جانب من المحاضرة (وام)
جانب من المحاضرة (وام)
الخميس 9 يوليو 2015 / 00:40

بالصور: مجلس محمد بن زايد يستضيف محاضرة "المناطق الزرقاء وأسرار طول العمر المفعم بالصحة"

استضاف مجلس ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بقصر البطين مساء اليوم الأربعاء محاضرة بعنوان "المناطق الزرقاء وأسرار طول العمر المفعم بالصحة" القاها عضو منظمة ناشيونال جيوغرافيك دان بويتنر.

شهد المحاضرة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الإماراتية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، والشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين وسفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى دولة الإمارات .



واستعرض المحاضر المحاور التي سيتناولها في محاضرته ومن ضمها البحث الذي مولته ناشيونال جيوغرافيك حول المناطق الزرقاء الخمس والعمر المديد وأوهامه وحكايات من العالم مثل مدن اوكيناو اليابانية وسردينيا الايطالية وايكارا اليونانية والخصائص المشتركة لثقافات المناطق الزرقاء والهام وتحدي الحضور حول ما يمكنهم تحقيقه لأنفسهم ولعائلاتهم ولدائرتهم الاجتماعية من أجل زيادة مستوى الصحة والسعادة.



ولمعرفة السبيل إلى العمر المديد المفعم بالصحة درس " دان بويتنر" وفريقه ما يسمى بـ "المناطق الزرقاء" وتعني المجتمعات التي يعيش المسنون فيها من 10 إلى 12 عاماً زيادة على باقي المجتمعات مع تمتعهم بالصحة والنشاط وبأقل قدر ممكن من الأمراض المزمنة.

وقال المحاضر إن "فريق البعثة الاستكشافية زار مجتمعات المناطق الزرقاء للتعرف على الأسباب الكامنة وراء تمتع أفرادها بحياة أطول والغاية هي أنه إذا استطعنا محاكاة أو تغيير أنماط حياتنا وبيئاتنا على غرار ثقافات المناطق الزرقاء فإننا سنستطيع إيجاد بيئات للعمل واللعب والعيش في مجتمعاتنا أكثر صحية مما هي عليه الآن".



ولفت الى أن الدراسات الدنماركية حول التوائم توصلت إلى أن حوالي 80% من أسباب العمر المديد يعتمد على نمط العيش والبيئة و 20% يعود إلى أسباب جينية وتوافر الرعاية الصحية الأساسية.

وأضاف دان بويتنر "لأن نمط الحياة والعادات والبيئة تسهم في 80% من طول العمر فقد أردنا معرفة المناطق التي يمارس الناس فيها هذه المكونات الثلاثة على نحو صحيح"، موضحاً أنه وبتمويل من منظمة ناشونال جيوغرافيك استعنا بخبرات أفضل علماء الإحصاء السكاني لإيجاد البيانات المطلوبة فتوصلنا إلى وجود خمس مناطق جغرافية يعيش فيها الناس عمراً أطول بصورة استثنائية ومنذ عقود طويلة والهدف من دراستنا هو العثور على الوصفة الحقيقية للعمر المديد من خلال الوقوف على أفضل أنماط الحياة والبيئات التي تسهم في طول العمر.



وقال ان مناطق العمر المديد الخمس هي مدن أوكيناوا اليابانبة وإيكاريا اليونانية وسردينيا الايطالية وشبه جزيرة نيكويا في كوستاريكا ومدينة لوما ليندا في كاليفورنيا ولاسيما طائفة "السبتيين" البروتستانتية في لوما ليندا.

وأوضح أنه خلال زياراته لتلك المدن لم يجد الخصائص نفسها بين شعوب العالم التي تعيش حياة أطول لذا سنطلق على هذه الخصائص اسم "خصائص القوة التسع".


ولخص المحاضر الخصائص المشتركة الموجودة في تلك المدن والاسباب التي تزيد في أعمار سكانها وهي: الحركة بصورة طبيعية فالناس في هذه المناطق الزرقاء لا يركضون ماراثونات ولا يمارسون اليوغا "الحارة" بل يتحركون بصورة طبيعية طوال اليوم مثل المشي والعناية بالحديقة وتقطيع الأخشاب، كما أنهم يستيقظون من النوم وهم يعرفون هدفهم ويمكنهم أن يلخصوه لنا في عبارة واضحة تعبر عن رسالتهم الشخصية في الحياة.

