السبت 2 أغسطس 2014 / 09:19

1640 شهيداً منذ بدء الهجوم على غزة والقسام تنفي امتلاكها معلومات عن الجندي الإسرائيلي

لم تصمد التهدئة الإنسانية التي أعلنت في قطاع غزة صباح الجمعة أكثر من بضع ساعات، فتواصل حمام الدم وناهزت حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ بدء الهجوم 1640 شهيداً، فيما أكدت كتائب القسام عدم امتلاكها أي معلومات عن الجندي الإسرائيلي المفقود.

وقالت "القسام" في بيان فجر السبت "إننا في كتائب القسام لا علم لنا حتى اللحظة بموضوع الجندي المفقود، ولا بمكان وجوده أو ظروف اختفائه".

وأضافت "لقد فقدنا الاتصال بمجموعة المجاهدين التي تواجدت في هذا الكمين، ونرجح بأن جميع أفراد هذه المجموعة قد استشهدوا في القصف الصهيوني بمن فيهم الجندي الذي يتحدث العدو عن اختفائه، على افتراض أن هذه المجموعة من مقاتلينا قد أسرت هذا الجندي أثناء الاشتباك".

وكان الجيش الإسرائيلي تحدث في بيان "عن احتمال خطف إرهابيين جندياً إسرائيلياً" الجمعة خلال تدمير نفق في منطقة رفح جنوب القطاع.
وأفاد لاحقاً ان العسكري هو ضابط صف يدعى هدار غودلن وعمره 23 عاماً. 

ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي "في أسرع وقت ممكن" و"من دون شروط"، داعياً في الوقت نفسه إلى مزيد من الجهود لحماية المدنيين في غزة.

واستشهد 40 فلسطينياً من منتصف ليل الجمعة-السبت في غارات إسرائيلية استهدفت قطاع غزة وخصوصاً رفح في جنوب القطاع، وفق متحدث فلسطيني.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن 35 فلسطينياً استشهدوا في رفح فجر السبت "جراء استمرار الغارات الإسرائيلية"، لافتاً إلى أن 15 من القتلى ينتمون إلى عائلة واحدة تعرض منزلها للتدمير وبينهم خمسة أطفال تراوح أعمارهم بين 3 و12 عاماً. 

كما لفت القدرة إلى استشهاد خمسة فلسطينيين في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مدينة غزة.

وكانت العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح أسفرت الجمعة عن استشهاد 72 فلسطينياً وفق المصدر نفسه.

وبذلك، يرتفع عدد الشهداء في رفح منذ الجمعة إلى 107 قتلى وذلك إثر فقدان جندي إسرائيلي أعلنت الدولة العبرية أنه خطف قرب هذه المنطقة الواقعة جنوب القطاع.

وفي آخر حصيلة لضحايا الهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ الثامن من يوليو (تموز)، تحدث القدرة عن استشهاد 1640 فلسطينياً على الأقل معظمهم من المدنيين.

وكان الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني تبادلا الاتهام بالمسؤولية عن خرق التهدئة الإنسانية.

وسارع مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى اتهام "المنظمات الإرهابية في غزة بارتكاب انتهاك فاضح لوقف إطلاق النار". وأكد الجيش الإسرائيلي انتهاء العمل بالتهدئة مع حماس معلناً عن مقتل اثنين من جنوده ومرجحاً أن يكون أحد ضباطه قد وقع أسيراً بأيدي المقاتلين الفلسطينيين.

من جهته، قال أوباما في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض "لقد نددنا بوضوح بحماس والفصائل الفلسطينية المسؤولة عن قتل جنديين إسرائيليين وخطف ثالث بعد دقائق فقط من إعلان وقف لإطلاق النار" لمدة 72 ساعة.

وأضاف "سيكون من الصعب جداً التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حال لم يكن الإسرائيليون مع المجتمع الدولي قادرين على الوثوق بأن حماس ستلتزم بتعهداتها في إطار وقف لإطلاق النار".

وكان البيت الأبيض سارع في وقت سابق إلى تحميل حماس مسؤولية سقوط التهدئة.

وخلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد نتانياهو أن على حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى أن تتحمل عواقب أفعالها.

حماس
وفي القاهرة، قال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس لوكالة فرانس برس إن "أي عملية تمت، جرى تنفيذها قبل بداية وقف إطلاق النار". وأفاد ابو مرزوق فرانس برس أن أي إعلان عن خطف جنود لا بد أن يتم عن طريق الجناح العسكري لحماس (كتائب عز الدين القسام)، لكنه لم ينف أن مسلحي حماس خطفوا الجندي.

وحملت حماس إسرائيل مسؤولية استئناف الاعمال العسكرية. وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم إن "الاحتلال هو الذي انتهك وقف إطلاق النار". وأضاف أن "المقاومة الفلسطينية تحركت باسم حقها في الدفاع لوقف المجازر التي تطال شعبنا".

وكان الإعلان عن التهدئة صدر ليل الخميس الجمعة في بيان مشترك بين كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

ومن جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى "الافراج فوراً وبلا شروط عن الجندي (الإسرائيلي) الأسير". وجاء في بيان له أن خرق وقف إطلاق النار "يشكك في مصداقية الضمانات التي قدمتها حماس للأمم المتحدة".

وفجر السبت، رد المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري على بان كي مون معتبراً أن "تحميل الأمين العام للأمم المتحدة حماس مسؤولية اختراق التهدئة أمر مرفوض وغير منطقي ومنحاز لصالح الاحتلال لأن الاشتباكات وقعت داخل حدود القطاع نتيجة التوغل الإسرائيلي وكانت المقاومة في حالة الدفاع عن النفس".

الاتحاد الأوروبي
وأضاف أن "الامين العام للأمم المتحدة يركز على قصة جندي اختفى خلال عدوانه على المدنيين بينما تجاهل مجزرة المدنيين (...) يوم الجمعة في رفح".

كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى احترام التهدئة مجدداً، وذلك بعيد إعلان الجيش الإسرائيلي انتهاء العمل بها.

وقال المنسق الخاص للشرق الاوسط روبرت سيري انه اذا ما تأكد خطف الجندي الاسرائيلي "فانه سيشكل انتهاكا خطيرا للوقف الانساني لاطلاق النار ... من قبل المقاتلين الفلسطينيين". واعرب عن "قلقه العميق من العواقب الخطرة الميدانية التي يمكن ان تنجم عن هذا الحادث".

وبرغم هذه التطورات الميدانية اكدت مصر الجمعة ان الدعوة التي وجهتها الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية لاجراء مفاوضات في القاهرة حول تهدئة في قطاع غزة "لا تزال قائمة" داعية الطرفين للالتزام بالهدنة الانسانية.

وكانت الرئاسة الفلسطينية أعلنت الجمعة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "شكل الوفد الذي سيتوجه السبت إلى القاهرة مهما كانت الظروف". وسيضم الوفد 12 ممثلاً عن حركة فتح بزعامة عباس وعن حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وفي الضفة الغربية المحتلة قتل فلسطينيان في مواجهات مع الجنود الإسرائيليين، الأول في مدينة طولكرم (شمال)، والثاني في قرية صفا غرب رام الله، كما أصيب 73 آخرون بينهم 35 بالرصاص الحي، في المواجهات التي شملت كافة أنحاء الضفة إثر مسيرات دعماً لقطاع غزة.