الأربعاء 30 يوليو 2014 / 11:15

"أنصار الشريعة" تتوعد تونس بمزيد من الهجمات الإرهابية

تتالت الهجمات الإرهابية على وحدات الجيش في تونس، وتبنت كتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم "أنصار الشريعة" المحظور الهجوم الأخير على مجموعة من الجنود في جبال ورغة بمحافظة الكاف، ولم تتمكن السلطات كعادتها من الإمساك بالمتشددين المتحصنين بالجبال، ولا من الحدّ من أعمال العنف الممنهجة، التي تستهدف أساساً الأمنيين، وفقاً لصحيفة "العرب" اللندنية.

يعاب على الحكومات المتعاقبة على تونس خصوصاً حكومة حركة النهضة الإخوانية تساهلها مع المتشددين وعدم القيام بإجراءات حازمة لمكافحة الإرهاب واجتثاثه ممّا أدّى إلى تغلغل كتائب الجهاديين في الجبال وإعلانهم حرباً مفتوحة على وحدات الجيش والشرطة

ومع حلول عيد الفطر، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بياناً نُسب إلى أنصار الشريعة، هدّد فيه الجنود بمزيد من القتل والعنف، ولكنه دعاهم إلى "الصلح والتوبة، وذلك بالاحتكام إلى شرع الله"، وبمعنى آخر دعاهم إلى الاستسلام.

ونشر التنظيم، الذي يقود أتباعه المتمركزون في الجبال والمرتفعات، ضمن كتيبة "عقبة ابن نافع"، العمليات الإرهابية ضد قوات الأمن والجيش، بياناً على الصفحة الإخـبارية للتــنظيم بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بــمناسبة عيد الــفطر.

وتضمن البيان وهو الثاني خلال أسبوع تحذيراً جديداً لقوات الأمن والجيش، في أعقاب حملة الاعتقالات والإيقافات التي شملت العشرات من المحسوبين على التيار السلفي المتشدد، ومن يشتبه في ضلوعهم في العمليات الإرهابية الأخيرة.

منطق القوة
وجاء في البيان: "إنكم تبرهنون عن غبائكم الفادح في عدم استغلال الفسحة التي أتيحت لكم في وقت سابق، بل و قرأتم حلمنا عنكم جبناً، وتغاضي شبابنا عن بعض من قدروا عليهم مذلة وخنوعاً".

وأضاف: "ما الأحداث التي شهدتها أرض القيروان منذ مايو(أيار) الماضي، على أيدي الإخوة المجاهدين المتمركزين بالجبال، إلا خير برهان على أنكم لا تفهمون إلا منطق القوة، ولا تسمعون إلا صوت الرصاص".

وعرض التنظيم المحظور إبرام الصلح مع الأمن والجيش، لكنه لم يوضح كيف ومتى وما طبيعة بنود الصلح، حيث جاء في البيان ما يلي: "فاختاروا إن كنتم تريدون السلام والصلح، فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، وإن اخترتم الحرب فأنتم وما أردتم، والثأر لشهدائنا وأسرانا باق ما بقينا، وقد جرّبتم وعرفتم، والحرب أيام ودول".

ولم تعلق الحكومة التونسية بعد على البيان.

وئام مدني
وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي كان عرض في مايو(أيار) الماضي العفو لمن يعلن التوبة ويلقي السلاح من "المغرر بهم ومن لم تلطخ أيديهم بالدماء"، بينما أيدت قيادات في حركة النهضة السير على منوال مبادرة "الوئام المدني" في الجزائر، وإطلاق حوار مع المتشددين المتحصنين في الجبال لإنهاء موجة العنف.

وتوعدت كتيبة "عقبة ابن نافع"، التابعة لأنصار الشريعة، المتمركزة بجبل الشعانبي في بيان لها، نهاية الأسبوع الماضي، بتوجيه ضربات جديدة إلى الأمن والجيش، وبتوسيع نطاق عملياتها لتشمل المدنيين المعارضين لتطبيق الشريعة.

فشل حكومة الإخوان
وخلال نحو أسبوعين، فقد الجيش التونسي 17 جندياً، فيما جرح 25 في هجومين منفصلين بجبل الشعانبي بولاية القصرين، وفي جبال ورغة بجهة الكاف، على مقربة من الحدود الجزائرية غرباً.

وتعد هذه أعلى حصيلة يشهدها الجيش التونسي منذ عقود طويلة، وتحديداً منذ المواجهة المسلحة مع بقايا قوات الاستعمار الفرنسي في مدينة بنزرت أقصى شمال تونس، عام 1961.

الجدير بالذكر أن الحكومة التونسية فشلت إلى حدّ الآن في القضاء على الإرهاب، وتفكيك التنظيمات الجهادية الضالعة في أعمال العنف الممنهج، ويعاب على الحكومات المتعاقبة، خصوصاً حكومة حركة النهضة الإخوانية، تساهلها مع المتشددين، وعدم القيام بإجراءات حازمة لمكافحة الإرهاب واجتثاثه، ممّا أدّى إلى تغلغل كتائب الجهاديين في الجبال وإعلانهم حرباً مفتوحة على وحدات الجيش والشرطة.