الأربعاء 23 يوليو 2014 / 17:38

هافينغتون بوست: إسرائيل تريد ضرب المصالحة الفلسطينية

24- إعداد: ميسون جحا

ذكرت صحيفة هافينغتون بوست الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل أطلقت على عمليتها العسكرية الأخيرة في غزة اسم "الجرف الصامد"، بينما يفضل تسميتها بـ"العملية المكررة".

وأوضحت هافينغتون بوست أن الحروب التي شنتها إسرائيل مراراً على غزة، استخدمت فيها أسلحة قدمها المواطنون الأمريكيون، من خلال دفعهم الضرائب للدولة، دون أن يدروا أن أموالهم ستذهب لقصف الفلسطينيين الفقراء المحاصرين داخل قطاع غزة.

وأضافت أن الإدارة الأمريكية تقف كالعادة إلى الجانب الإسرائيلي، رغم إدراكها أن إسرائيل بدأت الجولة الأخيرة من العنف، وأن أفعالها تجعل واشنطن تبدو في نظر معظم دول العالم، بصورة الجهة القاسية والمنافقة.

ادعاءات فارغة
وقالت الصحيفة إن موقف الولايات المتحدة من إسرائيل، تأثر بالنفوذ الكبير الذي تتمتع به لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، وغيرها من العناصر المتشددة داخل اللوبي الإسرائيلي.

وتابعت أنه ليس هناك تفسير آخر لسلوك الكونغرس السلبي تجاه الحرب الدائرة حالياً على قطاع غزة، فضلاً عن النفاق الضحل للإدارة الأمريكية، خاصة أولئك المسؤولين المعروفين بالتزامهم المزعوم "بحقوق الإنسان".

تبرير الحرب
وأوضحت أن السبب المباشر للجولة الأخيرة من الحرب الإسرائيلية، كان اختطاف وقتل 3 مراهقين إسرائيليين في الضفة الغربية، وما أعقبه مباشرة من اختطاف وإحراق مراهق فلسطيني على يد مستوطنين.

وسرعان ما حمَّلت حكومة بنيامين نتانياهو حماس المسؤولية عن عملية الاختطاف، دون وجود أي دليل، وادعت على مدار أسابيع، أن الإسرائيليين ما زالوا أحياء، رغم توفر أدلة قاطعة على موتهم، ورتبت الحكومة الإسرائيلية تلك الخدعة، من أجل استقطاب مشاعر معادية للعرب، وتبرير عمليتها العقابية في الضفة والقطاع.

إفشال المصالحة بين فتح وحماس
وبحسب العضو في مجموعة الأزمات الدولية ناثان ثرول، فإن الدافع الحقيقي للحرب على غزة، ليس الانتقام ولا حماية إسرائيل من صواريخ حماس، التي غابت خلال العامين الماضيين، ولم تكن يوماً ذات جدوى فعلية، مؤكداً أن هدف نتانياهو الحقيقي يتركز في إبطال المصالحة الأخيرة بين حماس وفتح، والتي أدت لتشكيل حكومة وحدة وطنية، الأمر الذي يدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي لنقض التزامه الشخصي بالاحتفاظ بالضفة الغربية وإنشاء "إسرائيل الكبرى".

لن تغير الحرب شيئاً
وأشارت هافينغتون بوست إلى أن مقتل المزيد من الفلسطينيين، لن يغير شيئاً على الإطلاق، فحماس لن تنحل، وعندما تنتهي هذه الجولة الأخيرة من الصراع، سيبقى ٤,٤ مليون فلسطيني ممن يقيمون في الضفة الغربية وغزة سجناء فعليين لدى إسرائيل، ومحرومين من حقوقهم الإنسانية الأساسية.

ولكن هؤلاء لن يغادروا لأن فلسطين هي وطنهم أساساً، ولأنهم لا يملكون مكاناً آخر يأوون إليه، خاصة بعد الاضطرابات التي تعصف بأجزاء أخرى من الشرق الأوسط.

دولة عنصرية
وختمت الصحيفة بالقول إنه سيتم الاتفاق على وقف إطلاق النار، وستدفن جثث الموتى ويعافى الجرحى، لتجدد حماس بناء مخزونها من الصواريخ والقذائف، الأمر الذي سيمهد الطريق لجولة أخرى من الصراع، وستكون إسرائيل قطعت شوطاً لأن تصبح دولة عنصرية بامتياز.