الخميس 31 يوليو 2014 / 21:29

غزة: ظلام دامس وانقطاع عن العالم

مع اشتداد وطأة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تصبح الحياة أكثر صعوبة لسكان القطاع، حيث انقطع العديد من الاحتياجات الأساسية بشكل كامل، لا سيما الكهرباء والماء، بعدما قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي المحطة الوحيدة لتوليد الكهرباء.

أدى انقطاع الكهرباء إلى توقف محطات ضخ المياه وسط مخاوف من موت عائلات بأكملها عطشاً

توقفت معظم محطات ضخ مياه الصرف الصحي، وطافت المياه الآسنة في العديد من الأحياء مما ينذر بكارثة بيئية.

ويعاني سكان القطاع بشكل كبير من انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال لانقطاع المياه أيضاً. وباستثناء بعض المناطق التي تعتمد على مصادر بديلة، فإن معظم أحياء غزة تعيش في ظلام دامس، ولا تتوفر الكهرباء لديها مطلقاً.

وفي الأيام الأولى للعدوان كانت بعض الأحياء تحظى بتوفر الكهرباء لساعتين يومياً، بيد أن قصف محطة التوليد وسط القطاع حرمت الأهالي من الكهرباء تماماً، فيما لا زال سكان بعض المناطق جنوب القطاع ينالون نصيبهم من الكهرباء بواقع 3 إلى 4 ساعات فقط في اليوم.

وحتى هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم محظوظين مقارنة مع سكان المناطق الشمالية، أصبحوا مهددين بالانقطاع التام، في ظل استمرار قصف الجيش الإسرائيلي لخطوط الكهرباء الأساسية، وكذلك استهداف الطواقم التي تحاول إصلاح الأعطال خلال النهار.

وبالتوازي مع مشكلة الكهرباء، تتفاقم أزمة انقطاع المياه في غزة، حيث حُرمت أحياء كاملة من المياه منذ أيام، وباتت الكثير من العائلات تعتمد على مياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي، فيما تلجأ عائلات أخرى لجلب المياه من المساجد والمدارس.

وأدى انقطاع الكهرباء إلى توقف محطات ضخ المياه، وسط مخاوف من موت عائلات بأكملها عطشاً، لا سيما في المناطق الحدودية التي لا يستطيع قاطنيها المغادرة، ولا يمكن الوصول إليهم لتزويدهم بالطعام والمياه.

كما تبرز مشكلة أخرى تنذر بكارثة صحية في غزة، إذ توقفت معظم محطات ضخ مياه الصرف الصحي، وطافت المياه الآسنة في العديد من الأحياء، دون وجود أي إمكانية لمعالجة المشكلة في الوقت الراهن.

وفضلاً عن مشكلات الكهرباء والماء والصرف الصحي، ظهرت أزمات أخرى، مثل انقطاع خدمات الاتصالات بشكل كامل عن العديد من المناطق والأحياء، بفعل قصف العديد من أبراج الاتصالات والخطوط الأساسية، وتعذّر إصلاحها في ظل استمرار القصف.

ويشتكي كذلك سكان القطاع من ضعف خدمات الاتصالات الخلوية، ويجد الكثير من الأهالي صعوبات جمة في التواصل مع أقاربهم، فيما انقطعت خدمة الانترنت عن مناطق كاملة منذ أيام.

وتسود الخشية من تفاقم تلك الأزمات في الأيام القادمة، في حال استمر العدوان على غزة، علماً أن الرئيس الفلسطيني أعلن أمس قطاع غزة منطقة منكوبة، بيد أن ذلك لم يغير من واقع الحال شيئاً، نظراً لارتفاع وتيرة القصف الإسرائيلي الذي حوّل حياة الغزيين إلى جحيم لا يطاق.