السبت 12 مارس 2016 / 16:55

دبي: إطلاق تقرير "مدارس المستقبل"

أطلقت مؤسسة دبي لمتحف المستقبل بالشراكة مع مجموعة جيمس للتعليم، اليوم السبت، تقرير "مدارس المستقبل"، ضمن فعاليات المنتدى العالمي للتعليم والمهارات الذي يعقد في دبي خلال الفترة 12-13 مارس 2016، بهدف استشراف مستقبل التعليم وتسليط الضوء على أحدث الاتجاهات والممارسات في هذا القطاع في القرن الواحد والعشرين.

ويؤكد التقرير ضرورة تحقيق تحول كبير في أهداف وطبيعة قطاع التعليم في ضوء المتغيرات المعقدة للعالم الحديث خاصة وأن المدارس والمناهج الدراسية الحالية تستند إلى متطلبات القرن الـ 20 التي كانت تهدف إلى إعداد القوى العاملة في القطاع الصناعي، أما القرن الحالي فيشهد الكثير من الابتكارات التكنولوجية الحديثة مع تحول الكثير من المهن اليدوية إلى مهن عصرية تعتمد على الروبوتات والذكاء الاصطناعي، بحسب بيان صحفي تلقى 24 نسخة منه.

أنظمة التعليم
ويهدف التقرير لاستشراف مستقبل المدارس والعملية التعليمية في إطار التوجه العالمي نحو بناء اقتصادات معرفية مستدامة، تعتمد على الشباب الذين ينتهجون الابتكار في حياتهم وأعمالهم، وضمان استدامة وتحسين وتوظيف مزايا النمو التي ينطوي عليها اقتصاد المعرفة، وإلى توفير قاعدة متينة للنقاشات، ومساعدة صناع القرار التعليمي في صياغة السياسات الصحيحة التي تتيح لنظم التعليم تلبية احتياجات الناس في المستقبل.

وفي معرض تعليقه على إطلاق التقرير، قال وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي لمتحف المستقبل، محمد القرقاوي،: "يقترح تقرير مدارس المستقبل إطار عمل شامل ومتكامل لمدارس المستقبل، من خلال مناقشة جوانبها المختلفة لتكون متواكبة مع التغيرات المستمرة والمتسارعة التي يشهدها العالم في مجال الابتكار. ويأتي إطلاق التقرير بهدف تشجيع وضع أطر مدروسة ومخطط لها لأنظمة التعليم في المستقبل، مما يشكل حافزاً لإعداد الخبرات والقدرات المناسبة لاقتصاد المعرفة في القرن الـ 21".

البرمجة وغيرها
ويرتكز التقرير على استشراف احتياجات المجتمعات في القرن 21، وينطلق منها إلى رسم صورة لهيكلية مدارس المستقبل التي تقوم على ركائز رئيسية ثلاث هي: الممارسة والشراكة والبيئة، التي تمثل جوانب محورية من طبيعة عمل المدارس على اختلافها.

ويعد التقرير نموذجاً متقدماً في البحث العلمي ويضم مجموعة من الفصول المحفزة للتفكير والابداع أعدتها نخبة من قادة الفكر حول دور وأنواع تقنيات التعليم في المستقبل، ويناقش التقرير دور تصميم المناهج وإعادة ابتكارها والمواقع التعليمية وتأثيراتها في "مدارس المستقبل" ، مشدداً على أهمية أن تتضمن هذه المناهج أدوات وعلوم المستقبل مثل البرمجة وغيرها .

كفاءات اجتماعية وعاطفية
وبين التقرير بأنه وبالنظر إلى المستقبل، تبدو الأساليب التعليمية أكثر غموضاً، إذ من المتوقع أن تستمر قوى التعليم القديمة والحديثة كلٌّ بلعب دوره مع انضمام جهات مؤثرة جديدة لكل منهما، وأشار إلى أنه من المتوقع أن يشهد قطاع التعليم بعض التحولات والتقلبات، التي ستشكل تحدياً للنظام التعليمي في عملية إعداد الطلاب بوجود جميع هذه المتغيرات.

وأشار إلى أن أولياء الأمور سيلعبون دوراً رئيسياً في المنظومة التعليمية عبر توفير البيئة المناسبة في المنزل، منوهاً بأن من شأن ذلك أن يسهل عملية التعلم ويطور الكفاءات الاجتماعية والعاطفية للطلاب، خصوصاً وأن اهتماماتهم تسهم في تحديد الممارسات التربوية وتخصيص موارد المدرسة.

الاقتصاد العالمي
وأوضح التقرير أن التكنولوجيا ستستمر بلعب دور مهم في مدارس المستقبل، حيث تستطيع تكنولوجيا التعليم أن تساعد في بلورة تعليم شخصي من خلال تكييف التجربة التعليمية وفقاً لاحتياجات الطلبة في القرن الحادي والعشرين.

وبين أن تدعيم التقنيات يضمن أن تكون البيئة المادية وتجربة التعلم اجتماعية وداعمة للمتعلم، مؤكداً بأن التعاون والعمل الجماعي من أهم المهارات المطلوبة للقرن الحادي والعشرين، إذ يتطلب الاقتصاد العالمي المستقبلي تواصل الأفراد عبر مسافات كبيرة للتعاون وحل المشاكل معاً.

الجوهر
وبين التقرير المهارات والكفاءات والصفات المطلوبة لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين بناء على مخرجات المنتدى الاقتصادي العالمي 2015، التي جاءت بعنوان رؤية جديدة لقطاع التعليم: إطلاق إمكانيات قطاع التكنولوجيا. حيث يشكل مفهوماً أساسياً للتصميم العام لنموذج التدريب في مدارس المستقبل.

كما يوضح التقرير نموذجاً يسمى بالجوهر التعليمي بناء على البيئات التعليمية المبتكرة، والبحوث التربوية والابتكار الصادرة ضمن منشورات "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" في باريس، ويقدّم تفاصيل عن التفاعل بين المعلم والطالب عبر المنهج الدراسي وأصول التدريس، والموارد التعليمية والإرشاديّة، والمنظومة التعليمية، بهدف تحقيق نتائج متميزة من خلال الاعتماد على إطار عمل يضمن بيئة تعليمية مبتكرة.