الجمعة 25 يوليو 2014 / 13:11

ما موقف ياسر أبو هلالة من الإمارات والسعودية والكويت؟

قد يكون اختيار الإخواني الأردني ياسر أبو هلالة، لمنصب مدير عام قناة الجزيرة، مفاجئاً للبعض من الناحية البيروقراطية والتراتبية في القناة، إلا أنه ليس مفاجئاً على الإطلاق في ميزان تموضع الرجل الواضح بين صقور إعلاميي التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. حتى كانت حرب غزة، وهو المنتمي إلى تنظيم الإخوان، عبر فرع حماس تحديداً، فرصة مؤاتية ليقفز أبوهلالة إلى أعلى السلم دفعة واحدة.

ولعلّ اختيار قطر لأبوهلالة في هذا المنصب الرفيع، وإعلان أنه سيعمل على إجراء تغييرات أساسية في قناة الجزيرة، هو بمثابة رسالة سياسية واضحة من قطر إلى كلّ من يعنيهم الأمر في الداخل والخارج، بأنها ماضية في خياراتها الإخوانية، بل إنها تعلن بذلك، أخذاً في الحسبان أهمية الجزيرة الاستراتيجية في السياسة القطرية، وموقعها الحساس في خطابها الإعلامي، أنها لم تعد مجرد راعية للإخوان أو "مقربة" منهم، بل أن قطر بذلك تعلنها صراحة بأنها أصبحت دولة الإخوان في المنطقة. 

ويأتي هذا الاختيار/ الرسالة في الوقت الذي كانت الأوساط السياسية الخليجية تنتظر خطوات جدية من الدوحة باتجاه تنفيذ التزاماتها في اتفاقية الرياض، تمهيداً لعودة العلاقات إلى طبيعتها مع دول الخليج التي سحبت سفراءها، الإمارات والسعودية والبحرين، ومن المعروف أن ملف الجزيرة، وتحريضها على دول الخليج الأخرى، واستخدامها "سلاحاً" إخوانياً بامتياز في معركة التنظيم الدولي في مصر ودول أخرى، ودور "العراب" الذي يلعبه شيخ الفتنة يوسف القرضاوي في رسم سياسات المحطة، كان موضوعاً على ملف هذه المصالحة المفترضة، إلا أن قطر بتعيينها أبو هلالة توصل رسالة أخرى تتعلق بملف المصالحة مفادها أنها ليست في وارد تنفيذ أيّ من التزاماتها تلك، بل أنها ماضية في اتجاه معاكس تماماً، وهو ما ستكشفه سياسات الجزيرة خلال الأسابيع والشهور المقبلة. 

سيرة ياسر أبو هلالة، الإخواني الأردني المولود عام 1969، لا تحمل أيّ التباس، فهو منذ بداية عمله الإعلامي في 1990 كان جزءاً من الماكينة الإعلامية لتنظيم الإخوان، وباستثناء مقالة يكتبها في صحيفة "الغد" الأردنية الليبرالية، فإن جميع المواقع الإعلامية التي تنقل بينها تابعة أو "مقربة جداً" من تنظيم الإخوان. 

وبعيداً من سيرته المهنية المتوافرة على الإنترنت، فإن حساب أبوهلالة على تويتر يكشف الكثير عن طريقة تفكير الرجل تجاه العديد من القضايا المحورية والساخنة في الخليج والمنطقة العربية، وتعطي لمحة عن التحول الجذري الذي يفترض أن يساهم أبوهلالة بتحقيقه في قناة الجزيرة، ابتداء من مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل. 

الربعاوي
ليس غريباً أن يعرّف أبوهلالة نفسه تعريفاً صارخاً في حسابه على تويتر، مكتفياً بشعار "رابعة" الإخواني المعروف، وهو الشعار الذي أطلقه الزعيم الإخواني التركي رجب طيب أردوغان، في محاولة لخلق مظلومية تشدّ من إزر الجماعة وتخلق عصباً لها. وبوصفه من إعلاميي الإخوان البارزين، لابدّ أن يساهم أبوهلالة، في ترويج هذا الشعار، الذي يعلن في الوقت نفسه اتجاهه الأيديولوجي الحاسم. 



