الثلاثاء 29 يوليو 2014 / 12:22

صحيفة: إسرائيل انهزمت وأيام حصار غزة باتت معدودة

24- إعداد: ميسون جحا

وجهت صحيفة كاونتر بانش الأميركية، من خلال تقرير نشرته أمس الإثنين، انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية بسبب هجومها الأخير على قطاع غزة، وعدم تحقيقها أي مكسب عسكري، سوى في قتل مئات من سكان غزة العالقين في تلك المساحة الضيقة من الأراضي الفلسطينية.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل، بلا شك، قوة عسكرية، وهي في الواقع أكثر الدول تزوداً بوسائل دفاعية في العالم أجمع، ولكن كل ذلك جاء نتيجة دعم عسكري هائل، وبروباغاندا إعلامية من أقوى دولة في العالم، الولايات المتحدة.

وتلقت إسرائيل، منذ عام ١٩٦٧، مساعدات أمريكية فاقت قيمتها ٨١,٣ مليار دولار، لذلك يمكن القول أن انتصار إسرائيل في أية معركة، يتحقق بفضل داعميها الدوليين، بمن فيهم كندا والمملكة المتحدة، وليس نتيجة فطنة ساستها أو عسكريها.

هزيمة إسرائيل
وأوضحت كاونتر بانش أنه مهما ستكون نتيجة الحرب على غزة، فإن إسرائيل هُزِمت فعلياً، إذ بالرغم من احتلالها وحصارها لغزة، بقيت إسرائيل عاجزة عن عزل أو تهميش المقاومة الفلسطينية.

ومن الثابت أن عملية "الجرف الصامد" لن تحقق هذا الهدف الإسرائيلي، بل على العكس منه، إذ لم تترك القدرة القتالية المعقدة التي اكتسبها مقاتلو حماس، مجالاً للشك في بروز المنظمة كأقوى فصيل داخل المجتمع الفلسطيني، يقاوم محاولات إسرائيل للإجهاز على ما تبقى من فلسطين.

وأظهرت تصريحات ومواقف عبّرَ عنها أطباء وأكاديميون وقضاة ورجال أعمال وصحفيون ونساء ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، وقوف الجميع إلى جانب حماس الرافضة لقبول وقف لإطلاق النار ما لم يرفع الحصار عن قطاع غزة، وإنهاء هذا الوضع اللا قانوني، ووصل الأمر إلى درجة أنه حتى خصوم حماس باتوا ينظرون إلى جيشها بوصفه الجيش الفلسطيني الحقيقي.

وعي شعبي
وأكدت الصحيفة أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة حركت تعاطف شعوب غربية خرجت في مظاهرات تدعو لوقف الآلة العسكرية القاتلة بحق أهل غزة، وما عادت إسرائيل قادرة، بالتالي، على الاستمرار في احتلال أراض فلسطينية، فضلاً عن ادعائها بمحاربة "وحشية فلسطينيين وبربرية الإسلام".

وفي الواقع، تدهورت مكانة إسرائيل إلى درجة أن الولايات المتحدة وأوروبا اضطرا الأسبوع الماضي، لإيقاف حركة الطيران إلى تل أبيب، مرسلين من خلال ذلك القرار رسالة واضحة مفادها أنه يتوجب على إسرائيل ضبط الأمور قبل أن تنفلت.

دعوة لتحقيق دولي
وأشارت الصحيفة إلى تصويت مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، على إجراء تحقيق حول احتمال ارتكاب إسرائيل جرائم إنسانية في غزة، وردت إسرائيل على تلك الخطوة عبر قصفها لمدرسة تابعة للأمم المتحدة استخدمت كملجأ في بيت حانون، ما أدى لمقتل ١٥ فلسطينياً آخر، وجرح مائتي شخص.

ولم يكن ذلك الهجوم لينفع إسرائيل في استعادة مكانتها العالمية، أو لطمأنه داعميها الدوليين، بل أدى الهجوم على المدرسة للتأكيد على خروج الاستراتيجية الإسرائيلية عن السيطرة، والتي غدت محوراً للهيمنة الاستعمارية.

وضع جديد
وذكرت كاونتر بانش أن الشرق الأوسط يختلف اليوم عما كان عليه عام ١٩٦٧، أو حتى عام ٢٠٠٨، إذ أدت هزائم الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، لتغيير المناخ بالنسبة للاحتلالات والغزوات والتدخلات في المنطقة، مضيفة أن إسرائيل لم تتعلم شيئاً من تلك الهزائم، إلا أن الفلسطينيين استفادوا بالتأكيد وأدركوا أشياء جديدة، وعلى رأسها أن أيام الحصار باتت معدودة.