الجمعة 25 يوليو 2014 / 11:48

مسؤول أمريكي: داعش أخطر علينا من القاعدة

24- إعداد: ميسون جحا

تقاطعت خلال اليومين الماضيين زيارات كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية لمبنى لكابيتول، محذرين من الخطر الذي يمثله تنظيم داعش. وفي لقاء مع موقع ديلي بيست الإلكتروني، وصف مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية داعش بأنه "أسوأ من القاعدة"، وعنده المقدرة على توفير ملاذٍ للجهاديين العالميين الساعين لتهديد المصالح الأمريكية.

مسؤول أمريكي: داعش أشد سوءاً من القاعدة في عقيدته وطموحه وخطره المتزايد على المصالح الأمريكية وهو يستهدف جميع العراقيين وكل من يختلف مع نسخته الملتوية لخلافة القرن السابع الميلادي

وخاطب مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية أعضاء الكونغرس قائلاً: "لم يعد تنظيم الدولة في العراق والشام، والذي أعلن عن إقامة (خلافة إسلامية) مجرد منظمة إرهابية، بل جيش كبير يسعى لإقامة دولة عبر وادي دجلة والفرات تضم سوريا والعراق".

داعش يهدد الجميع
وقال نائب مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة لشؤون العراق وإيران بريت ماجورك لموقع ديلي بيست إن "داعش أشد سوءاً من القاعدة في عقيدته، وطموحه، وخطره المتزايد على المصالح الأمريكية، وهو يستهدف جميع العراقيين، وكل من يختلف مع نسخته الملتوية لخلافة القرن السابع الميلادي".

وشهد مسؤولون أمام لجان الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ في واشنطن، بأن داعش يشارك القاعدة في طموحها السياسي، لكنه أثبت أنه أكثر مكراً ومقدرة. كما أثبت داعش كونه أكثر فعالية، حتى من مؤسسي القاعدة، في تنظيم وتطوير بنية دولة. وقال ماجورك: "ولهذا كله يعتبر داعش أكثر من مجرد تنظيم إرهابي، ورغم أنه لا يملك الامتداد العالمي الذي يمكنه من شن عمليات هجومية، كما كان حال القاعدة عند تأسيسها، لكن لديه التطور العلمي والتكنولوجي الذي يمكنه من إنشاء دولة تكون ملاذاً لحركة الجهادية العالمية. إنه تنظيم ذو اكتفاء ذاتي".

انقسامات داخلية

صدرت تلك التصريحات الأمريكية في الوقت الذي أشار فيه جاكوب سيجيل، مراسل ديلي بيست في بغداد إلى وجود انقسامات داخلية داخل "الدولة الإسلامية" المزعومة، وقال سيجيل: "يحب تنظيم القاعدة الترويج لنفسه على أنه أشد التنظيمات رهبة في العالم، وهو بالفعل وحشي كما يدعي، لكنه لا يملك نصف القوة التي يفاخر بامتلاكها".

تضخيم خطر داعش
لكن ذلك لم يمنع كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية من تضخيم الخطر الذي يمثله داعش على المصالح الأميركية. إذ أعلمت المسؤولة في البنتاغون، إليسا سلوتكين، أعضاء مجلس الشيوخ أن الولايات المتحدة بدأت بزيادة عدد طلعات المراقبة الجوية في سماء العراق بنسبة ٥٠٪ يومياً من أجل مقاومة خطر داعش.

داعش مموّل ذاتياً
وقالت سلوتكين إن "جهاديي داعش مموّلين ذاتياً، ويسيطرون على مساحات واسعة، واخْتُبروا في المعارك، وهم يشكلون تهديداً حقيقياً لنا. وفي حين أننا لا نجري حالياً تقييماً فعلياً لما يخططون لتنفيذه في مناطق بعيدة عن العراق، فإنهم أعلنوا عن نيتهم في التوجه إلى الولايات المتحدة، وأنا لا أريد لهذا الدمّلْ بأن يتقيح".

كما أشارت سلوتكين إلى أن داعش يمثل تهديداً قوياً للمصالح الغربية، وذلك بفضل مقاتليه ذوي الخبرة، والذين تم اختبارهم في المعارك، فضلاً عن انضمام عدد من الجهاديين من حملة الجنسيات الغربية لصفوف التنظيم، ممن سافروا إلى سوريا وشاركوا في المعارك هناك.

خطر الداعشيين الأجانب
وأشا ديلي بيست إلى خطاب ماجورك أمام مجلس الشيوخ الأمريكي يوم أمس الخميس، حيث قال: "وقع في بغداد، خلال الأسبوع الحالي، تفجير انتحاري نفذه جهادي ألماني، كما كان هناك جهادي أسترالي، وبإمكان داعش تنفيذ ما بين ٣٠ إلى ٥٠ تفجيراً انتحارياً شهرياً في العراق. ونحن نجري تقديراً لأعداد المقاتلين الأجانب، وسيكون من السهل على داعش نقل ذلك الكادر من الانتحاريين إلى عواصم أخرى في أوروبا، أو حتى إلى الولايات المتحدة. لقد أعلن داعش عن نيته بصراحة (قادمون إليك يا باراك أوباما)".

زعزعة أسواق الطاقة العالمية
وذكر ديلي بيست أنه، إلى جانب خطر الهجمات الإرهابية، من شأن عمليات داعش الإرهابية في الشرق الأوسط أن تضر بالولايات المتحدة عبر زعزعة أسواق الطاقة الدولية. فإن العراق سوف يوفر، في عام ٢٠٣٥، نسبة ٤٥٪ من إجمالي النمو في صادرات النفط. وإن انهار هذا البلد جراء حرب أهلية، فإن آثار ذلك "ستكون بالغة الخطورة على اقتصادنا" وفق ما قال ماجورك أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي.