الأربعاء 30 يوليو 2014 / 11:41

ليبيا: سقوط أهم قاعدة عسكرية في بنغازي في أيدي مقاتلين إسلاميين

سقط المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة، أهم قاعدة عسكرية في بنغازي، في أيدي مقاتلين إسلاميين، مساء أمس الثلاثاء، بعد معارك دامت نحو أسبوع، وخلفت حوالى 60 قتيلاً، كما أفادت مصادر عسكرية وإسلامية.

استولى مجلس شورى ثوار بنغازي على المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة بعد معارك دامت نحو أسبوع وتم الاستيلاء خلالها على عدة معسكرات هامة للجيش

وأكد مصدر عسكري أن "القوات الخاصة والصاعقة برئاسة العقيد ونيس بوخمادة انسحبت إثر هجمات متتالية من الثوار، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بعد نفاد ذخيرة الجنود، الذين قتل عدد منهم خلال المعارك التي ازدادت ضراوة منذ فجر الإثنين، وهو أول أيام عيد الفطر المبارك".

معسكرات
وأكد مصدر في مجلس شورى ثوار بنغازي أن "المجلس استولى على المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة بعد معارك دامت نحو أسبوع، وتم الاستيلاء خلالها على عدة معسكرات هامة للجيش".

وقال المصدر إن "مقاتلينا يتواجدون الآن داخل المعسكر، وسينتقلون للسيطرة على المعسكرات الأخرى التي تدعم ما يعرف بعملية الكرامة"، التي يقودها اللواء المنشق خليفة حفتر.

ووفقاً لمصادر طبية متعددة، فإن "نحو 60 شخصاً قتلوا، فيما جرح أكثر من 100 شخص آخرين، معظمهم من الجيش".

وهذه أكبر خسارة للجيش، الذي يتواجه مع الثوار السابقين من نحو عامين، إذ يعتبر المعسكر الذي سقط أمس الثلاثاء أكبر وأهم معقل للجيش النظامي في مناطق شرق ليبيا بأكملها، ويضم نخبة المتدربين على مختلف أنواع الأسلحة.

وأعلن الثوار السابقون، الذين شاركوا في إسقاط نظام معمر القذافي في العام 2011، واحتفظوا بسلاحهم منذ ذلك الحين في شكل كتائب مسلحة، في 20 يونيو(حزيران) الماضي، عن تأسيس جسم يضمهم تحت اسم "مجلس شورى ثوار بنغازي".

سيطرة
وكان "مجلس شورى ثوار بنغازي" أعلن، الخميس الماضي، اقتحامه لعدد من معسكرات الجيش الليبي وسيطرته عليها، وهي مقر اللواء 319 مشاة، ومقر الكتيبة 36 الصاعقة، ومعسكر الدفاع الجوي، إضافة إلى إعلانه السيطرة على مقر الكتيبة 21 التابعة للصاعقة، وجميعها في محيط منطقة بوعطني حيث كانت تدور الاشتباكات.

وفي بيان للحكومة الليبية المؤقتة بشأن أحداث الثلاثاء، قالت الحكومة إنها "تطلب من الجيش النظامي ومجلس شورى ثوار بنغازي إيقاف الاقتتال الدائر، حقناً لدماء المواطنين ولضمان سلامتهم".

ووفقاً للبيان، فإن الحكومة اعترفت بالمجلس كجسم قائم على الأرض، بعد أن ذكرته بالاسم في بيانها.

وأشارت الحكومة إلى أنها تجهز لـ "اجتماع يضم مختلف أطراف النزاع، لبدء حوار شامل ينهي هذه الصراعات الدامية التي تعاني منها المدينة".

ومن الصعوبة بمكان أن يحدد أي مسؤول الوحدات العسكرية النظامية، خصوصاً بعد إعلان اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر في منتصف شهر مايو(أيار) الماضي تكوين وحدات عسكرية لمكافحة ما وصفه بـ "الإرهاب"، تحت اسم عملية "الكرامة".

دعم الجيش
وانضمت للقوة العسكرية التابعة للواء حفتر، أو أعلنت دعمها لعمليته عدة وحدات هامة من الجيش، أبرزها سلاح الجو الليبي ونخبة الجيش في القوات الخاصة والصاعقة ومشاة البحرية وقوات الدفاع الجوي، وعدد من وحدات القوات البرية.

وسقطت مساء الثلاثاء "مقاتلة تابعة للجيش من نوع (ميغ 21) في مدينة بنغازي، دون أن يصاب طاقمها ولا أحد من المواطنين بأذى"، وفقاً لمصدر عسكري.

وقال المصدر إن "الطائرة سقطت نتيجة خلل فني"، وكانت تنفذ غارات جوية لصالح قوات حفتر في محيط معسكر الصاعقة، حيث كانت تدور الاشتباكات، لكن قوات الثوار تبنت عملية إسقاط الطائرة بالمضادات الأرضية.

وعبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، نشر مجلس شورى ثوار بنغازي صوراً لقادته من "أنصار الشريعة" وقوات "درع ليبيا" داخل معسكر القوات الخاصة والصاعقة، وأمام بوابته الرئيسية، بما يؤكد السيطرة عليه.

ومنذ مساء الثلاثاء، توقف دوي الأسلحة الثقيلة في مدينة بنغازي، فيما قالت مصادر عسكرية إن "القوت الخاصة والصاعقة غادرت باتجاه جنوب شرق بنغازي، للانضمام إلى قوات حفتر والعودة لتحرير المعسكر"، لكن بياناً للإسلاميين قال إنهم "على جاهزية تامة في حال أي هجوم مباغت".