أحمد حسين إن "هناك ثأراً بين الإخوان والجيش منذ زمن قديم يرجع إلى الخمسينات إبان ثورة يوليو (تموز) 1952؛ لإبعاد الزعيم جمال عبد الناصر مكتب الإرشاد عن الإملاء على مجلس قيادات الثورة بقراراتها".

وأضاف حسين في تصريحات خاصة لـ24: "فترة الستينات يعتبرها أعضاء الإخوان الأسوأ في تاريخهم السياسي، نظراً لاضطهادهم في تلك الفترة -على حد تعبيرهم- لاسيما أن الجماعة استفزت الزعيم عبد الناصر، فقام باتخاذ قرارات حاسمة ضدها عقب إصرارها على أن تكون لها السلطة العليا في البلاد".

وأشار إلى أن قرار عبد الناصر بإيداع الجماعة وقياداتها السجون عقب محاولة اغتياله "رد فعل طبيعي" مما أثار حفيظة الإخوان ضد رجال الجيش منذ زمن طويل.

ولفت أمين الحزب الناصري، إلى أن جماعة الإخوان لن تجرؤ على التظاهر اليوم في ذكرى ثورة 23 يوليو، لاسيما عقب حادث الفرافرة الإرهابي الذي يُثير حفيظة الشعب والأمن ضد الجماعة.