السبت 26 يوليو 2014 / 20:58

تسابيح أبي العلاء المعري | فيا خائط العوالم خطني

بصوت د.علي بن تميم

إنها الحلقة الأخيرة من سلسلة "تسابيح أبي العلاء المعري"، شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء، وقد تكون الأبيات المختارة في هذه الحلقة، من أجمل ما قاله هذا الشاعر الذي تمرّد على ما شهده في عصره من رياء واستخدام نفعي للدين، حتى لو جر عليه ذلك حرباً شرسة، لكن نهجه الشعري والإنساني ذاك كرسه فيلسوفاً للشعراء وواحداً من رواد الحركة التنويرية في النقدين الأدبي والديني.

يقول في هذه الأبيات المختارة:

رُوَيدكَ قد غُررتَ، وأنتَ حرٌّ ... بصاحب حيلةٍ يعظ النّساءَ
يحرّم فيكمُ الصهباءَ صُبْحاً ... ويشربُها، على عمدٍ، مساءَ
تحسّاها، فمن مزجٍ وصِرْفٍ ... يَعُلُّ، كأنَما وَرَدَ الحِساءَ
يقولُ لكم: غدوتُ بلا كساءٍ ... وفي لذّاتِها رهَنَ الكِساءَ
إذا فعل الفتى ما عنه يَنهى ... فمن جِهتَين، لا جهةٍ، أساءَ

تقطعون البلاد بطنا وظهرا ... إنما سعيكم لفرج وبطن
حاطني خالقي، فعشت، ولولا ... خوفه، قلت: ليته لم يحطني
جسدي خرقة تخاط إلى الأر ... ض، فيا خائط العوالم خطني

لَبيبٌ إِلى الدَهرِ لا يَركُنُ ... وَإِنقاذِيَ النَفسَ لا يُمكِنُ
فَحَسبي مِنَ المالِ قوتي بِهِ ... وَحَسبي مِنَ البَلَدِ المَسكَنُ