السبت 26 يوليو 2014 / 10:42

سلطان و"كهرباء الشارقة"

الخليج - ابن الديرة



شعب الإمارات في نعمة هو محسود عليها، كما أنه محظوظ بقيادته التي تقف على احتياجاته في الحاضر والمستقبل، بل وتستشرفها قبل مواعيدها، وإذا حدثت مشكلة في الطريق إلى ذلك، فليست إلا المواجهة والشفافية والعمل الفوري نحو المعالجة الجذرية . هكذا هي قيادتنا وحكامنا، أما الشاهد القريب المهم الذي يقف دليلاً دامغاً على ذلك، فالموقف المعلن من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تجاه انقطاع الكهرباء في الشارقة.

سموه بادر إلى المعالجة الجذرية السريعة، وهو يعتزم، كما أخبر "البث المباشر" تكريس إجازته في عيد الفطر السعيد لهذه المشكلة حيث يزور كلاً من لندن وباريس وبرلين للتعرف إلى الرؤى القابلة للتطبيق، وذلك نحو معالجة جذرية قد تكلف مليارات الدراهم.

هذا السلوك الحضاري، في الواقع، فريد من نوعه ولا يتكرر كثيراً، وهو يبدأ من فضيلة الاعتراف بمشكلة ومحاسبة المسؤولين عنها، وهي المحاسبة التي أدت إلى إحالة البعض على التقاعد . بعد ذلك التدخل الشخصي نحو حل سريع وحقيقي ومضمون وتخصيص ميزانية مجزية لذلك.

هكذا يتصرف كل راع مسؤول عن رعيته بحق، بدءاً أيضاً من إحاطة الرأي العام بالمشكلة وحجمها وحدودها وخطوات معالجتها والأسلوب المزمع مع تقدير الموازنة اللازمة، وفي هذا الأسلوب الذي يمثل نهجاً قويماً يجسد بدوره رشد الحكم، يكمن أنموذج جميل للتعاطي مع المشكلات والأزمات واجب الاقتداء على نطاق واسع.

الرسالة التي تقولها تلك الممارسة في الإدارة والحكم، إلى ذلك كله، تلك الموجهة إلى العاملين والموظفين على اختلاف مستوياتهم، فالموظف، شأن كل من يعمل معرض للخطأ كما للصواب، لكن المسألة تتخذ مساراً آخر حين تؤثر في حياة الناس ومعيشتهم في وطن يضع الإنسان في أولويته الأولى المطلقة، ويسعى جاهداً إلى تقديم الخدمات الحكومية له وفق أفضل الممارسات العالمية.

لم يسمح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بخطأ من هذا النوع، كونه يعكس مشهداً لا يتلاءم أبداً مع المشهد العام في إمارة الشارقة حيث التنمية الشاملة مطوقة بالتوازن والاستدامة، وحيث الاقتصاد يعانق المعرفة والثقافة في سباق يومي واستراتيجي نحو تحقيق المستقبل الذي في البال.

ولا شك في أن بلاداً تنعم بالأمن والعدل والاستقرار، وتبذل أقصى جهدها لضمان رفاه المواطن والمقيم، ويقف قادتها بأنفسهم على احتياجاتهم وأمنياتهم، هي بلاد جديرة بهذه النهضة المباركة، وبهذه السمعة الطيبة.