الخميس 31 يوليو 2014 / 11:10

الإماراتي محمد الأستاد.. صاحب "فن قبور الشواطئ"

24 - إيناس الغزالي

محمد الأستاد.. هو فنان تشكيلي إماراتي، أبدع في رسمه وفنه، ولد حاملاً الريشة والألوان كما يقول، لتأتي لوحاته من عمق البحر، فهو ابن النوخذة، تفتّحت عيناه على الزرقة الأخاذة، فعبّر بالخطوط عن ارتباطه بها منذ سنواته الأولى، واستطاع بشهادة الكثيرين بناء عالمه الفني الخاص بعد انخراطه في الحياة المهنية.. وأصبح أستاذ فن "قبور الشواطئ"، الذي ابتكره بنفسه، فوصل إلى العالمية.

ونشأ الأستاد في عائلة بسيطة، في خور فكان، أحب الرسم منذ صغره، فكانت أول لوحة رسم له وهو في الخامسة من عمره عبارة عن سفينة، وكسب ثقة والده منذ الصغر، الذي كان المعجب الأول برسوماته، فأخذ لوحته وعلقها على الحائط، وكان ذلك بالنسبة له أكبر دافع للاستمرار.

ويقول الأستاد لـ 24: "لقد رسمت البحر بكل أطواره ومفرداته وطيوره، ومن ثم عرّجت على الصحراء فرسمتها بكل جمالياتها ومفرداتها، من جمال ونخيل وكثبان ذهبية، لأحمل بعدها هم المواهب الوطنية في مجال التصميم والفنون".

الاعتكاف.. الحلم
واصل الأستاد مسيرته وواجه كثيراً من الصعوبات خلال دراسته، من أجل تحقيق حلمه، حيث كان يريد الالتحاق بدراسة "فن التصميم والفنون الجميلة"، في الولايات المتحدة، ولكن صعوبة الثانوية العامة حالت عائقاً أمامه، وبعدها التحق بجامعة الإمارات لكنه توقف فجأة، بعد أن قرر الاعتكاف في مرسم الفنون التشكيلية، ساعياً لأن يكون فناناً تشكيلياً إماراتياً.

قام الأستاد برسم صورة للشيخ نهيان بن مبارك، وأخرى للأميرة الراحلة ديانا، فطلب منه أن يقابل الأميرة بنفسه كفنان إماراتي ويقدم لها لوحتها.

وكان للأستاد داعم كبير، ساعده اخيراً على تحقيق حلمه، ومتابعة الدراسة في الولايات المتحدة، فيقول: "وصلت سمعتي كفنان تشكيلي إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وما كان منه إلا أن أرسلني لدراسة فن التصميم، وحصلت على بكالوريوس تصميم الغرافيك للحاسب الآلي من الجامعة الأمريكية في واشنطن، وبعدها عملت مشرفاً تقنياً في مجلة القوات المسلحة، وعضو جمعية الإمارات للفنون التشكيلية".

لوحة من قبر
الابتكار اللافت الذي قدمه الأستاد وجعله حديث الساحة الفنية الخليجية كان "فن قبور الشواطئ"، فيقول: "ذهبت إلى شواطئ مدينتي خورفكان لأحفر تلك الحفر الشبيهة بالقبور وأفرش قماش الكانفاس فيها، وأضع عليها أشكالاً مختلفة من قطع الحديد، بالإضافة إلى الأشكال التي رسمتها على لوح الحديد من صور في تكوين مدروس، ثم دفنتها تاركاً إياها للطبيعة وجبروتها في تحليل الحديد لينتشر صداه على خامة الكانفس، آخذاً بعين الاعتبار الأشكال التي أريد، ولكن على هوى الطبيعة وعشوائية انتشار اللون وتكون الأشكال"، مشيراً إلى أن فترة الدفن تصل إلى ثلاثة أسابيع، وبعدها يقوم بنبش "القبر" لاستخراج اللوحات التي تحتوي الرسم والطباعة والحفر.

ويضيف الأستاد:"قبور الشواطئ فن جاء تلبيةً لنداء داخلي بضرورة ترك بصمة عربية في عالم التجريد والفن الحديث، والتميز في التفكير والأسلوب والطرح المبتكر، فهو فن يجمع بين قوى الطبيعة وفكر الإنسان المتمثل في شخصي".

الحلم الثاني
وعندما عاد إلى الوطن حاملاً شهادة البكالوريوس في فن التصميم كأول مواطن إماراتي يتخصص فيه، حقق حلمه الثاني بافتتاح "مركز محمد الأستاد للإبداع الفني"، الذي أصبح اسمه "معهد الظفرة الفني" في العاصمة أبوظبي، لتدريس الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي والتصميم الطباعي والخط العربي، "كنت الوحيد في الدولة، الذي اعتمدت شهاداتي من وزارة التربية والتعليم".

ولم ينه الأستاد عن هذا الحد، فانضم إلى مؤسسة الإمارات للإعلام، حيث أسس قسم ''الجرافيك ديزاين''.

الخيول
وأضاف الفنان التشكيلي: "سخرت قلمي وموهبتي في الكتابة للارتقاء بالفن الحقيقي والتصدي لكل محبط للمواهب، أو مدع للفن، من المغرضين والمتسلقين على أكتاف الغير، أعد وأكتب صفحات تشكيلية أتناول فيها فناناً أو فنانة من أبناء الوطن في مجالات الفن التشكيلي والخط العربي".

وعرف الأستاد بسيطرة الخيول على العديد من مواضيع أعماله الفنية"قصة الخيول هي قصة جمال وكبرياء وحرية، أحببتها لأنها عربية، فيها توصف الجميلات والقوة والوفاء، لست وحدي أسيرها، بل كل من عرف الخيل العربية".

وشارك الأستاد في معارض فنية عديدة، ومنها المعارض التي أقامتها جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في المغرب والهند والمملكة المتحدة، وواشنطن والقاهرة وغيرها، وفاز بالمركز الأول بمعرض الفن التشكيلي بالبلدية عام 1988، وفي معرض الشباب بدول مجلس التعاون، ومعرض جامعة العين 1988، ومن بعدها أقام معارضه الشخصية في الشارقة ودبي وأبوظبي وواشنطن.