الإثنين 28 يوليو 2014 / 12:22

جريرة قطر


قطر التي وقعت اتفاقيات استراتيجية في الغاز والتعليم مع اسرائيل، تجيش الآن قناة جزيرتها لارتكاب الجرائر ضد الآخرين وتحاول بأي صورة التشويه والتشويش والتهويش والخربشة على الجدران النظيفة بهدف إثبات الوجود، وتأكيد أنها دولة موجودة وفاعلة على الساحة الإقليمية بعدما فقدت أوراقها الرئيسية، بضرب معاقل إخوانها بمخالبها ومقالبها ومآربها.

أما هذه القناة المتقلبة والمتشقلبة تتصهد قهراً وكدراً بعد أن فضحت الحقائق على الأرض كل ادعاءاتها وافتراءاتها على الآخرين، فبدأت في شن الهجمات الافترائية واختراع الأخبار وصناعة الفقاعات على ظهر أمواج بحر الخليج العربي بغية التلفيق لتطويق فضائحها وخذلانها وانكسارها أمام ما اتضح على الملأ، أن كل ما روجته هذه القناة، وكل ما سعت إليه في إشاعة الفوضى تحت عناوين وشعارات صفراء أشبه بأوراق الشجر الذابلة، بات جلياً أمام أعين الناس وأسماعهم، أن الحرية التي سوقت لها هذه القناة ليست إلا حرية التنطع الاخواني والشطط الذي افترشوه في الشوارع والمدن، سعياً وراء السلطة وركضاً خلف أوهام التسلط والقبض على أعناق الشعوب، والسير بهم نحو غايات الظلم و الظلام والعتمة والأوهام والكبت والإسقام.

وكل ما تنسجه هذه الشبكة الظلامية بدعم من قناة "الجريرة" ليس إلا تكالباً واستقطاباً بغيضاً يهدف إلى زعزعة الكيان العربي وتحويله إلى فرق وفرق وطرائق قدد، وعندما تنهق هذه القناة وتتهم الأوفياء من أبناء هذه الأمة، إنما تريد فقط أن تمارس نفس الدور الذي أنشئت من أجله، وتطوف في أرجاء الوطن العربي كطائرة بدون طيار، عمياء لا ترى غير الوهم، وبالتالي فإن النتيجة هي صفر على الشمال.
فكيف يصدق المشاهد ما تنقنق به هذه القناة وهي تعمي العين والقلب عن أوضاع تحصل على مقربة من مبنى القناة في الدوحة، وتمر عليها برداً وسلاماً، وكأن الحرام في قطر حلال، والحلال في بلد آخر حرام.

نعم الصورة مقلوبة والحقائق مكلومة، والواقع مثقوب بإبر مسننة، من صنع سياسة قطرية استطاعت في غفلة من الزمن أن تتوغل وتتغلغل وتفرض وجوداً وهمياً، يخالف بالقطع كل الأعراف والتقاليد التي تضع حداً وراء تحرير أي دولة يعتمد على إمكانياتها الجغرافية والبشرية والاقتصادية والعسكرية.

نستغرب جداً أن لا يعي من يسير قناة الجزيرة، أن الثوابت الطبيعية متى انقلبت تنقلب معها رؤوس ونفوس، وبعدها لا يفيد الندم...
فلن تستطيع قناة الجزيرة إلى الأبد أن تعبث في المياه العكرة، فلابد وأن ترتفع الموجة وينقلب قارب من لا يضعون أي اعتبار للقيم الإنسانية والنظم الدولية والتقاليد التي تبنى عليها العلاقات بين الدول.

نستغرب جداً من هذه الهرولة باتجاه الفوضى واعتماد الشعوذة حلاً لمعضلات وعقد تعشعش في عقول من يريدون أن يتسلقوا جبال المجد بأطراف هزيلة وأجنحة لا ترفع الجسد إلى أبعد من مساحة قطر.

وبكل الحب الذي نكنه لشعب قطر والمغلوب على أمره، نتمنى أن يكف المغامرون عن القفز على الحبال العالية وأن يعرفوا أن الله حق وأن التعاطي مع الإخوان ليس أقل ضرراً من تعاطي السموم.