الأربعاء 30 يوليو 2014 / 15:06

نيويورك تايمز: كيف تمول أوروبا "القاعدة"؟

24 - إعداد ـ ميسون خالد

أصبح اختطاف الأوروبيين طلباً للفدية ظاهرة عالمية خاصة بتنظيم القاعدة، لتمويل عملياتها عبر مناطق مختلفة من العالم، وبينما تنفي الحكومات الأوروبية دفعها أية فدية للقاعدة، فإن التحقيق الذي أجرته صحيفة "نيو يورك تايمز" يشير إلى عكس ذلك، موضحاً أن تنظيم القاعدة، والجماعات المتعلقة به، حصل على ما يزيد عن 125 مليون دولاراً على هيئة فدية مقابل إطلاق سراح الأوروبيين المختطفين، منذ 2008، وتحصل التنظيم على 66 مليون دولاراً في العام الماضي وحده.

حصل تنظيم القاعدة على ما يزيد عن 125 مليون دولاراً على هيئة فدية مقابل إطلاق سراح الأوروبيين المختطفين منذ 2008

وفي تقارير أصدرتها وزارة الخزانة الأمريكية، اتضح أن أموال الفدية التي جناها تنظيم القاعدة وصلت إلى 165 مليون دولاراً، في الفترة نفسها، حيث دفعت معظمها حكومات أوروبية، عبر وسطاء لها، بحيث تغطي الحكومة على الأمر أحياناً متظاهرة بأن ما تدفعه هو مساعدة مادية لتطوير البلاد، تبعاً لمقابلات قامت بها صحيفة "نيويورك تايمز" مع محتجزين سابقين عند تنظيم القاعدة، ومفاوضين، ودبلوماسيين ومسؤولين حكوميين، من 10 دول أوروبية وأفريقية وشرق أوسطية مختلفة.

كما فضحت تقارير داخلية للقاعدة تفاصيل عمليات الاختطاف هذه.

الدفع أو القتل
ورغم أن القاعدة كانت تحصل في البداية على تمويلها من المتبرعين الأثرياء، إلا أن الأدلة تفيد اليوم بأن القاعدة تتمكن من تمويل تدريباتها وشراء أسلحتها بسبب المال الأوروبي الذي تدفعه الحكومات في صورة فدية.

ورغم إنكار وزراء خارجية كل من النمسا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا، في رسائل إلكترونية ومحادثات هاتفية سابقة، دفعهم أي فدية للإرهابيين، إلا أن بعض الدبلوماسيين الكبار أفادوا بأن حكومات هذه الدول دفعت فدية لإرهابيي القاعدة أكثر من مرة، حيث تساءل مسؤول: "نحن أمام خياران عادة، إما الدفع، وإما قتل مواطنينا، فهل نترك مواطنينا يموتون، علناً وبطريقة بشعة؟".

الحلقة المفرغة

إلا أن هذا الأمر أدخل الحكومات الأوروبية في "حلقة مفرغة"، حيث يستمر تنظيم القاعدة وسواه بطلب الفدية مراراً وتكراراً.

واعتبر وكيل وزارة المالية الأمريكي، ديفيد كوهين، في خطاب له عام 2012، أن "الاختطاف طلباً للفدية أصبح أكبر وسيلة لتمويل الإرهابيين اليوم"، لافتاً إلى أن "كل معاملة تشجع معاملة أخرى".

ويلفت تقرير نيويورك تايمز إلى أن وحدهما الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ترفضان دفع الفدية للإرهابيين، رغم المفاوضات التي خاضتها الحكومة الأمريكية أخيراً مع طالبان للإفراج عن أسيرها باو بيرغاديل.

لا عودة
إلا أن هذه السياسة الأمريكية – البريطانية أدت إلى أن قلة من الأسرى من هاتين الدولتين تمكنوا من الرجوع إلى بلدانهم في النهاية.

ويشير التحليل الذي أعدته الصحيفة إلى أن 15 % فقط من الأسىر المختطفين من قبل القاعدة يتعرضون للقتل.

وتنوه الصحيفة إلى حادثة اختطاف في مالي عام 2009، لمجموعة من السياح كانوا عائدين من النيجر، وكان بينهم ألمانية وزوجان سويسريان وبريطاني يدعي إدوين داير (61 عاماً)، وكالعادة، رفضت بريطانيا دفع الفدية فيما قبلت الدول الأخرى، ما أسفر عن رسالة بثها تنظيم القاعدة في 31 مايو(ايار) 2009، أعلن فيها عن قتله المواطن البريطاني، فيما عاد مواطنو الدول الأخرى سالمين إلى بلادهم.