السبت 2 أغسطس 2014 / 12:33

لغز كبير يحيط بالفوهة العملاقة في "حدود العالم"

يثير اكتشاف فوهة واسعة في منطقة نائية في سيبيريا يطلق عليها السكان المحليون اسم "حدود العالم"، اهتماماً كبيراً في روسيا حيث تم إرسال مجموعة من العلماء للتحقيق في الموضوع.

أدى اكتشاف هذه الفوهة الكبيرة إلى انتشار العديد من التكهنات التي تحدثت عن أسباب خارقة قد تكون وراء الموضوع، حتى أن البعض ذهبوا إلى حد تحميل مخلوقات فضائية المسؤولية عن نشوء هذه الفجوة الضخمة

وسلطت الأضواء للمرة الأولى على الفوهة العملاقة في منطقة "يامالو نينيتسكي" النائية الغنية بموارد الطاقة بعد نشر تسجيل مصور على موقع يوتيوب تمت مشاهدته حتى اليوم أكثر من تسعة ملايين مرة بعد ثلاثة أسابيع على تحميله.

وجاء في الوصف المرافق للفيديو الذي نشره شخص يطلق على نفسه اسم بولكا أن "الفوهة لها حجم هائل وبالامكان أن تهبط داخلها عدة مروحيات من نوع "ام اي 8" من دون الخشية من الاصطدام بأي شيء.

وتقع الفوهة في التربة الصقيعية على بعد حوالى 30 كلم من حقل ضخم للغاز شمال مدينة ساليخارد عاصمة الإقليم التي تبعد حوالى 2000 كلم شمال شرق موسكو.

وقد أدى اكتشاف هذه الفوهة الكبيرة إلى انتشار العديد من التكهنات التي تحدثت عن أسباب خارقة قد تكون وراء الموضوع، حتى أن البعض ذهبوا إلى حد تحميل مخلوقات فضائية المسؤولية عن نشوء هذه الفجوة الضخمة، أما النظريات الاولية التي نسبت ظهور هذه الفجوة الضخمة إلى اصطدام نيزك بالأرض فقد نفاها العلماء.

وقال نائب رئيس معهد الأبحاث بشأن النفط والغاز في الأكاديمية الروسية للعلوم فاسيلي بوغويافلينسكي في تصريحات أوردتها وكالة انترفاكس الإخبارية أن الفوهة نشأت على الأرجح جراء ذوبان الطبقة الدنيا من الجليد في التربة الصقيعية ما أدى إلى انبعاث الغاز الذي تسبب بضغط مرتفع وأكمل طريقه صعوداً في اتجاه السطح.

وأشار بوغويافلينسكي إلى "حصول انفجار في وقت ما من دون تسجيل أي اشتعال للنيران".

فكّ اللغز
وفي محاولة لفك هذا اللغز، أرسل الحاكم المحلي ديمتري كوبيلكين مجموعة من العلماء إلى المنطقة التي تقع فيها الفوهة في شبه جزيرة يامال التي يعني اسمها "حدود العالم"، بحسب تقارير لوكالة انترفاكس.

وكانت مارينا ليبمان رئيسة قسم البحوث في معهد "ايرث كرايوسفير" الروسي الذي يدرس التربية الصقيعية، جزءاً  من الفريق الذي تم ارساله الى المنطقة.

وأشارت ليبمان في بيان صادر عن السلطات المحلية إلى أن "بحثاً معمقاً أظهر عدم وجود أي أثر للبشر" في الفوهة كما لفتت إلى أن الفوهة ليست ناجمة عن اصطدام نيزكي بسبب عدم وجود أي آثار حريق في محيط الفجوة.

وقالت ليبمان "لقد حصل ذلك على الارجح عند تصاعد الضغط الى تجويف يحوي كميات من غاز الميثان"، لكنها أكدت أن "الموضوع لا يزال مجرد فرضية، الأقل تناقضأ من بين الفرضيات كافة ولا يوجد دليل قاطع على ذلك".

كذلك أشار أندري بليخانوف كبير الباحثين في مركز البحوث العلمية القطبية إلى أن قطر الفوهة يبلغ حوالى 40 متراً من الداخل و60 متراً في الخارج.

وقال "لقياس العمق بدقة، ثمة حاجة إلى اختصاصيين مع معدات متقدمة لتسلق الجبال"، وأضاف بليخانوف "ثمة خطر قاتل في الاقتراب من المكان لأن جوانب الركام المحيطة به تتسرب إليه باستمرار".

وقد قاس العلماء مستويات الغازات المشعة في المكان ولم يعثروا على أي اشعاعات خطرة، وتوفر منطقة يامالو نينيتسكي أكثر من 80% من الغاز الطبيعي الذي تنتجه روسيا.