وفي حين يعلن أبوهلالة لمتابعيه، في آخر تغريداته أمس الخميس، خبر تسلمه منصبه الجديد في الجزيرة، معتذراً منهم سلفاً من عدم قدرته على الاستمرار في التواصل معهم، طالباً دعواتهم لإنجاز مهمته، فإن سلسلة التغريدات التي أطلقها منذ الحرب الأخيرة على غزة، ليست إلا - هي الأخرى، وكشعار رابعة تماماً - جزءاً من الحملة الدعائية لتنظيم الإخوان، تمضي بأمانة تام مع خطوطه العامة، وتفاصيله الدقيقة. وبصرف النظر عن اللغة الخطابية المعتادة من أتباع الإخوان ومنظريهم في عرض تفاصيل هذه الحرب، فقد اتخذ أبوهلالة منها ذريعة للانقضاض على "أعداء" الإخوان وتصفية الحسابات معهم، بعد هزيمة التنظيم في مصر وغيرها من الساحات.

أول أولئك الذين تطاولهم نيران أبوهلالة هو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. يغرد أبو هلالة في مناسبات متفرقة: 



وفي تغريدة أخرى يقولها أبوهلالة صراحة، فما يسميه "الثورة المضادة" (على الإخوان) "هي الصهيونية" على حدّ قوله. 




ولا ينسى أبوهلالة التذكير بأصل القضية وفصلها، وهي عزل مرسي من حكم مصر، ومعه القضاء على أكبر مكاسب الإخوان السياسية، فيعيد التغريد بتغريدة لشيخ الفتنة يوسف القرضاوي يقول فيها هذا الأخير إن "العالم الإسلامي كان سيتغير لو استمر مرسي في الحكم". 



الإمارات والسعودية
يعبّر حساب أبوهلالة تعبيراً أميناً عن خريطة الإخوان ودائرة اهتماماتهم، من مصر مروراً بتونس وليبيا، وصولاً إلى إخوان الخليج. حرب غزة شكّلت فرصة لحملة ممنهجة شنّها الإخوان، من قطر وخارجها، وعبر مواقعهم وواجهاتهم الإعلامية، بلا هوادة. المتهمون في "الشراكة" مع إسرائيل في حرب غزة هي دول: الإمارات والسعودية ومصر، أي تلك الدول نفسها التي تعلن موقفاً واضحاً من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وتعتبره تنظيماً إرهابياً. حرب غزة فرصة دسمة للتخوين ونظريات المؤامرة، والانتقام - ولو اللفظي والصبياني - ممن يقفون في وجه الإخوان. نقرأ هذه التغريدة الواضحة في دلالاتها:





السعودية
لكنّ المملكة العربية السعودية لا تنجو من هذا "الحلف" المفترض. نقرأ تقريظاً من أبوهلالة بالإخواني سلمان العودة:




وتغريدة أخرى يتهم بها العودة "أطرافاً أخرى" بأنها شريك مع إسرائيل في العدوان على غزة: 



لكنّ العودة ليس وحيداً، بل هناك أيضاً الإخواني البارز محمد العريفي. فيذكرنا أبوهلالة في تغريدة بـ "الموقف الحقيقي من غزة":




وحين نضغط على رابط التغريدة، تقودنا إلى هذا: 




الإمارات
فيما يتعلق بالإمارات، فإن أبوهلالة، يبدو جزءاً أساسياً من ماكينة الحملة ضدّها، أيضاً من باب الحرب على غزة. فمن حيث المبدأ يتبنى أبوهلال الحملة القطرية الإخوانية حول مؤامرة إماراتية إسرائيلية ضدّ الإخوان، فيغرد: 



ولا ينسى الانضمام إلى جوقة حملة "التجسس" الإماراتي على غزة عبر وفد الهلال الأحمر الإماراتي: 




ولا ينسى إعادة التغريد بصورة "الجاسوس" الإماراتي المفترض: 



الكويت

لا تغيب الكويت هي الأخرى عن دائرة اهتمامات وانشغالات أبو هلالة الإخوانية، مطوباً القيادي الإخواني مسلم البراك بوصفه "مانديلا" و"غاندي" العرب: 





متابعاً عن "الرمز" البراك الذي أقام مناصروه تحركات اتسمت بأعمال الشغب في الكويت.