وقال إن "الناس في تلك المناطق يلقون بالتوتر جانباً ويعيشون حياة بسيطة وذلك من خلال التأمل أو أخذ قيلولة أو التنزه في الطبيعة، كما يحرص معمرو هذه المناطق على تناول الطعام بحكمة فهم يأكلون كميات قليلة ولا يتناولون الأغذية المعالجة وبشكل أساسي يتوقفون عن الطعام عندما يشعرون بالشبع بنسبة 80% تقريباً".



ولفت المحاضر إلى أن معظم الأطعمة التي يتناولونها أطعمة نباتية مثل الخضار والحبوب والفاكهة ولكنهم ليسوا نباتيين تماما فهم يتناولون اللحوم 3 مرات في الشهر وغالباً ما تكون خلال العطل والاحتفالات ولديهم حس بالانتماء فهم يقضون وقتاً أطول مع من يحبون ولكن ليس على فيسبوك أو تويتر أو عبر الرسائل النصية القصيرة، بل وجها لوجه كما يتمتعون بإيمان قوي ويمارسون شعائرهم الدينية.

وقال إن "جميع المعمرين الذين التقيناهم باستثناء قلة قليلة ينتمون إلى فئة اجتماعية مؤمنة، كما يولي هؤلاء المعمرين أهمية كبيرة للعائلة والأحباء أيضاً ويبقون قريبين من أبويهم المسنين ويعيشون علاقات زواج صحية غير متعددة ويحرصون على تنشئة أطفالهم ورعايتهم، ويقضون وقتاً أطول مع أسرهم وأصدقائهم المقربين، ولاسيما الذين ينتمون إلى أجيال مختلفة وكل ذلك يكسبهم الصحة ويمنحهم عمراً مديداً هم وجميع أفراد أسرهم".

البيئة القريبة
وتساءل المحاضر "كيف يمكننا خلق مثل هذه البيئات في منازلنا ومجتمعاتنا؟"، موضحاً إلى أن الدراسات التي أجروها أشارت الى أن معظم الناس يقضون 80% من حياتهم ضمن مساحة 20 ميلاً من منازلهم لذا يركز برنامجهم على هذه البيئة القريبة.

وقال إن "السياسات تأتي في المقام الأول فعندما يغير المجتمع سياساته لتصبح أكثر تركيزاً على الصحة فهو يخلق تأثيراً مهماً طويل الأمد على المجتمع، ورغم أن إحراز تقدم في تغيير السياسات قد يستغرق زمناً طويلاً أحيانا، إلا أنه من أقل الإجراءات تكلفة ثم تأتي البيئة العمرانية بمعنى هل يوجد طرق وحدائق ومماش تسهل على الناس المشي داخل المدينة؟".

دراسة "فرامنغهام"
وأشار إلى أن الأصدقاء في المناطق الزرقاء لهم أهمية خاصة فقد أظهرت دراسة "فرامنغهام" بأن السمنة والتدخين والسعادة والكآبة تنتشر من شخص إلى آخر عبر الشبكات الاجتماعية تماماً مثلماً تنتقل الفيروسات عند انتشار الأوبئة والناس بحاجة إلى المرح وممارسة الأنشطة الممتعة مع أصدقائهم فالمجتمعات أو بيئات العمل التي توفر رحلات وأنشطة ممتعة للعب وإثارة حس الفضول والتعليم تسهم إسهاماً كبيراً في صحة أفرادها.

وأكد المحاضر أن البيئة في أبوظبي مواتية للحد من الأمراض غير المعدية بإتباع السلوكيات الغذائية والصحية، مشيرا إلى أن 65% من إجمالي الوفيات عالمياً بسبب الأمراض غير المعدية وأن مكافحة الامراض والقضاء عليها يساعد في وصول متوسط العمر إلى 92 عاماً .