ما تبقى من حي الشجاعية (ابراهيم عمر)
ما تبقى من حي الشجاعية (ابراهيم عمر)
السبت 26 يوليو 2014 / 16:17

بالصور| 24 في حيّ "الشجاعية": زلزال مرّ من هنا

كشفت الساعات الأولى من نهار السبت، الذي دخلت فيه الهدنة الإنسانية المؤقتة حيز التنفيذ في قطاع غزة، عن حجم الدمار الذي لحق بحي الشجاعية الواقع شرق القطاع، والذي تعرض لمجازر متكررة طيلة أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأظهرت المشاهد الأولى للحي كما لو أن زلزالاً مدمراً أصاب الحي وحوّله إلى أكوام من الركام، لاسيما في المناطق الشرقية منه والتي ظلت منذ بدء العدوان عرضة للقصف بشكل يومي، وبلا هوادة.

سُويّت عمارات سكنية بالأرض ومساجد دُمّرت تماماً، بل مربّعات سكنية بأكملها لم يتبق منها حجراً واحداً في مكانه، فيما يحاول عدد من الأهالي العائدين للحي خلال فترة الهدنة البحث بين الركام عن أحبّاء لهم دُفنوا تحت الأنقاض وهم أحياء، من دون تمكن الاسعافات من الوصول إليهم.

قال أحد سكان الحي خالد جندية لـ24، إنه عاد ليبحث عن أشقائه الذين ظلوا في المنزل ولم يتمكنوا من الهروب خلال الأيام الماضية، مؤكداً أن اثنين من أفراد عائلته استشهدوا ونُقلت جثامينهم في الأيام الماضية، بينما لا يُعرف مصير البقية.

مشاهد دامية
وروى الشاب العشريني مشاهد دامية له ولعائلته قبل الخروج من الحي، وذكر أن قذائف المدفعية الإسرائيلية انهالت على رؤوسهم ولم تتوقف لساعات، حتى خلال هروب المئات من الأهالي ركضاً وسيراً على الأقدام.

وأضاف خالد فيما ينهمك رجال الدفاع المدني في البحث بين أنقاض منزله عن الجثث: "كنا نركض والقذائف تسقط خلفنا وأمامنا وفوقنا، رأيت العديد يسقطون شهداء وجرحى، ومن حاول التوقف لحملهم كان نصيبه الموت، شاهدت نساء وكباراً في السن وأطفالاً أنهكهم التعب فسقطوا أرضاً ولم يتمكنوا من إكمال المسير، وكان مصيرهم إما الموت قصفاً أو جوعاً".

أما نزار بكرون، فقال إنه ذهل من حجم الدمار الذي أصاب الحي، الذي كان يعج بالحياة ويقطنه عشرات الآلاف من السكان، مشيراً إلى أن أحياء صغيرة بأكملها دُمّرت تماماً فوق رؤوس ساكنيها، مثل "النزار" و"الشعف" والبلتاجي" و"المنصورة" و"المنطار"، وغيرها.

ووصف نزار ما جرى في الشجاعية بأنه حرب مدمرة بكل ما تعنيه الكلمة، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يريد مسح الحي بشكل كامل وتحويل الشجاعية إلى منطقة خالية تماماً من السكان والمنازل.

وبلهجة تحدٍ واضح تابع الشباب: "لكننا سنعود، سنعمّر الحي من جديد، لن نقبل بالأمر الواقع، وبمجرد انتهاء الحرب سيعود كل منا لبناء منزله مرة أخرى.. ليست هذه المرة الأولى التي تُهدم فيها منازلنا وتُدمّر أحيائنا، وفي كل مرة كنا نعود أكثر قوة".

أمر لا يُصدّق
محمد، يعمل في الدفاع المدني الفلسطيني، قَدم إلى حي الشجاعية مع زملائه بمجرد دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ، قال إن ما شاهده في الحي أمر لا يمكن تصديقه، مؤكداً أنه جرى انتشال العشرات من الجثث المتحللة من بين الركام، وبعضها يعود لعائلات بأكملها.

ويؤكد محمد لـ24 إنه طوال فترة عمله الممتدة لأكثر من 11 عاماً في الدفاع المدني لم ير مشاهد أكثر وحشية مما شاهده اليوم في حي الشجاعية، مشيراً إلى أن 12 ساعة عمل (فترة الهدنة الإنسانية) لا يمكن أن تكفي لإزالة جزء بسيط من أكوام الركام المتكدس.

ولفت إلى أنه وزملاؤه يعملون بمعدات بسيطة وبدائية، لا يمكن أن تصلح للتعامل مع الدمار الهائل الذي حل في الشجاعية، وروى أنه شاهد العشرات من الجثث لأطفال ونساء كان كثير منهم اجتمعوا في (بيت الدرج) باعتباره المكان الأكثر أمناً حين القصف، لكن ذلك لم يشفع لهم أمام قوة القصف الإسرائيلي المدمّر.