الأربعاء 30 يوليو 2014 / 21:38

هدنة مؤقتة في طرابلس والعثور على 75 جثة في بنغازي

وافقت ميليشيات متناحرة تتقاتل من أجل السيطرة على مطار طرابلس على وقف مؤقت لإطلاق النار اليوم الأربعاء للسماح لرجال الإطفاء بمحاولة السيطرة على حريق ضخم في مستودع للوقود أصيب بصاروخ.

المتحدث باسم الحكومة: الكثير من الوسطاء نجحوا في اقناع الميليشيات بالتوقف عن القتال على الأقل بصفة مؤقتة، وأنهم يحاولون حثهم على التفاوض.

في الوقت نفسه عثر في مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية على 75 جثة على الأقل معظمها لجنود بعد يومين من قتال اجتاح خلاله مقاتلون إسلاميون وميليشيات متحالفة معهم قاعدة عسكرية.

وكان القتال الذي اندلع على مدى الأسبوعين الأخيرين هو الأسوأ منذ الانتفاضة الشعبية عام 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي، مما دفع حكومات غربية إلى أن تحذو حذو الولايات المتحدة والأمم المتحدة وتسحب دبلوماسييها من ليبيا.

وتبادلت كتيبتان لمقاتلين سابقين بالمعارضة تتمركزان في الأساس في بلدتي الزنتان ومصراتة قصف مواقعهما في طرابلس بصواريخ غراد ونيران مدفعية وقذائف على مدى أسبوعين ليحولا جنوب العاصمة إلى ساحة قتال.

وكان اليوم الأربعاء هو الأهدأ في العاصمة طرابلس منذ أسبوعين باستثناء قصف متقطع بعيداً عن منطقة وقف إطلاق النار حول الحريق القريب من المطار الدولي بالعاصمة.

وقال أحمد لامين المتحدث باسم الحكومة إن الكثير من الوسطاء نجحوا في اقناع الميليشيات بالتوقف عن القتال على الأقل بصفة مؤقتة، وأنهم يحاولون حثهم على التفاوض. وأضاف أنه يأمل في موافقتهم على ذلك.

لكن فرنسا أغلقت سفارتها اليوم الأربعاء وأجلت 30 من مواطنيها من طرابلس بعد بضعة أيام فقط من إجلاء السفارة الأمريكية لموظفيها ونقلهم برا عبر الحدود إلى تونس تحت حراسة عسكرية مشددة.

ولم يتضح ما إذا كان الحريق في مستودع المطار الذي يمد العاصمة بملايين اللترات من البنزين والغاز قد أصبح تحت السيطرة رغم تراجع حجم الدخان المنبعث من الحريق.

وقال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة والتي تمتلك شركة البريقة لتسويق النفط التي تدير الخزانات أنه ليس لديه أي جديد بشأن الموقف.

عجز حكومي
وبعد ثلاثة أعوام من الإطاحة بالقذافي لا تزال الحكومة الليبية غير قادرة على فرض سلطتها على كتائب المقاتلين السابقين الذين ظلوا على درجة عالية من التسليح، وغالباً ما يتحدون الدولة للضغط من أجل مطالب سياسية.

وكانت مدينة بنغازي بشرق البلاد أكثر هدوءاً اليوم الأربعاء غداة اجتياح مقاتلين إسلاميين وميليشيا متحالفة معهم قاعدة للقوات الخاصة في المدينة في ضربة كبيرة لحملة عسكرية ضد المتشددين الإسلاميين هناك.

وقال محمد المصراتي من الهلال الأحمر الليبي إن موظفي الهلال عثروا على أكثر من 50 جثة داخل القاعدة ويحاولون إخراجها.

وقال مراسل إن ما لا يقل عن 35 جثة نقلت إلى مستشفى بنغازي الرئيسي. وقالت مصادر في مستشفيات المدينة إنهم استقبلوا 25 جثة على الأقل من القتال الدائر في أماكن أخرى.

واستولت قوات "مجلس شورى بنغازي" المؤلف من مقاتلين سابقين ومتشددين من جماعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم القاعدة على قاعدة القوات الخاصة أمس الثلاثاء بعد قتال استخدمت فيه الصواريخ والطائرات الحربية وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً.

وقال متحدث باسم خليفة حفتر، وهو لواء سابق بالجيش، إن القوات الخاصة والقوات غير النظامية الموالية لحفتر، الذي شن حملة لتطهير بنغازي من المتشددين الإسلاميين، انسحبوا إلى قاعدة جوية خارج بنغازي.

وتتهم السلطات مقاتلين من "أنصار الشريعة" التي تصنفها واشنطن على أنها جماعة إرهابية، بالمسؤولية عن هجوم استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012 وقتل فيه سفير الولايات المتحدة.