مخطط لتأثر الأمراض بتاريخ الميلاد
مخطط لتأثر الأمراض بتاريخ الميلاد
الأحد 14 يونيو 2015 / 21:51

هل يؤثر تاريخ الميلاد على نوعية الأمراض لاحقاً؟

24 - منال داود

اقترحت الباحثة ماري بولاند من المركز الطبي لجامعة كولومبيا وجود علاقة بين تاريخ الميلاد وبين نوعية لأمراض التي يتعرض لها الإنسان خلال حياته لاحقاً، واستندت في بداية أطروحتها إلى ظاهرة وجود معدلات عالية من الربو لدى الأطفال الذين يتعرضون لعث الغبار خلال الأشهر الأولى من حياتهم، فقررت أن توسع من دائرة الأمراض التي يتم تتبع معدل زيادتها وربطه بتاريخ ميلاد المرضى.

تأثير شهر الولادة على الصحة ليس عاملاً حاسماً، ولا يتطلب الخوف، بقدر ما يمكن أن يكون دافعاً للاهتمام بتحسين نمط الحياة، والنظام الغذائي

بحسب موقع "شاين" اعتمدت الدراسة على بيانات 1.7 مليون إنسان عولجوا في مستشفى كولومبيا بين عامي 1985 و2013، واستخدمت الباحثة وزملاؤها علاقات لوغاريتمية للربط بين شهر الولادة وبين ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض معينة في أوقات معينة من السنة.

توصلت الدراسة إلى وجود 55 مرضاً ترتبط مع موسم ولادة الإنسان لم يتم رصدها من قبل، منها 16 ارتباطاً جديداً 9 منها لأمراض ذات علاقة بالقلب.

وبحسب البروفيسور نيكولاس تاتونيتي الأستاذ المساعد في مركز جامعة كولومبيا الطبي والباحث المشارك في الدراسة: “كان الأكثر لفتاً للانتباه أن الذين ولدوا في أواخر الشتاء وأوائل الربيع أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، ولم نجد أن مرضاً قلبياً واحداً يرتبط بشهر الولادة، وإنما 9 أمراض قلبية".

بحسب الدراسة لاحظ الباحثون أن مواليد شهر مارس لديهم أعلى درجة مخاطر للإصابة بالرجفان الأذيني وقصور القلب الاحتقاني واضطرابات الصمام التاجي، ويعتقد أن ذلك يعود إلى تذبذب مستوى فيتامين "د" بسبب ضوء الشمس خلال الشتاء والربيع.

لاحظ الباحثون أيضاً أن خطر الإصابة بالربو لدى مواليد نيويورك يبلغ ذروته لدى المواليد الفترة من يوليو حتى أكتوبر.

كانت دراسة سابقة في الدانمارك قد رصدت ارتفاع هذاالخطر لدى من ولدوا بين مايو وأغسطس، حيث تكون مستويات الشمس شبيهة بمثيلتها في نيويورك بين يوليو وأكتوبر، ويعتبر ضوء الشمس عاملاً مساهماً في الربو يتفاقم حسب درجة انتشار عث الغبار.

لاحظ الباحثون زيادة احتمالات مشكلة نقص الانتباه لدى أطفال المدارس المولودين في وقت متأخر من العام، خاصة شهر ديسمبر بسبب عدم النضج النسبي لهؤلاء الأطفال مقارنة بأقرانهم في المدرسة، حيث تقبل المدارس عادة مواليد السنة حتى 31 ديسمبر للالتحاق بالصف الدراسي مع المولودين في بداية العام.

يأمل الباحثون أن يساعد هذا النوع من البيانات على الكشف عن عوامل خطر كامنة بخصوص بعض الأمراض، لكن يشدد البروفيسور تاتونيتي على أن تأثير شهر الولادة على الصحة ليس عاملاً حاسماً، ولا يتطلب الخوف، بقدر ما يمكن أن يكون دافعاً للاهتمام بتحسين نمط الحياة، والنظام الغذائي على نحو معين.