في الطابور أمام أحد المخابز
في الطابور أمام أحد المخابز
الأربعاء 30 يوليو 2014 / 18:34

بالصور: 24 يرصد معاناة أهل غزة في الحصول على الخبز

مع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ 23 يوماً، توالت الأزمات الإنسانية في القطاع الذي فقد الآلاف من أبنائه بين شهيد وجريح، فبعد أزمات المياه والكهرباء والغاز والاتصالات، طفت إلى السطح أزمة النقص في الخبز، وسط مخاوف من كارثة إنسانية تلوح في الأفق.

وتشهد المخابز التي لم تتوقف بعد عن العمل، تكدّس المئات من المواطنين الفلسطينيين منذ ساعات الصباح، من أجل الحصول على بعض أرغفة الخبز، بعدما أصبح العثور عليه أمراً صعباً في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع.

وأغلقت العشرات من المخابز العاملة في غزة أبوابها تباعاً منذ بدء العدوان، بسبب عدم توفّر بعض المواد الأساسية، ويبقى العامل الأسوأ هو مع انقطاع التيار الكهربائي في معظم ساعات اليوم، لا سيما بعد قصف الجيش الإسرائيلي لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة.

وأمام مخبز "العائلات" وسط مدينة غزة، يقف العشرات من الفلسطينيين بانتظار أن يحين دورهم للحصول على الخبز، فيما تحرص إدارة المخبز على تقنين البيع، بحيث لا يحصل شخص واحد على كمية كبيرة، لضمان أن يكفي ما لديه من الخبز لأكبر عدد ممكن من الراغبين بالشراء.

ويقول محمد أبو سيدو لـ24، إنه وقف لأكثر من ساعة بغية الحصول على ربطة واحدة من الخبز، مشيراً إلى أن أطفاله ناموا الليلة الماضية من دون أن يتناول بعضهم طعام العشاء، بسبب وجود كمية قليلة من الخبز، وعدم إمكانية الذهاب للشراء خلال ساعات الليل.

وأضاف وهو ينتظر دوره أمام المخبز: "اعتدت على شراء الخبز من مكان قريب من منزلي، لكن المخبز أغلق أبوابه منذ يومين بسبب أزمة الكهرباء، واضطررت للمخاطرة من أجل الوصول إلى هنا على دراجة نارية، ولا أدري إن كنت سأعود لأولادي بالخبز، أم جثة هامدة، نظراً لاستمرار القصف العنيف على كل مكان في غزة".

أما لطفي عروق، فقال إن الكثير من العائلات التي تقطن في المناطق الحدودية لا يتوفر عندها الخبز منذ أيام، مؤكداً لـ24 أن أقارب له يقطنون في المناطق الشرقية اتصلوا به أكثر من مرة وقالوا إنهم يعيشون منذ أيام من دون الحصول سوى على كميات محدودة من الطعام والماء.

وأبدى عروق خشيته من تعرض المخابز للقصف من قبل الطائرات الإسرائيلية، كون الجيش الإسرائيلي يتعمد منذ بداية العدوان قصف التجمعات، كما حصل في العديد من المدارس، وأمام بعض المساجد.

من جانبه، حذّر المحلل السياسي رامي عز الدين من كارثة إنسانية في قطاع غزة، إذا ما استمرت الأحوال على ما هي عليه الآن، وقال في اتصال هاتفي مع 24 إن استمرار العدوان يعني تعرض جميع سكان القطاع لمجاعة حقيقية.

ولفت عبدو إلى أن أزمة الخبز في غزة تضاف إلى أزمات غذائية عديدة تتفاقم منذ بدء العدوان، وأضاف "انقطاع الكهرباء معظم ساعات اليوم يعني ببساطة توقف جميع المخابز العاملة في غزة، ومن المعلوم أن تلك التي تعمل لحد الآن تعتمد على ما لديها من كميات محدودة من الوقود الذي سينفذ حتماً في غضون يومين أو ثلاثة على الأكثر".

وتابع "إضافة لمشكلة عدم توفر الخبز، يعاني جميع سكان القطاع من شح توفر المياه الصالحة للشرب، فيما يعجز المزارعون منذ بداية الحرب عن الوصول إلى مزارعهم لحصد الخضروات، وهو ما أدى لغياب معظمها عن الأسواق المحلية".