السبت 26 يوليو 2014 / 10:21

فحيح الأفاعي

الاتحاد - علي العمودي



أن تخصص جريدة "الراية" القطرية صفحة كاملة في عددها ليوم أمس، للهجوم والتطاول على "الاتحاد" صحيفتنا التي نتشرف بالانتماء إليها، فذلك يعني أن فحيح الأفاعي في "رزيئة" الدوحة قد بلغ كل مبلغ، وهي تمضي في تيه ضلالة وتضليل دأبت الأبواق هناك على ممارسته منذ أن اختارت الاصطفاف خلف أجندات تنظيم "الإخوان" المتأسلمين، ومغامراته على حساب أمن واستقرار بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومصالح الأمة بأسرها.

لقد جاء هجوم "الرزيئة" القطرية على "الاتحاد" ليتواصل مع لعبة تبادل للأدوار تمارسها تلك الأبواق، للنيل من المواقف المبدئية الثابتة والناصعة لدولة الإمارات من القضية الفلسطينية، من خلال متاجرة هذه الأبواق بالقضية العادلة للشعب الفلسطيني الشقيق ودماء شهدائه، في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.

جعلت الصحيفة من تصريح للرئيس الإسرائيلي عن قطر تناقلته وكالات الأنباء العالمية مدخلاً للهجوم على "الاتحاد"، وتجاهلت أن الرجل الذي تستنكر تصريحاته كان أول رئيس إسرائيلي يزور دولة خليجية هي قطر، واستقبلته استقبالاً حاراً في زيارة رسمية تم خلالها تبادل الهدايا التذكارية، وتوقيع اتفاقات بين البلدين "الصديقين"، كما تتجاهل استضافة "دوحة الإخوان" لأول سفارة إسرائيلية في دولة خليجية.

كما أن قناة "الفتنة و التحريض "المسماة بالجزيرة تستضيف دوماً وزراء ومسؤولين ومحللين إسرائيليين، بل إن الناطق الرسمي للجيش الإسرائيلي ضيف دائم على "الجزيرة" ونشراتها الإخبارية الحافلة بالأكاذيب والأخبار المختلقة.

ويطل ذلك الناطق عبرها ليبرر ما تمارسه آلة الحرب والعدوان بحق المدنيين العزل في الأراضي الفلسطينية.

إن مواقف دولة الإمارات المشرفة تجاه القضية الفلسطينية لا تنتظر شهادة حسن سيرة وسلوك من أحد، وبالذات من أولئك الذين تآمروا على أشقائهم في البيت الخليجي الواحد، وهرولوا للتطبيع مع إسرائيل، واحتضنوا أول سفارة لها في منطقتنا الخليجية.

ومنذ أن شنت العصابات الحاكمة في تل أبيب عدوانها الأخير على أهلنا في غزة، كانت الإمارات أول دولة عربية تخصص 192 مليون درهم كمساعدات إنسانية، وترسل متطوعيها مع مستشفى ميداني متحرك متكامل التجهيز، واتبعتها بجسر جوي متواصل حتى يومنا هذا، حاملاً المواد الإغاثية والطبية، وأبرمت اتفاقية بقيمة 150 مليون درهم لإعادة الإعمار.

كما أن قائد دبلوماسية الإمارات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الذي لم يسلم من أكاذيبهم، يواصل اتصالاته اليومية مع وزراء الدول الكبرى الصديقة والشقيقة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ثم يأتيك سفهاء "دوحة الإخوان" ليشككوا في مواقف الإمارات.

يأسف المرء لانحدار وسائل الإعلام القطرية إلى هذا الدرك من التخبط والإسفاف، وهم يحاولون التغطية على ما وصلت إليه الأمور في الدوحة على يد واهمين ومتوهمين أوصلوا قطر وسياستها الخارجية إلى هذا الطريق المسدود والعزلة الخليجية والعربية، بعد أن زين لهم دعاة الفتنة ومرشدو الضلالة أفعالهم. أما "الاتحاد" التي تتشرف بالاسم الذي أطلقه عليها حكيم العرب زايد، طيب الله ثراه، فستظل وفية للنهج الذي رسمه لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأمينة للمبادئ التي تعمل من أجلها دوماً في سبيل نصرة الحق، وإبراز منجزات ومكتسبات هذا الوطن وقيادته، ودعم القضايا العادلة لأمتها، وجسراً للتواصل بين الأشقاء والأصدقاء.